(2)
أسمـــاؤه :
للمسجد الأقصى أسماء متعددة ، تدل كثرتها على شرف وعلو مكانة المسمى وقد جمع للمسجد الأقصى وبيت المقدس أسماء تقرب من العشرين أشهرها كما جاء في الكتاب والسنة المسجد الأقصى ، وبيت المقدس ، وإيلياء .
وقيل في تسميـته الأقصى لأنه أبعد المساجد التي تُزار، ويُبتغى بها الأجر من المسجد الحرام، وقيل لأنه ليس وراءه موضع عبادة، وقيل لِبعده عن الأقذار والخبائث.
(3)
حــدوده :
يعتقد الكثيرون أن المسجد الأقصى (4)
المُصَلَّى الجامع :
ويطلق عليه الناس " المسجد الأقصى " ، وهو ذلك الجامع المبني في صدر المسجد الذي بُني به المنبر والمحراب الكبير ، والذي تُقام فيه الصلوات الخمس والجمعة ، وتمتد الصفوف إلى خارج الجامع في ساحات المسجد الأقصى المبارك ، وهو داخل أسوار المسجد الأقصى وكان قديماً إذا أطلق اسم المسجد الأقصى فإنه يراد به كل ما دار عليه السور واحتواه ، وأما حديثاً فالشائع بين العامة إطلاق الاسم على المسجد الكبير الكائن جنوبي ساحة المسجد الأقصى .
شرع في بنائه الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي وأتمه ابنه الوليد بن عبد الملك سنة 705 م ، يبلغ طوله من الداخل 80 م، وعرضه 55 م ، ويقوم الآن على 53 عموداً من الرخام ، و49 سارية مربعة من الحجارة ، وفي صدر الجامع القبة ، وللجامع أحد عشر باباً: سبعة منها في الشمال في واجهته وأوسطها أعلاها ، وباب واحد في الشرق ، واثنان في الغرب وواحد في الجنوب .
وعندما احتل الصليبيون القدس غيروا معالم المسجد، فاتخذوا جانباً منه كنيسة، وجانباً آخر مسكناً لفرسانهم ومستودعاً لذخائرهم. ولما حرر صلاح الدين الأيوبي القدس أمر بإصلاح الجامع وإعادته إلى ما كان عليه قبل الاحتلال الصليبي ، وأتى بالمنبر الرائع الذي أمر نور الدين محمود بن زنكي بصنعه للمسجد الأقصى من حلب ، ووضعه في الجامع ليقف عليه الخطيب في يوم الجمعة .
وبقي هذا المنبر إلى أن أحرقه اليهود في 11/8/1969 م عندما حرقوا الجامع، ويسعى اليهود اليوم لتخريب الجامع بعد حرقه بالحفريات حوله وتحته بزعم البحث عن آثار الهيكل.
هو فقط الجامع المبني جنوبي قبة الصخرة ، وهو الذي تقام فيه الصلوات الخمس الآن ، وحقيقة الحال أن المسجد الأقصى اسم لجميع المسجد وهو ما دار عليه السور وفيه الأبواب والساحات الواسعة ، والجامع وقبة الصخرة والمصلى المرواني والأروقة والقباب والمصاطب وأسبلة الماء وغيرها من المعالم ، وعلى أسواره المآذن ، والمسجد كله غير مسقف سوى بناء قبة الصخرة والمصلى الجامع الذي يُعرف عند العامة بالمسجد الأقصى وما تبقى فهو في منزلة ساحة المسجد . وهذا ما اتفق عليه العلماء والمؤرخون، وعليه تكون مضاعفة ثواب الصلاة في أي جزء مما دار عليه السور، وتبلغ مساحته: 140900 مترا مربعا.
(5)
قُبَّـةُ الصخرة :
هي أقدم أثر معماري إسلامي باق حتى الآن ، أنشأها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان ، وتعتبر من درر الفنون الإسلامية وبنيت داخل أسوار المسجد الأقصى لتكون قبة للمسجد فوق الصخرة والتي قيل فيها الكثير مما لا يثبت سنداً وشرعاً ، والصخرة عبارة عن شكل غير منتظم من الحجر نصف دائرة تقريباً أبعادها ( 5 م × 7 م × 3 م الارتفاع ) والصخرة تشكل أعلى بقعة في المسجد الأقصى ، وأسفل الصخرة يوجد كهف مربع تقريباً طول ضلعه 4.5 متر بعمق 1.5 متر ويوجد في سقف هذا الكهف ثقب قطره متر واحد تقريباً وهي ليست مُعَلقة ، ولم تكن معلقة في يوم من الأيام كما يُشاع عنها ، ولكنها متصلة بالأرض من أحد الجوانب ، وكل ما يُروى في قصتها فهو من الخرافات التي لم تثبت ، والصخرة جزء من أرض المسجد الأقصى كغيرها من الأجزاء ، وتقع القبة التي فوق الصخرة في مركز شكل ثماني يبلغ طول ضلعه 20.59 متر وارتفاعه 9.5 متر ويوجد في الجزء العلوي من كل جدار 5 شبابيك ، كما هناك أربعة أبواب في أربعة جدران خارجية ، والقبة صُنعت من الخشب ، وهي مزدوجة أي أنها عبارة عن قبتين داخلية وخارجية ، كل منهما مكونة من 32 ضلعاً وتغطي القبة من الخارج ألواح من الرصاص ، ثم ألواح من النحاس اللامع .
(6)
أبواب المسجد الأقصى :
وهي أبواب السور الذي يحيط بالمسجد الأقصى ، وتقع هذه الأبواب على الجانبين الشمالي والغربي ، وعددها 14 باباً : أربع أبواب منها مغلقة ، وتستولي سلطات الاحتلال على مفاتيح باب حارة المغاربة منذ العام 1967م ، وتتحكم في فتحه وإغلاقه ، وهذا الباب هو أقرب الأبواب إلى المصلى الجامع الذي يهدف اليهود إلى إزالته وبناء معبد يهودي مكانه ، والأبواب المفتوحة هي باب الأسباط ، وباب حطة ، وباب العتم ، وباب الغوانمة ، وباب المطهرة ، وباب القطانين ، وباب السلسلة ، وباب المغاربة ، وباب الحديد ، وباب الناظر ، وهي أبواب قديمة جددت عمارتها في العصور الإسلامية ، وباب الناظر باب قديم جددت عمارته في سنة 600 هـ / 1203 م في عهد الملك المعظم عيسى في العصر الأيوبي ، وهو باب ضخم محكم البنيان ، ويغطي فتحته مِصراعان من الأبواب الخشبية المصفحة بالنحاس ، وجميع ما في داخل هذا الباب من أقبية ومبان وقفه الأمير علاء الدين آيدغدي على الفقراء القادمين لزيارة القدس ، وكان ذلك في زمن الملك الظاهر بيبرس سنة 666 هـ / 1267م.
(7)
المــآذن :
للمسجد الأقصى _ وهو ما دار عليه السور _ أربعة مآذن يعود تاريخ إنشائها للعهد المملوكي، تقع ثلاثة منها على صف واحد غربي المسجد، وواحدة في الجهة الشمالية على مقربة من باب الأسباط وهي كالتالي:
المئذنة الفخرية : وتسمى كذلك مئذنة باب المغاربة في الركن الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى ، وهي على مجمع المدرسة الفخرية بجانب المتحف الإسلامي ، أنشأها القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب الوزير فخر الدين الخليلي ، حيث أشرف على بنائها خلال فترة عمله كناظر للأوقاف الإسلامية في سنة 677 هـ / 1278 م .
مئذنة باب الغوانمة : بناها كذلك القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب سنة 677 هـ / 1278 م ، ثم عمر بناءَها الأمير سيف الدين تنكز الناصري نائب الشام في سنة 730 هـ / 1329 م وهي في الزاوية الشمالية الغربية ، وهي أعظم المآذن بناءً ، وأتقنها عمارة .
مئذنة باب السلسلة : وهي في الجهة الغربية من المسجد الأقصى على بعد أمتار من باب السلسلة ، وتسمى كذلك " منارة المحكمة " لاتخاذها محكمة في العهد العثماني ، أنشأها الأمير سيف الدين تنكز بن عبد الله الناصري 730 هـ 1329 م في عهد الناصر محمد بن قلاوون .
مئذنة باب الأسباط : وتقع في الجهة الشمالية للمسجد الأقصى وهي من أجمل المآذن وأحسنها هيبة أنشأها الأمير سيف الدين قطلو بغا في سنة 769 هـ في عهد الملك الأشرف شعبان الثاني بن السلطان حسن ، وتعرف كذلك بالمئذنة الصلاحية لقربها من المدرسة الصلاحية وأعيد بناؤها بشكلها الحالي عام 1346 هـ بعد أن تهدمت أثر زلزال في القدس.
(8)
المصلى المرواني :
يقع المصلى المرواني في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى المبارك ، وكان يطلق عليه قديماً التسوية الشرقية من المسجد الأقصى ، ويتكون من 16 رواقاً ، تبلغ مساحتها 3775 متراً مربعاً أي ما يقارب 4 دونمات ، للتسوية مداخل عديدة منها مدخلان من الجهة الجنوبية ، وخمسة مداخل من الجهة الشمالية .
خُصِّصَ زمن عبد الملك بن مروان كمدرسة فقهية متكاملة ، ومن هنا أطلق عليه اسم المصلى المرواني ، وعند احتلال الصليبيين للمسجد الأقصى استُخْدم المكان مربطاً لخيولهم ودوابهم ، ومخازن ذخيرة ، وأطلقوا عليه " اسطبلات سليمان " .
ويعتقد كثير من الناس أن هذا المكان من بناء نبي الله سليمان عليه السلام ، وهذا من التلبيس والدس الذي يستعمله اليهود ، حتى تُنْسَبَ لهم فيما بعد لتكون شاهدا على وجودهم على هذه البقعة منذ الأزل ، والصحيح أنها من بناء الأمويين كما أثبت أهل الآثار ، وقد أصَرَّ المسلمون على إعادة افتتاحه وتحويله إلى مُصَلَّى أطلقوا عليه – المصلى المرواني – نسبة إلى مؤسسه الحقيقي ، وقد أحسنوا في ذلك .
تم افتتاحه لجمهور المصلين في 12/12/1996 م بعد صيانته ، وقد ساهم في إعماره العديد من المتبرعين من داخل وخارج فلسطين .
(9)
الكأس ( المتوضأ ) :
يتكون من حوض رخامي مستدير الشكل ، وفي وسطه نافورة ، وعلى جوانبه الخارجية صنابير يخرج منها الماء ليتوضأ منه المصلون الذين يجلسون على مقاعد حجرية مقامة أمام تلك الصنابير ، ثم يسيل الماء في مجرى حول الحوض الى مجار تحت بلاط المسجد الأقصى ويجري إلى صهريج كبير في أرض المسجد .
أنشأه السلطان العادل أبو بكر بن أيوب سنة 589 هـ / 1193 م في العصر الأيوبي ، وجدد بناءه الأمير تنكز الناصري سنة 728 هـ / 1327 م . ثم قام السلطان قايتباي بتعميره وترميمه ثانية ويقع الكأس بين مبنى المصلى الجامع ودرج صحن الصخرة المواجه له .
10)
حائط البراق :
هو الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد ويبلغ طوله حوالي (50 متراً ) وارتفاعه حوالي (20 متراً ) وهو جزء من المسجد الأقصى ، ويعد من الاملاك الإسلامية ، ويطلق عليه اليهود الآن ( حائط المبكى ) حيث يزعمون بأنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم ، ولم يَدَّعِ اليهود يوماً من الأيام أي حق في الحائط إلا بعد أن تمكنوا من إنشاء كيان لهم في القدس، وكانوا إذا زاروا القدس يتعبدون عند السور الشرقي ، ثم تحولوا إلى السور الغربي .
(11)
الآبـــار :
ماء المطر وعيون الماء هما المصدران الوحيدان للماء في القدس ، وحيث لم تكن العيون تكفي لاحتياج أهل القدس كان اعتمادهم الأساسي على مياه الأمطار يجمعونها في الآبار والصهاريج والبرك ، ويبلغ عدد هذه الآبار 26 بئراً : تِسعٌ منها في ساحة الصخرة ، والباقي في ساحة المسجد الأقصى ، وقد حُفرت تلك الآبار داخل أسوار المسجد الأقصى المشيد كله على صخرة ، فمهما يهطل المطر لا يذهب خارج الآبار ولا يضيع سدى ، بل ينصرف إلى تلك الآبار وينتفع الناس به ، وهي من الحجر الصلب والتي لا تحتاج إلى عمارة أو صيانة إلا نادراً، ويسهل إصلاحها ، وجُعل القسم الأعلى منها على هيئة التنور ، وعلى رأس كل بئر غطاء من حجر حتى لا يسقط فيه شيء ، وآبار المسجد الأقصى يستعملها المصلون وأهالي البلدة ، ولكل بئر اسم خاص يعرف به ، وهي لا تكفي الآن لتزويد القدس بحاجتها إلى الماء ، مما جعلهم يجلبون الماء من موارد أخرى .
(12)
الأسبـــلة :
وكانت تسمى في العصر الأيوبي وما قبلها سقاية ، وكانت الأسبلة تحتوي على طابقين : الأول عبارة عن بئر محفورة في الأرض لتخزين مياه الأمطار ، وأما الطابق الثاني فيرتفع عن سطح الأرض حوالي متر وتوجد به المزملة لتوزيع الماء . وعدد الأسبلة في ساحات المسجد الأقصى أحد عشر سبيلاً ، وهي متفاوتة فيما بينها تفاوتاً كبيراً من وجهة معمارية . ومن أشهرها سبيل قايتباي ، ويعتبر شاهداً من الشواهد البديعة التي تعود للعصر المملوكي ، والذي يقع في الساحة الكائنة بين باب السلسلة وباب القطانين بناه السلطان سيف الدين إينال ، ثم أعاد بناءه السلطان قايتباي حيث أقام سبيله على البئر الذي أقامه إينال ، وقد بناه من الحجر المشهر الملون وفرش أرضيته بالرخام ، وزخرف قبته وأركانه بالعناصر الزخرفية والمعمارية الإسلامية وله أربع نوافذ في جهاته الأربعة .
(13)
المصـاطب :
اشتهر المسجد الأقصى بحلقات العلم ، ولكثرة المدرسين وطلبة العلم ، اتخذ المدرسون المصاطب التي هُيِّئَتْ ليجلس عليها الطلاب للاستماع إلى الدروس خاصة في فصل الصيف لاعتدال الجو هناك ، وتقدر عدد المصاطب في ساحات المسجد الأقصى بقرابة الثلاثين مصطبة ، والتي لها محاريب من بناء حجري مستطيل الشكل لجلوس الشيخ أمام طلبته وتلاميذه ، أنشئ بعضها في العصر المملوكي وغالبها في العصر العثماني .
والمصاطب غالباً ما تكون مربعة الشكل ، أو مستطيلة ، وترتفع عن الأرض بدرجة أو درجتين ، وبناؤها من الحجارة ، ومن أشهرها مصطبة البصيري شرقي باب الناظر ، وكانت تستعمل للتدريس ، ولإضفاء طابع جمالي على ساحات المسجد الأقصى . قيل إنها أنشئت في القرن الثامن الهجري ، وفي منتصف ضلعها الجنوبي محراب حجري وعليه لوحة كتابية تبين اسم باني المحراب ، وهو الأمير جركس الناصري، وكان هذا الأمير موجودا في سنة 800هـ/1298م تقريبا . وتتكون المصطبة من بناء حجري منبسط مربع الشكل ويُصعد اليها بوساطة درجتين حجريتين ، وأما المحراب فهو بناء حجري مستطيل الشكل، وقد كتب عليه اسم الباني وألقابه .
(14)
منبر برهان الدين :
تحفة فنية قائمة، وكان يدعى منبر الصيف لأنه أمام ساحة مكشوفة، ويُستخدم في فصل الصيف لإلقاء الدروس والمحاضرات أمام طلبة العلم، بُني من الحجارة ورخام، نمطه الهندسي مملوكي.
أنشئ هذا المنبر في ساحة قبة الصخرة بأمر من قاضي القضاة برهان الدين بن جمّاعة في سنة 709 هـ / 1309 م ، ويذكر أنه كان منبراً خشبياً ثم حول إلى منبر حجري وقد جدد هذا المنبر في العصر العثماني على يد الأمير محمد رشيد ، وفي عهد السلطان عبد المجيد بن محمود الثاني في نقش كتابي في أعلى المدخل .
ويتكون هذا المنبر من بناء حجري ، وله مدخل يقوم في أعلاه عقد يرتكز على عمودين صغيرين من الرخام ، ويُصعد منه إلى درجات قليلة تؤدي إلى دكة حجرية معدة لجلوس الخطيب ، وتقوم فوقها قبة لطيفة صغيره ، وقد أقيمت على أعمدة رخامية جميلة الشكل .
" المسجد الأقصى و الخلفاء الراشدون "
بعد وفاة رسول الله e ، واستقرار الخلافة للصديق أبي بكر t " خليفة رسول الله e وكان قد سمع من رسول الله e أنه قد بشر بفتح بيت المقدس: أعدد ستاً بين الساعة : "قال ثم فتح بيت المقدس "
فحرص أبو بكر الصديق t ، بعد الانتهاء من حرب الردة أن تكون ديار المسجد الأقصى من أول البلاد المفتوحة ، فوجّه لها أربعة جيوش ، وأمر خالد بن الوليد – وكان بالعراق ولم تفتح بعد – أن يلحق بالجيوش ، المتجه إلى بلاد الشام ، وقد عقد ابنُ عساكر في تاريخ دمشق باباً تحت عنوان " ذكر اهتمام أبى بكر الصديق t بفتح الشام وحرصه عليه " .
وقد كتب سيدنا عمر كتاباًلأهل القدس سمي الوثيقة العمرية وهذا نصها:
)بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما أعطى عبد الله : عُمَرُ أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم : أمانا لأنفسهم ، وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم ، وسقيمها ، وبريئها ، وسائر ملتها . أن لا تُسْكنَ كنائسهم ، ولا تُهدم ، ولا يُنتقصُ منها ولا من حيّزها ولا من صلبهم ، ولا من شيء من أموالهم ، ولا يُكْرَهون على دينهم ، ولا يُضارُّ أحدٌ منهم ، ولا يَسْكُنُ بإيلياءَ معهم أحد من اليهود .
وعلى أهل إيلياء أن يُعْطُوا الجزية ، كما يعطى أهل المدائن . وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوت ( اللصوص )
فمن خرج منهم ، فانه آمنٌ على نفسه وماله ، حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن أقام منهم فهو آمنٌ ، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية .
ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه مع الروم ، ويخلي بيعهم وصُلُبَهم ، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيَعِهم ، وصُلُبِهم حتى يبلغوا مأمنهم .
فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ، ومن شـاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله . فإنه لا يؤخذ منهم شيء ، حتى يُحْصَدَ حصادهم . وعلى ما في هذا الكتاب ، عهد الله وذمة رسوله ، وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين ، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية ( .
شهد على ذلك : خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وكتب وحضر سنة 15هـ
ملاحظة : لا زالت هذه الوثيقة محفوظة في كنيسة القيامة بالقدس
ولكنه تم فتح القدس أيام عمر بن الخطاب سنة 15 هـ حيث كان من أخر المعاقل التي تحصن فيها الروم وحرصوا على بقائها في أيديهم ، لمِا لها من القداسة في النفوس ، وجاء عمر الى القدس بنفسه ، بناءً على رغبة أهل القدس المحاصرين ليكتب لهم العهد ، ويتسلم مفاتح القدس . ومجيء عمر لاستلام القدس وبيت المقدس ، له دلالة على منزلة المسجد الأقصى وبيت المقدس في نفوس المسلمين .
الاسراء والمعراج
قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير ).
أُسرِيَ بالنبي صلى الله عليه وسلم ، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى (بيت المقدس) ، وقد فشا الإسلام بمكة في قريش والقبائل كلها ، فأسرى به سبحانه وتعالى كيف شاء ليريه من آياته ما أراد ، ومن قدرته التي يصنع بها ما يريد .
روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : بينما أنا نائم في الحطيم إذ جاني جبريل فهمزني بقدمه ، فجلست فلم أرى شيئاً ، فعدت إلى مضجعي ، فجاني الثانية فهمزني بقدمه ، فجلست فلم أر شيئاً ، فعدت إلى مضجعي ، فجاني الثالثة فهمزني بقدمه ، فجلست ، فأخذ بعضدي ، فقمت معه ، فخرج بي إلى باب المسجد فإذا دابة بيضاء يقال لها البراق ، بين البغل والحمار في فخديه جناحان يحفر بهما رجليه يضع يده في منتهى طرفه ، وهي الدابة التي كانت تحمل عليها الأنبياء قبله ، فحملني عليه ، ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته ، حتى انتهى إلى بيت المقدس ، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء ، فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ، وقيل ثم أتي بإناءين في أحدهما خمر وفي الآخر لبن ، فأخذت إناء اللبن فشربت منه ، فقال جبريل عليه السلام : هُديت للفطرة وهديت أمتك يا محمد .
قصة المعراج
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما فرغت مما كان في بيت المقدس ، أتى بالمعراج ،ولم أر شيئاً قط أحسن منه ، وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حُضر ، فأصعدني صاحبي فيه ، حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء يقال له باب الحفظة ، عليه ملك من الملائكة ، يقال له إسماعيل ، تحت يديه اثنا عشر ألف ملكٍ ، فقال وأتى بي إلى السماء الدنيا فاستفتح قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : من معك ؟ قال : محمد, قيل : اوقد أرسل إليه؟ قال : نعم ، قيل مرحباً به فنعم المجيء جاء ، ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم ، فقال : هذا أبوك آدم فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد السلام ثم قال : مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح . قال ثم رأيت رجالاً لهم مشافر كمشافر الابل ، في أيديهم قطع من نار كالأفهار (حجر علي مقدار ملء الكف) يقذفونها في أفواههم ، فتخرج من أدبارهم ، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلماً . قال ثم رأيت رجالاً لهم بطون لم أر مثلهما قط بسبيل آل فرعون يمرون عليهم كالإبل المهيومة (العطاش) حين يعرضون على النار ، قال : قلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء أكلة الربا ، ثم قال رأيت نساء معلقات بثديهن ، فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء اللاتي أدخلن على رجالهن من ليس من أولادهم (الزانيات) ، قال : ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فتكرر نفس الحديث ، فلما خلصت إذا يحي وعيسى وهما أبناء خاله ، قال : هذا يحي بن زكريا وعيسى بن مريم فسلم عليهما ، فسلمت وردا السلام ثم قالا : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . قال ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح وتكرر نفس الحديث ، فلما خلصت فإذا فيها رجل صورته كصورة القمر ليلة البدر ، قال : قلت : من هذا يا جبريل ؟ قال هذا أخوك يوسف بن يعقوب فسلم عليه ، فسلمت فرد السلام ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . قال : ثم صعد بي إلى السماء الرابعة ، فإذا فيها رجل فسألته : من هو ؟ قال هذا إدريس . قال : ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فاستفتح ، وتكرر نفس الحديث ، فلما خلصت إذا فيها رجل كهل أبيض الرأس واللحية عظيم العثنون (اللحية) ، لم أر كهلاً أجمل منه قال : قلت من هذا يا جبريل ؟ قال هذا المحبب في قومه هارون بن عمران فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . قال ثم صعد بي إلى السماء السادسة فاستفتح ، وتكرر نفس الحديث ، فلما خلصت قال هذا أخوك موسى بن عمران فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد السلام ، ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ، فلما تجاوزت بكى ، قيل ما يبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخل من أمتي ، قال ثم صعد بي إلى السماء السابعة ، فاستفتح وتكرر نفس الحديث ، إذا فيها رجل كهل جالس على كرسي على باب البيت المعمور فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك وإذا خرجوا منه لا يعودون إليه قال : قلت من هذا يا جبريل ؟ قال هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد السلام ، فقال مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح ،
قال ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر ، وورقها مثل آذان الفيلة ، قال : هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران ، قلت ما هذا يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ، قال ثم انتهيت إلى ربي ، وفُرضت علىّ خمسون صلاة كل يوم ،
فرجعت فمررت على موسى بن عمران فقال : بما أمرت ؟ قلت : أمرت بخمسين صلاة كل يوم ، قال : إن الصلاة ثقيلة ، وإن أمتك ضعيفة ، فأرجع إلى ربك ، فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك، فرجعت فوضع عني عشراً ، فرجعت إلى موسى فقال مثله ، وتكرر ذلك إلى أن أمرت بخمس صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى ، فقال : بما أمرت ؟ قلت أمرت بخمس صلوات كل يوم ، فقال لي مثل ذلك ، فقلت : قد راجعت ربي حتى استحيت منه ، فما أنا بفاعل . فمن أداهن منكم إيماناً بهن واحتساباً لهن ، كان له أجر خمسين صلاة مكتوبة
وصول النبي صلى الله عليه وسلم الحجاب
في رواية أنه لما بلغ صلى الله عليه وسلم الحجاب الذي يلي الرحمن ، إذ خرج ملك من الحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل من هذا ؟ قال : الذي بعثك بالحق وإني لأقرب مكاناً وإن هذا الملك ما رأيته من قبل . ولما جاوز سدرة المنتهى قال له جبريل : تقدم يا محمد ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تقدم أنت يا جبريل أو كما قال ، قال جبريل : يا محمد تقدم فإنك أكرم على الله مني ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل على أثره حتى بلغه إلى حجاب منسوج بالذهب فحركه جبريل فقيل : من هذا ؟ قال جبريل ، قيل ومن معه ؟ قال محمد ، قال ملك من وراء الحجاب : الله أكبر الله أكبر ، قيل من وراء الحجاب ؟ صدق عبدي أنا الله لا إله إلا أنا ، فقال ملك : أشهد أن محمداً رسول الله ، فقيل من وراء الحجاب ؟ صدق عبدي أنا أرسلت محمداً ، فقال ملك : حي على الصلاة حي على الفلاح ، فقيل من وراء الحجاب : صدق عبدي دعا إلى عبدي ، فأخرج ملك يده من وراء الحجاب فرفعه فتخلف جبريل عنه هناك .
وفي رواية أخرى ما زال يقطع مقاماً بعد مقام وحجاباً بعد حجاب حتى إنتهى إلى مقام تخلف عنه فيه جبريل ، وقال جبريل يا محمد ما منا إلا له مقام معلوم لو دنوت أنملة لاحترقت ، وفي هذه الليلة بسبب احترامك وصلت إلى هذا المقام وإلا فمقامي المعهود عند سدرة المنتهى ، فمضى النبي صلى الله عليه وسلم وحده حتى تجاوز سبعين ألف حجاب ، وبين كل حجاب وحجاب مسيرة خمسمائة سنة ، فوقف البراق عن المسير فظهر له رفرف وذهب به إلى قرب العرش ومنها ترقى حتى وصل إلى منزلة قاب قوسين أو أدنى ، كما قال تعالى : (ثم دنا) أي دنا محمد إلى ربه تعالى أي قرب بالمنزلة والمرتبة لا بالمكان فإنه تعالى منزه عنه ، وإنما هو قرب المنزلة والدرجة والكرامة والرأفة ، (فتدنى) أي سجد لله تعالى لأنه كان قد وجد تلك المرتبة بالخدمة فزاد في الخدمة ، وفي السجدة عدة القرب ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه أن يكون ساجداً .
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالي
سُئلت السيدة عائشة هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل ؟ قالت فقد قف شعري مما قلت ، ثم قرأت : (لا تدركه الأبصار) الآية . وعن ابن العباس انه رآه سبحانه بعين رأسه وروى عطاء عنه أنه رآه بقلبه كذا ذكرهما في المدارك ، وعن أبي العالية أنه رآه بفؤاده مرتين ، وروى شريك عن أبي ذر في تفسير الآية : (ما كذب الفؤاد ما رأى) ، وحكى السمرقندي عن محمد بن كعب القرظي وربيع بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : هل رأيت ربك ؟ قال : رأيته بفؤادي ولم أره بعيني .
الإسراء هل كان بالروح أم الجسد
أنقسم رأي العلماء والسلف إلى ثلاث ، فمنهم من يقول أن الإسراء والمعراج كان بالروح ، ومنهم من يقول كان بالجسد ، ومنهم من يقول كان بالروح والجسد ، وهذا ما ذهب عليه معظم السلف والمسلمين في اليقظة وهذا هو الحق .
ويكفي أن الإسراج والمعراج كان بجسده الشريف لقوله تعالى : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) وقوله تعالى : (ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى)
قيل أن الحكمة في المعراج أن الله تعالى أراد أن يشرف بأنوار محمد صلى الله عليه وسلم السماوات كما شرف ببركاته الأرضين فسرى به إلى المعراج ، وسئل أبو العباس الدينوري : لم أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس قبل أن يعرج به إلى السماء ؟ فقال : لأن الله تعالى كان يعلم أن كفار قريش كانوا يكذبونه فيما يخبرهم به من أخبار السماوات فأراد أن يخبرهم من الأرض التي قد بلغوها وعاينوها وعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل بيت المقدس قط فلما أخبرهم بأخبار بيت المقدس على ما هو عليه لم يمكنهم أن يكذبوه في أخبار السماء بعد أن صدقوا أخبار الأرض .
الموضع الذي كان منه الإسراء
أن الموضع الإسراء محل خلاف بين العلماء ، فمنهم من قال أسرى به صلى الله عليه وسلم من بيته ، وقيل من بيت أم هاني ، ومن هذين القولين قال : الحرم كله ، والمراد بالمسجد الحرام في الآية هو المسجد نفسه .
ودار أم هاني بنت أبي طالب وأخت علي رضي الله عنه ، تلك الدار التي أضيفت إلى مساحة المسجد وصار محلها عند باب الوداع ، وتبعد أربعين متراً من الكعبة المشرفة .
تاريخ الإسراء والمعراج
أن الموضع الإسراء محل خلاف بين العلماء ، فمنهم من قال أسرى به صلى الله عليه وسلم من بيته ، وقيل من بيت أم هاني ، ومن هذين القولين قال : الحرم كله ، والمراد بالمسجد الحرام في الآية هو المسجد نفسه ، ودار أم هاني بنت أبي طالب وأخت علي رضي الله عنه ، تلك الدار التي أضيفت إلى مساحة المسجد وصار محلها عند باب الوداع ، وتبعد أربعين متراً من الكعبة المشرفة .
ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم أسرى به في السنة الثانية عشر من النبوة في شهر ربيع الأول ، وقيل قبل خروجه إلى المدينة بسنة . وقد اختلف العلماء في عام الإسراء والمعراج ومنهم من قال قبل الهجرة بسنة ، ومنهم من قال قبل الهجرة بسنة وخمسة أشهر .
أما شهر الإسراء والمعراج ويومه وليلته كذلك بالتالي كان محل خلاف فقيل ربيع الأول ، وقيل ربيع الآخر ، وقيل شوال .
أما في أي يوم من الشهر كان ؟ قيل ليلة السابع من ربيع الأول ، وقيل ليلة سبع وعشرين من ربيع الآخر ، وقيل ليلة سابع عشر من رمضان .
أما ليلة الإسراء والمعراج فقيل ليلة الجمعة وقيل ليلة السبت ، وقيل ليلة الاثنين … وإن شاء الله يكون ليلة الاثنين ليوافق المولد والمبعث والمعراج والهجرة والوفاة .
عندما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة وأخبر أهل قريش الخبر، ارتد كثيراً ممن كان أسلم ، وذهب الناس إلى أبي بكر ، فقالوا له هل لك يا أبي بكر في صاحبك يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة ؟ فقال أبو بكر : إنكم تكذبون عليه ! قالوا بلى ، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ، فقال أبو بكر : والله لئن كان قالها فقد صدق ، فما يعجبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر لياتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعةٍ من ليل أو نهار فأصدقه ، فهذا أبعد مما تعجبون منه ، ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله . أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟ قال نعم ، قال يا نبي الله فصفه لي ؟ فإني قد جئته – فقال رسول الله فرفع لي حتى نظرت إليه – فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر : صدقت ، أشهد أنك رسول الله ، كلما وصف له منه شيئاً ، قال صدقت ، أشهد أنك رسول الله ، حتى إذا انتهى قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وأنت يا أبا بكر الصديق فيومئذ سماه الصديق .
وقيل أن الله أنزل في من أرتد عن إسلامه لذلك : قوله تعالى : (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً) .
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.