عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2012, 08:43 PM   المشاركة رقم: 7
الكاتب
wolf101
عضو فعال
الصورة الرمزية wolf101

البيانات
تاريخ التسجيل: Dec 2011
رقم العضوية: 7508
الدولة: Alex
المشاركات: 570
بمعدل : 0.13 يوميا

الإتصالات
الحالة:
wolf101 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wolf101 المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: قصة حياة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** { غزوة حمراء الأسد } **

وصل ركب قريش الروحاء على بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة فنزلوا بها وبدأوا يفكرون فاكتشفوا أنهم لم يجلوا المسلمين عن موقع المعركة ثم يقيموا بها ثلاثة أيام كعادة العرب يومها وكما فعل محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر ثم إنهم لم يأسروا مسلمًا واحدًا ومع قتلهم لسبعين رجلاً من جيش المسلمين فإنهم فقدوا أيضًا سبعة وثلاثين رجلاً من جيشهم وها هو محمد باق فى أصحابه وجيشه بالمدينة وقد توعدهم الحرب فى العام المقبل فأين النصر الذى عادوا يحتفلون به إذن ؟!

قفزت هذه الأفكار إلى ذهن المشركين كما لو أنهم قد عرفوها الآن فحسب ووقفوا يتلاومون ويعلنون رغبتهم فى العودة إلى المدينة لاستئصال شأفة المسلمين ومع نصح صفوان بن أمية لهم بعدم العودة إلا أنهم أصروا على ذلك .

أما على الجانب الآخر فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم - قد نادى فى جيشه ليعاود الخروج صبيحة اليوم الثامن من شوال سنة ثلاث من الهجرة ورفض انضمام عبد الله بن أبى وكل من لم يشهد معه أحدًا فانصاع المسلمون على ما بهم من جراحات - إلى أمره ،،
واستجاب المؤمنون لدعوة الجهاد ، وانطلقوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم – متحمّلين في ذلك جراحاتهم وآلامهم ، حتى إنّ بعضهم كان يحمل أخاه على ظهره إذا عجز عن السير ، وسجّل القرآن لهم ذلك فقال سبحانه :-
{
الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم } ( آل عمران : 72 )

وخرجوا حتى بلغوا حمراء الأسد على بعد ثمانية أميال من المدينة فعسكروا هناك وأقبل عليهم معبد الخزاعى فأسلم على يد النبى صلى الله عليه وسلم - فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم - إلى قريش يخذلها وبلغ معبد جيش قريش وقد همت بالرجوع إلى المدينة ،،
فسأله أبو سفيان:-ما وراءك يا معبد ؟
فأجابه مخوفًا :- محمد !

قد خرج فى أصحابه يطلبكم فى جمع لم أر مثله قط يتحرقون عليكم تحرقـًا قد اجتمع معه من تخلف عنه فى يومكم وندموا على ما ضيعوا فيهم من الحنق عليكم شىء لم أر مثله قط !
فقال أبو سفيان :- ويحك مما تقول؟
فأجابه معبد بثقة :- والله ما أرى أن ترتحل حتى ترى نواصى الخيل من وراء هذه الأكمة ،،
وهنا أخذ الرعب والفزع بقلوب رجالات قريش ولم يبق لفرسانها الشجعان إلا أن يحثوا دوابهم إسراعًا إلى مكة !
فامتدحهم الله بقوله :-
{
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل }

أما محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه بقى إلى يوم الأربعاء - كشأن المنتصرين - ثم عاد إلى المدينة سالمًا بجيشه وصدق الله القائل :-
{ فانقل
بوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } ( آل عمران : 174)


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** { الجهاد بين أحد والأحزاب } **

حقًا ما أشرف كفار قريش إن قيسوا بغيرهم من اليهود وكفار العرب !!
إن مكة حين غاظها النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلنته بالعداوة وواعدته ثم سارت إليه لتنال منه أو ينال منها أما غيرها فإنهم كمنوا يترقبون حتى إذا سقط الجسد الإسلامى جريحًا خرجوا من جحورهم يكشرون عن أنيابهم ويعوون ولقد أدرك المسلمون ونبيهم - صلى الله عليه وسلم - ذلك فطفقوا منذ عودتهم إلى المدينة يتلقون طعنات الكفر لا من أمام كما تصنع قريش وإنما من ظهورهم كما يصنع الغدرة والصبيان وانتفض المسلمون يدافعون عن أنفسهم ويحمون دعوتهم الوليدة ويؤكدون هيبة المدينة ومن بها وما بين غدر وانتفاضة تتالت السرايا والبعوث والغزوات فكانت ،،
(( سرية أبى سلمة ثم بعث عبد الله بن أنس ثم بعث الرجيع ثم مأساة بئر معونة فغزوة بنى النضير ثم غزوة نجد وغزوة بدر الثانية وأخيرًا غزوة دومة الجندل )) ،،،
وبهذا الجهاد الدامى المستمر استطاع المسلمون أن يعيدوا الأمور فى الجزيرة إلى نصابها - ولو إلى حين - فعم السلم والأمان وتخففوا من متاعبهم واستكانة الأعراب وقريش إلى أن كان تجمعهم من جديد فى غزوة الأحزاب .

سرية أبى سلمة ،،،،

ما إن مر شهران على غزوة أحد حتى بدا لطلحة وسلمة ابنى خويلد أن يدعوا بنى أسد بن خزيمة إلى حرب رسول الله وما كان هذا الأمر ليخفى عن رسول الله الذى لم تلهه جراحه وجراح المسلمين عن التيقظ لعدوهم وما كاد بنو أسد يجمعون صفوفهم حتى فوجئوا بمائة وخمسين مقاتلاً على رأسهم الصحابى الجليل أبو سلمة يباغتونهم فى ديارهم بعد أن خرجوا من المدينة فى أول محرم سنة أربع من الهجرة وتشتت جمع بنى أسد قبل أن يهم بهم بغدرة وأصاب المسلمون إبلاً وشاءً لهم فساقوها أمامهم وعادوا إلى المدينة سالمين غانمين دون حرب أو قتال أما أبو سلمة فقد انفجر جرح كان قد أصابه يوم أحد فما لبث أن مات .

بعث عبدالله بن أنيس ،،،،

بعد خروج أبى سلمة فى الأول من المحرم سنة أربع من الهجرة فى مائة وخمسين مقاتلاً إلى بنى أسد بن خزيمة جاءت الاستخبارات بأن خالد بن سفيان الهذلى يحشد الجموع لحرب المسلمين فبعث النبى -صلى الله عليه وسلم- عبدالله بن أنيس ليقضى عليه وبقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون ينتظرون مجيئه منذ أن خرج فى الخامس من شهر محرم سنة أربع من الهجرة ولمدة ثمانية عشر يومًا متصلة حتى إذا كان يوم الثالث والعشرين قدم إليهم عبد الله وقد قتل خالدا وجاء برأسه فأعطاه النبى -صلى الله عليه وسلم- عصا !
وقال:- هذه آية بينى وبينك يوم القيامة فلما حضرته الوفاة أوصى أن توضع فى أكفانه .

بعث الرجيع ،،،،

جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى شهر صفر من العام الرابع من الهجرة قوم من عضل وقارة، وأخبروه أنهم أسلموا، لكنهم يريدون من يعلمهم ويفقههم فى دينهم، فأرسل معهم محمد -صلى الله عليه وسلم- عشرة من أصحابه أميرهم عاصم بن ثابت، وسار الركب حتى إذا وصل الرجيع فوجئ المسلمون بأن من معهم ينادون على حىّ من هذيل يقال لهم بنو لحيان ليوقعوا بهم سوءًا، فأسرعوا بالفرار لكنهم لحقوا بهم، ومعهم قرابة المائة رام،،
وقالوا لهم:- لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً،،

فأبى عاصم أن يأمن للغادرين وقاتلهم، فقتلوه وستة معه بالسهام، وبقى خبيب، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، لكنهم ما إن قيدوهم، حتى قتلوا ثالثهم، وصحبوا خبيبًا وزيدًا إلى مكة، فباعوهما ليقتلا،،،
فأما زيد فقتله صفوان بن أمية انتقامًا لقتل أبيه، وأما خبيب فقد قتله عقبة بن الحارث، وكان مصلوبًا فاحتال عمرو بن أمية الضمرى، حتى أخذ جثمانه ودفنه وذهبت قريش لتأتى بجسد عاصم بن ثابت فوجدوه محاطًا بظلة من الزنابير، وكان عاصم قد عاهد الله ألا يمس مشركًا ولا يمسه مشرك .

مأساة بئر معونة ،،،،

سبعون رجلاً من خيار المسلمين وسادتهم وقرائهم أميرهم المنذر بن عمرو خرجوا فى شهر صفر للعام الرابع الهجرى مع ملاعب الأسنة أبى براء عامر بن مالك، الذى دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام، فلم يجب ولم يرفض، خرجوا معه وفى جواره إلى أهل نجد، ولما وصل الركب بئر معونة أرسلوا إلى عامر بن الطفيل بكتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحمله حرام بن ملحان، فلم ينظر فيه، وأمر رجلاً فطعنه بالحربة من خلفه وبادر عدو الله بدعوة بنى عامر لقتال باقى المسلمين، فلم يجيبوه احترامًا لجوار أبى براء، فاستنفر بنى سليم، فأجابته عصية ورعل وذكوان، وفوجئ صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمشركين يحيطون بهم، ويقاتلونهم فقاتلوهم حتى استشهدوا جميعًا ،،،

إلا كعب بن زيد فقد كان به رمق، فحمل من بين القتلى، وعاش حتى استشهد بغزوة الخندق، وكان عمرو بن أمية الضمرى، والمنذر بن عقبة بن عامر يرعيان غنم المسلمين، فرأيا الطيور المتوحشة تحوم على موضع الوقعة، فاستطلعا الأمر فوجدا أشلاء المسلمين تحوطها خيل الغادرين، وهنا لم يرض المنذر -وقد كان فى القتلى صديق يحبه - أن يعود لينقل خبره إلى النبى -صلى الله عليه وسلم - وصاحبه مسجى فى الصحراء حتى يلحق به، فقاتل المشركين حتى لحق بالشهداء وأسر عمرو بن أمية، فلما أخبر أنه من مضر جز عامر ناصيته، وأعتقه عن رقبة قال إنها كانت على أمه، وعاد عمرو إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- يخبره بالفاجعة لكنه فى عودته قتل رجلين من بنى كلاب انتقامًا لأصحابه، ولم يكن يعلم أن معهما عهدًا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ،،
فقال له النبى: لقد قتلت قتيلين، لأدينهما .

وانشغل بجمع دياتهم من المسلمين وحلفائهم من اليهود، وقد كان ذلك سببًا لغزوة بنى النضير، أما النبى -صلى الله عليه وسلم- فقد تألم لمصاب المسلمين حتى مكث شهرًا يدعو فى صلاة الفجر على رعل، وذكوان، وعصية، ولحيان .



التوقيع

عرض البوم صور wolf101  
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-08-2012, 08:43 PM
wolf101 wolf101 غير متواجد حالياً
عضو فعال
افتراضي رد: قصة حياة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** { غزوة حمراء الأسد } **

وصل ركب قريش الروحاء على بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة فنزلوا بها وبدأوا يفكرون فاكتشفوا أنهم لم يجلوا المسلمين عن موقع المعركة ثم يقيموا بها ثلاثة أيام كعادة العرب يومها وكما فعل محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر ثم إنهم لم يأسروا مسلمًا واحدًا ومع قتلهم لسبعين رجلاً من جيش المسلمين فإنهم فقدوا أيضًا سبعة وثلاثين رجلاً من جيشهم وها هو محمد باق فى أصحابه وجيشه بالمدينة وقد توعدهم الحرب فى العام المقبل فأين النصر الذى عادوا يحتفلون به إذن ؟!

قفزت هذه الأفكار إلى ذهن المشركين كما لو أنهم قد عرفوها الآن فحسب ووقفوا يتلاومون ويعلنون رغبتهم فى العودة إلى المدينة لاستئصال شأفة المسلمين ومع نصح صفوان بن أمية لهم بعدم العودة إلا أنهم أصروا على ذلك .

أما على الجانب الآخر فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم - قد نادى فى جيشه ليعاود الخروج صبيحة اليوم الثامن من شوال سنة ثلاث من الهجرة ورفض انضمام عبد الله بن أبى وكل من لم يشهد معه أحدًا فانصاع المسلمون على ما بهم من جراحات - إلى أمره ،،
واستجاب المؤمنون لدعوة الجهاد ، وانطلقوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم – متحمّلين في ذلك جراحاتهم وآلامهم ، حتى إنّ بعضهم كان يحمل أخاه على ظهره إذا عجز عن السير ، وسجّل القرآن لهم ذلك فقال سبحانه :-
{
الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم } ( آل عمران : 72 )

وخرجوا حتى بلغوا حمراء الأسد على بعد ثمانية أميال من المدينة فعسكروا هناك وأقبل عليهم معبد الخزاعى فأسلم على يد النبى صلى الله عليه وسلم - فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم - إلى قريش يخذلها وبلغ معبد جيش قريش وقد همت بالرجوع إلى المدينة ،،
فسأله أبو سفيان:-ما وراءك يا معبد ؟
فأجابه مخوفًا :- محمد !

قد خرج فى أصحابه يطلبكم فى جمع لم أر مثله قط يتحرقون عليكم تحرقـًا قد اجتمع معه من تخلف عنه فى يومكم وندموا على ما ضيعوا فيهم من الحنق عليكم شىء لم أر مثله قط !
فقال أبو سفيان :- ويحك مما تقول؟
فأجابه معبد بثقة :- والله ما أرى أن ترتحل حتى ترى نواصى الخيل من وراء هذه الأكمة ،،
وهنا أخذ الرعب والفزع بقلوب رجالات قريش ولم يبق لفرسانها الشجعان إلا أن يحثوا دوابهم إسراعًا إلى مكة !
فامتدحهم الله بقوله :-
{
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل }

أما محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه بقى إلى يوم الأربعاء - كشأن المنتصرين - ثم عاد إلى المدينة سالمًا بجيشه وصدق الله القائل :-
{ فانقل
بوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } ( آل عمران : 174)


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** { الجهاد بين أحد والأحزاب } **

حقًا ما أشرف كفار قريش إن قيسوا بغيرهم من اليهود وكفار العرب !!
إن مكة حين غاظها النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلنته بالعداوة وواعدته ثم سارت إليه لتنال منه أو ينال منها أما غيرها فإنهم كمنوا يترقبون حتى إذا سقط الجسد الإسلامى جريحًا خرجوا من جحورهم يكشرون عن أنيابهم ويعوون ولقد أدرك المسلمون ونبيهم - صلى الله عليه وسلم - ذلك فطفقوا منذ عودتهم إلى المدينة يتلقون طعنات الكفر لا من أمام كما تصنع قريش وإنما من ظهورهم كما يصنع الغدرة والصبيان وانتفض المسلمون يدافعون عن أنفسهم ويحمون دعوتهم الوليدة ويؤكدون هيبة المدينة ومن بها وما بين غدر وانتفاضة تتالت السرايا والبعوث والغزوات فكانت ،،
(( سرية أبى سلمة ثم بعث عبد الله بن أنس ثم بعث الرجيع ثم مأساة بئر معونة فغزوة بنى النضير ثم غزوة نجد وغزوة بدر الثانية وأخيرًا غزوة دومة الجندل )) ،،،
وبهذا الجهاد الدامى المستمر استطاع المسلمون أن يعيدوا الأمور فى الجزيرة إلى نصابها - ولو إلى حين - فعم السلم والأمان وتخففوا من متاعبهم واستكانة الأعراب وقريش إلى أن كان تجمعهم من جديد فى غزوة الأحزاب .

سرية أبى سلمة ،،،،

ما إن مر شهران على غزوة أحد حتى بدا لطلحة وسلمة ابنى خويلد أن يدعوا بنى أسد بن خزيمة إلى حرب رسول الله وما كان هذا الأمر ليخفى عن رسول الله الذى لم تلهه جراحه وجراح المسلمين عن التيقظ لعدوهم وما كاد بنو أسد يجمعون صفوفهم حتى فوجئوا بمائة وخمسين مقاتلاً على رأسهم الصحابى الجليل أبو سلمة يباغتونهم فى ديارهم بعد أن خرجوا من المدينة فى أول محرم سنة أربع من الهجرة وتشتت جمع بنى أسد قبل أن يهم بهم بغدرة وأصاب المسلمون إبلاً وشاءً لهم فساقوها أمامهم وعادوا إلى المدينة سالمين غانمين دون حرب أو قتال أما أبو سلمة فقد انفجر جرح كان قد أصابه يوم أحد فما لبث أن مات .

بعث عبدالله بن أنيس ،،،،

بعد خروج أبى سلمة فى الأول من المحرم سنة أربع من الهجرة فى مائة وخمسين مقاتلاً إلى بنى أسد بن خزيمة جاءت الاستخبارات بأن خالد بن سفيان الهذلى يحشد الجموع لحرب المسلمين فبعث النبى -صلى الله عليه وسلم- عبدالله بن أنيس ليقضى عليه وبقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون ينتظرون مجيئه منذ أن خرج فى الخامس من شهر محرم سنة أربع من الهجرة ولمدة ثمانية عشر يومًا متصلة حتى إذا كان يوم الثالث والعشرين قدم إليهم عبد الله وقد قتل خالدا وجاء برأسه فأعطاه النبى -صلى الله عليه وسلم- عصا !
وقال:- هذه آية بينى وبينك يوم القيامة فلما حضرته الوفاة أوصى أن توضع فى أكفانه .

بعث الرجيع ،،،،

جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى شهر صفر من العام الرابع من الهجرة قوم من عضل وقارة، وأخبروه أنهم أسلموا، لكنهم يريدون من يعلمهم ويفقههم فى دينهم، فأرسل معهم محمد -صلى الله عليه وسلم- عشرة من أصحابه أميرهم عاصم بن ثابت، وسار الركب حتى إذا وصل الرجيع فوجئ المسلمون بأن من معهم ينادون على حىّ من هذيل يقال لهم بنو لحيان ليوقعوا بهم سوءًا، فأسرعوا بالفرار لكنهم لحقوا بهم، ومعهم قرابة المائة رام،،
وقالوا لهم:- لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً،،

فأبى عاصم أن يأمن للغادرين وقاتلهم، فقتلوه وستة معه بالسهام، وبقى خبيب، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، لكنهم ما إن قيدوهم، حتى قتلوا ثالثهم، وصحبوا خبيبًا وزيدًا إلى مكة، فباعوهما ليقتلا،،،
فأما زيد فقتله صفوان بن أمية انتقامًا لقتل أبيه، وأما خبيب فقد قتله عقبة بن الحارث، وكان مصلوبًا فاحتال عمرو بن أمية الضمرى، حتى أخذ جثمانه ودفنه وذهبت قريش لتأتى بجسد عاصم بن ثابت فوجدوه محاطًا بظلة من الزنابير، وكان عاصم قد عاهد الله ألا يمس مشركًا ولا يمسه مشرك .

مأساة بئر معونة ،،،،

سبعون رجلاً من خيار المسلمين وسادتهم وقرائهم أميرهم المنذر بن عمرو خرجوا فى شهر صفر للعام الرابع الهجرى مع ملاعب الأسنة أبى براء عامر بن مالك، الذى دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام، فلم يجب ولم يرفض، خرجوا معه وفى جواره إلى أهل نجد، ولما وصل الركب بئر معونة أرسلوا إلى عامر بن الطفيل بكتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحمله حرام بن ملحان، فلم ينظر فيه، وأمر رجلاً فطعنه بالحربة من خلفه وبادر عدو الله بدعوة بنى عامر لقتال باقى المسلمين، فلم يجيبوه احترامًا لجوار أبى براء، فاستنفر بنى سليم، فأجابته عصية ورعل وذكوان، وفوجئ صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمشركين يحيطون بهم، ويقاتلونهم فقاتلوهم حتى استشهدوا جميعًا ،،،

إلا كعب بن زيد فقد كان به رمق، فحمل من بين القتلى، وعاش حتى استشهد بغزوة الخندق، وكان عمرو بن أمية الضمرى، والمنذر بن عقبة بن عامر يرعيان غنم المسلمين، فرأيا الطيور المتوحشة تحوم على موضع الوقعة، فاستطلعا الأمر فوجدا أشلاء المسلمين تحوطها خيل الغادرين، وهنا لم يرض المنذر -وقد كان فى القتلى صديق يحبه - أن يعود لينقل خبره إلى النبى -صلى الله عليه وسلم - وصاحبه مسجى فى الصحراء حتى يلحق به، فقاتل المشركين حتى لحق بالشهداء وأسر عمرو بن أمية، فلما أخبر أنه من مضر جز عامر ناصيته، وأعتقه عن رقبة قال إنها كانت على أمه، وعاد عمرو إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- يخبره بالفاجعة لكنه فى عودته قتل رجلين من بنى كلاب انتقامًا لأصحابه، ولم يكن يعلم أن معهما عهدًا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ،،
فقال له النبى: لقد قتلت قتيلين، لأدينهما .

وانشغل بجمع دياتهم من المسلمين وحلفائهم من اليهود، وقد كان ذلك سببًا لغزوة بنى النضير، أما النبى -صلى الله عليه وسلم- فقد تألم لمصاب المسلمين حتى مكث شهرًا يدعو فى صلاة الفجر على رعل، وذكوان، وعصية، ولحيان .





رد مع اقتباس