عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2012, 09:07 PM   المشاركة رقم: 18
الكاتب
wolf101
عضو فعال
الصورة الرمزية wolf101

البيانات
تاريخ التسجيل: Dec 2011
رقم العضوية: 7508
الدولة: Alex
المشاركات: 570
بمعدل : 0.13 يوميا

الإتصالات
الحالة:
wolf101 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wolf101 المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: قصة حياة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم



** { وفاته - صلى الله عليه وسلم - } **

ما أعجب هذا القلم ، حين يتردد الآن عن كتابة
وفاة النبى - صلى الله عليه وسلم -

ألم يكن يعلم منذ اللحظة الأولى ، التى بدأ فيها سرد حياته أنه مات ؟!

أم غاضب هو من هذا الموت الذى ظل وسيلتنا الوحيدة للقيا
الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ؟!


*-* يجتمع في شهر ربيع الأول أحداث ثلاثة وهي ,,,
مولد النبي صلى الله عليه وسلم وهجرته إلى المدينة ووفاته .

ولا ريب أن كلاً منها كان حدثاً مهمًّا في حياة المسلمين
لا بل وفي حياة الثقلين أجمعين .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لما أكمل الله الدين ، وأصبح له رجال تعهدهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالتربية، واستوى الأمر، واستقامت المحجة، أجرى الله على نبيه صلى الله عليه وسلم سنته الماضية في خلقه :-
{ كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة }
(آل عمران:185)

وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يودع الحياة بأقوال وأفعال دالة على ذلك

منها قوله في حجة الوداع:- ( إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ) ،
ومنها أيضا أن جبريل كان يدارسه القرآن مرة
وقد دارسه في العام الذي قبض فيه مرتين
ومنها نزول آية كمال الدين وتمامه
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }
(المائدة:3)
ومنها نزول سورة النصر { إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } (النصر)

قال ابن عباس رضي الله عنه هي نعي للرسول صلى الله عليه وسلم فكل هذه الإشارات كانت تعنى دنو أجله صلى الله عليه وسلم .
لكن لعلها الذكرى تتجدد ، فتهيج بريحها العاصف أشواق اللقاء ، وهو أمر لا حيلة لنا معه !
إلا أن نذكر أن كلماته باقية حولنا ، وسننه ووصاياه وهديه بين أيدينا ، ثم وعده بوصال لا ينقطع ، فى جنة عرضها السماوات والأرض ، بادٍ أمام أعيننا ,,

وفي يوم الاثنين 19 صفر سنة 11 من الهجرة بدأه المرض ، وكان صداعاً حاداً منعه الحركة أول يوم ، و كان في بيت أم المؤمنين ميمونه ، شعر محمد - صلى الله عليه وسلم - بدنو أجله ، ولم يمض إلا قليل حتى داهمه المرض ؛ فلما اشتد به المرض استأذن زوجاته في أن يمرض في بيت أم المؤمنين عائشة فأذِنَّ له ، فخرج إلى بيت عائشة ورجلاه تخطان في الأرض من شدة المرض ، يساعده علي بن أبي طالب و الفضل بن عباس .

ولم يشغله مرضه عن المسلمين ، فأخذ يمهد لهم الأمر ، حتى يتهيئوا لوفاته ، ولا ينزعجوا لفراقه ، وفى هذه الساعات العصيبة ، لم ينس أيضًا - صلى الله عليه وسلم أن يودع عقول المسلمين وأفئدتهم وصاياه الأخيرة , فأمر أبا بكر أن يصلى بالناس ، وتخلص من آخر متاعه بالدنيا قبل يومه الأخير بليلة واحدة ، وهو اليوم الذى لم يرتفع فيه أذان الظهر ، إلا والمصطفى - صلى الله عليه وسلم - مُسَجَّىً فى فراشه قد أصابه الاحتضار .

وتسرب النبأ الأليم ، فجزع الصحابة ، وحزنوا حزنًا أضاق عليهم أفق المدينة ، وأظلم عليهم نورها ، وهم ما بين مسلم بالخبر ومحتسب ، ومنزعج للحدث غير مصدق ، كان موقف أبى بكر وعمر - رضى الله عنهما - ، والذى تجاوزاه لينشغلا ، بما يعتقدانه مراد محمد - صلى الله عليه وسلم - فى اجتماع كلمة المسلمين وأمرهم

فكان اختيار أبى بكر لخلافة المسلمين ، وهو العمل الذى سبق تجهيز النبى - صلى الله عليه وسلم - وتوديع جسده الشريف وبموته - صلى الله عليه وسلم - انقطع الوحى والنبوة عن الأرض ، لكن بقى سراجهما منيرًا للعالمين ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

النبى - صلى الله عليه وسلم - يشعر بدنو الأجل ،،,،

إن قلبا زكيًا ، ونفسًا رقيقة كقلب محمد - صلى الله عليه وسلم - ونفسه ، لا يفوتهما قطعًا إشارات السماء ، فجبريل - عليه السلام - الذى كان يدارسه القرآن فى كل رمضان مرة ، دارسه فى هذا العام مرتين ، وفى أوسط أيام التشريق ، أنزلت عليه - صلى الله عليه وسلم - سورة الفتح ، ففهم منها أن أجله قد دنا واقترب ، وقبل ذلك كله وبعده ، رسالته الخاتمة ، ألم تنته ؟ ففيم البقاء فى الدنيا بعد ؟!

بداية المرض وسم اليهوديه ،,،،

فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت:-
دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بدئ فيه فقلت وارأساه.. فقال وأنا وارأساه . حديث وعند الدارمي بلفظ
رجع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة بالبقيع فوجدني وأنا أجد صداعا وأنا أقول وارأساه فقال بل أنا يا عائشة وارأساه.. ثم بدئ في وجعه الذي مات فيه .

بينما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائدًا فى طريقه من جنازة شهدها بالبقيع ، فى اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة إذ بصداع أليم يأخذ رأسه ، وقد اتقدت حرارته ، حتى إنها كانت تحس من فوق العصابة ، التى تعصب بها رأسه .
لكنه - صلى الله عليه وسلم - تحامل على نفسه وصلى بالناس مريضًا أحد عشر يومًا حتى أقعده المرض عن ذلك .

فإن تأثر النبي صلى الله عليه وسلم بالسم الذي دسته له تلك المرأة ثابت كما يدل له الحديث:-
ما زالت أكلة خيبر تعاودني في كل عام ، حتى كان هذا أوان قطع أبهري.
رواه ابن السني وأبو نعيم وصححه الألباني في صحيح الجامع .

وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت:- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه : -
يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر ، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم .

قال ابن حجر في الفتح قوله:-
أجد ألم الطعام ، أي الألم الناشئ عن ذلك الأكل ، لا أن الطعام نفسه بقي إلى تلك الغاية .

وفي صحيح مسلم عن أنس:- أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك ،
فقالت :- أردت لأقتلك ،
قال :- ما كان الله ليسلطك على ذاك ،
قالوا :- ألا نقتلها ؟
قال :- لا ،
قال :- فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفي المستدرك للحاكم أن أم مبشر وهي أم بشر بن البراء الذي أكل السم معه بخيبر قالت:-
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبض فيه ، فقلت :- بأبي أنت يا رسول الله ما تتهم بنفسك ، فإني لا أتهم بابني إلا الطعام الذي أكله معك بخيبر
وكان ابنها بشر بن البراء بن معرور مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- وأنا لا أتهم غيرها ، هذا أوان انقطاع أبهري .
والحديث صححه الحاكم ، ووافقه الذهبي والألباني .

فى دار عائشة ،,،،

جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل أزواجه :- أين أنا غدًا ؟ أين أنا غدًا ؟

ففهمن مراده ، وعلمن أنه - وهو النبى العظيم - يستأذنهن ، فأذنَّ له أن يكون حيث يشاء فالمرض قد ثقل به ، ولن يستطيع أن ينتقل وهو بحاله تلك بين دور نسائه (( ميمونه )) ، وإلى دار عائشة بنت أبى بكر الحبيبة بنت الحبيب كان المسير .

يمشى - صلى الله عليه وسلم - بين الفضل بن عباس وعلى بن أبى طالب ، عاصبًا رأسه ، تخط قدماه ، حتى دخل بيتها ، فقضى به أسبوعه الأخير ، وهى - رضى الله عنها - تقرأ بالمعوذات والأدعية التى حفظتها عنه ، ثم تنفث على نفسه ، وتمسحه بيده رجاء البركة .

تمهيده الأمر للمسلمين وتوديع شهداء أحد ،,،،

بعد أن قال النبى - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع :- إنى لا أدرى لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا بهذا الموقف أبدًا ؟
وبعد أن أعاد قوله عليهم عند جمرة العقبة حين قال :- خذوا عنى مناسككم ، فلعلى لا أحج بعد عامى هذا .

خرج - صلى الله عليه وسلم - فى أوائل صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة إلى أحد ، حيث مثوى شهداء المسلمين ، الذين قدموا كل شىء ، ثم ماتوا دون أن تنعم أعينهم بفرحة الفتح أو لمحة النصر ، وقف - صلى الله عليه وسلم - أمامهم مصليًا ، ثم انصرف إلى منبره فقال :-

إنى فرطكم ، وإنى شهيد عليكم ، وإنى والله لأنظر إلى حوضى الآن ، وإنى أعطيت مفاتيح خزائن الأرض ، وإنى والله ما أخاف أن تشركوا بعدى ، ولكنى أخاف عليكم أن تنافسوا فيها .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ثم خرج - صلى الله عليه وسلم - فى إحدى ليالى صفر إلى البقيع ، مخاطبًا أهله بقوله :-
السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهن لكم ما أصبحتم فيه ، مما أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى .
ثم بشرهم قائلاً :- إنا بكم للاحقون .
أما قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم - بخمسة أيام ، فإنه قد صعد المنبر ، وخطب فى المسلمين يوصيهم ، ثم أردف قائلاً :-
إن عبدًا خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء ، وبين ما عنده ، فاختار ما عنده .
وهنا لم يتمالك أبو بكر نفسه ، فانفجر باكيًا ، وقال :-
فديناك بآبائنا وأمهاتنا ،,,
وتعجب الناس من بكاء الصديق ، الذى أدرك ببصيرته ، أنه - صلى الله عليه وسلم - هو المخير ، وأنه اختار اللحوق بالرفيق الأعلى .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وصاياه الأخيرة بخطبته الاخيرة ،,،،

قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم - بخمسة أيام ، اتقدت حرارة العلة ببدنه ، واشتد به الوجع حتى غمى ،,,

فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره ، فقالت السيده عائشه :-
لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا بهذا الشكل .
فتقول :- كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه ، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي .
وتسمعه يقول :- لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات

فتقول السيده عائشه :- فكثر اللغط أي الحديث في المسجد اشفاقا علي الرسول ,,
فقال النبي :- ماهذا ؟
فقالوا :- يارسول الله ، يخافون عليك .
فقال :- احملوني إليهم ... فأراد أن يقوم فما استطاع .
فقال :- هريقوا علىّ سبع قرب من آبار شتى ، حتى أخرج إلى الناس ، فأعهد إليهم .
فأقعدوه فى مخضب ، وصبوا عليه الماء ، حتى طفق يقول :- حسبكم ، حسبكم .

وشعر بخفة وخرج للناس وخطبهم ، معصوب الرأس وجلس على المنبر ، وعيون المسلمين معلقة به ، وأجسادهم كأنما تسمرت فى أماكنها ، ينصتون إلى ما يقوله محمد - صلى الله عليه وسلم - فى آخر وصاياه ،,,

*-* وكانت خطبته *-*

فقال النبي :- أيها الناس ، كأنكم تخافون علي ,,
فقالوا :- نعم يارسول الله .
فقال :- أيها الناس ، موعدكم معي ليس الدنيا ، موعدكم معي عند الحوض .
والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا .
أيها الناس ، والله ما الفقر أخشي عليكم ، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم ، فتهلككم كما أهلكتهم .

وطالعت عيناه وجوه الأنصار ، الذين ابتاعوا بدنياهم رجلاً فقيرا مطرودًا من بلده ، يسعى فى إثره أشاوس قومه وطغاتهم لثقتهم أنه نبى الله ،,,
فقال :- إن الناس يكثرون وتقل الأنصار ، حتى يكونوا كالملح فى الطعام ، فمن ولى منكم أمرًا ، يضر فيه أحدا أو ينفعه ، فليقبل من محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم ، وأعلمهم أنه اختار ما عند الله على زهرة الدنيا ،,,

ثم كان يشتد عليه الألم حتى يغمى عليه وعندما يفيق يقول:-
( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، لا تتخذوا قبرى بعدى وثنًا يعبد ، من كنت جلدت له ظهرًا ، فهذا ظهرى فليستقد منه ومن كانت له مظلمة عندي فليقتصها الآن مني ، ومن كان له شيء عليّ فليأخذه الآن .)


أهذا ما تخشاه يا محمد - صلى الله عليك وسلم - قبل أن ترحل عن الدنيا ؟ أن تكون ظلمت أحدًاً من الناس ، وأنت من حمل إليهم الخير كله ، وتحمل فى سبيل ذلك من العذاب ألوانًا !

ثم قال :- أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا علي الصلاه ، وظل يرددها ،,,
ثم قال :- أيها الناس ، اتقوا الله في النساء ، اتقوا الله في النساء ، اوصيكم بالنساء خيرا ,,
ثم قال :- أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله فلم يفهم أحد قصده من هذه الجمله ، وكان يقصد نفسه ،,,
سيدنا أبوبكر هوالوحيد الذي فهم هذه الجمله ، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع النبي وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناء بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ، فديناك بأموالنا ، وظل يرددها ..

فعجب الناس من بكاء أبي بكر رضي الله عنه ، وكان قد فهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فالمُخَيَّر هو رسول الله نفسه ،,,
فنظر الناس إلي أبوبكر ، كيف يقاطع النبي .. ؟؟
فأخذ النبي يدافع عن أبوبكر قائلا :-
أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به ، إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل ، كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا ...
*-* وهناك مقوله اخرى تقول *-*
فأثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر رضي الله عنه ونوه بفضله وقال : -
إن آمن الناس على فى صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذًا خليلاً غير ربى لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لايبقين فى المسجد باب إلا سد ، إلا باب أبى بكر ،,,

وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاه كآخر دعوات لهم فقال :-
آواكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ..
وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمه من علي منبره قبل نزوله ،,
قال :- أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامه .

وحمل مرة أخري إلي بيته .

فعاد صلى الله عليه وسلم إلى فراشه واستند على عائشة رضي الله عنها ، وجعلت تتغشاه سكرات الموت.. و كان عبدالرحمن بن أبى بكر ، يدلف إلى حجرة عائشة وفى يده سواك له ، فنظر إلى سواكه محمد - صلى الله عليه وسلم - الذى كانت رأسه الشريفة مستندة إلى صدر عائشة ، رأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك ،,,
فقلت :- آخذه لك ،,
فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه ،,
وقلت :- ألينه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم ، فلينته ..
وكانت تقول رضي الله عنها :- إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري ، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته ,,،

وفى اليوم التالى دخل عليه جمع من الصحابة وهو يتألم ، فأوصاهم عليه الصلاة والسلام بثلاثة :-

1 - إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ،,
2 - إجازة الوفود بمثل ما كان يجيزهم ,,،
3 - وإنفاذ جيش أسامة إلى الروم ,,,

وأراد أن يكتب للمسلمين كتابًا لا يضلوا بعده ، لكن عمر قال :- قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبكم كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا ، فلما أكثروا اللغط قال لهم - صلى الله عليه وسلم -: - قوموا عنى .

أبو بكر يصلى بالناس ،,،،

أعلن بلال بصوته الرخيم غياب شمس الخميس ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلى مع المسلمين آخر صلاة له معهم ، فقرأ فيها بـ ( والمرسلات عرفا ) ، وعند العشاء اشتد به المرض ،,,
وسأل عائشة :- أصلى الناس ؟
فقالت :- لا يا رسول الله ، وهم ينتظرونك ،
فأمرهم أن يضعوا له الماء ليغتسل ، ففعلوا ، واغتسل - صلى الله عليه وسلم - لكنه ما إن أراد القيام حتى أغمى عليه ، ثم أفاق واغتسل لكنه أغمى عليه مرة أخرى ، وأعاد ذلك ثالثًا فأغمى عليه أيضًا

فلما أفاق - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى أبى بكر أن يصلى بالناس ، فصلى بهم - رضى الله عنه - تلك الأيام سبع عشرة صلاة فى حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
وقبل يوم أو يومين من وفاته ، وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى نفسه خفة ، فخرج بين رجلين لصلاة الظهر ، وأبو بكر يصلى بالناس ، فجلس إلى يساره ، فكان أبو بكر يقتدى بصلاة النبى - صلى الله عليه وسلم - ويسمع الناس التكبير .

ولم تكن مصادفة أن يأمر - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر بالصلاة ، لكنه مع رغبته فى ترك أمر المسلمين لأنفسهم ، ليكون شورى بينهم ، أراد أن يشير إليهم من طرف خفى إلى من يراه ملائمًا لخلافته ؛ ولذا فإن عائشة حين راجعته ثلاث أو أربع مرات ليصرف عن أبى بكر الإمامة ، حتى لا يتشائم الناس منه ، أبى وقال لها :-
إنكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس .

التخلص من آخر المتاع ،،,،

بقى من الزمن يوم واحد ، ويغادر محمد - صلى الله عليه وسلم - دنيا الناس إلى جنات ربه ، وأدارالرسول - صلى الله عليه وسلم - بصره فى حجرته البسيطة ، فوقعت عيناه على متاعه من الدنيا ، ممتلكات نبى آخر الزمان ، من بلغت حدود دولته بلاد الفرس والروم ، ودانت له جزيرة العرب بأطرافها ، فماذا وجد ؟

غلمانًا كان أحن عليهم من والد ، وسبعة دنانير ، وعدة حربه من السلاح ، فأعتق الغلمان ، وتصدق بالدنانير ، ووهب سلاحه للمسلمين .
وفى الليل استعارت عائشة الزيت للمصباح من جارتها ، وكانت درعه مرهونة عند يهودى بثلاثين صاعًا من الشعير .



** { الـيـوم الأخـيـر !!!!!! الإحتضار !!!!!! } **

فإن قصة احتضار رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاته وملخصها ؛؛؛

فحين ارتفع الضحى ،,,

بينما الناس في صلاتهم خلف أبي بكر - كما أمر بذلك صلى الله عليه وسلم - إذ بالستر الفاصل بين حجرة عائشة والمسجد يرفع ، وبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة فتبسم ..
فرجع أبو بكر إلى الصف ظناً منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة .. وكاد المسلمون أن يفتنوا في صلاتهم فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشار إليهم أن أتموا صلاتكم ، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر ..
وانصرف الناس بعد الصلاة وهم يظنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شفي وعوفي من مرضه ، ولكن تبين أنها كانت نظرة تفقد ووداع .

دعا محمد - صلى الله عليه وسلم - فاطمة ابنته ،,
فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام
لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه ,,,
فقال النبي ( ادنو مني يا فاطمه ) : -
فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر ,,,
فلما بكت قال لها النبي ( ادنو مني يا فاطمه )
فحدثها مره أخري ثم سارّها بشىء فضحكت ! ،,,

بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي ، فقالت :-
قال لي في المره الأولي ( يا فاطمه ، إني ميت الليله ) فبكيت ،,,
فلما وجدني أبكي قال : - ( يا فاطمه ، أنتي أول أهلي لحاقا بي ) فضحكت .

وغشيه - صلى الله عليه وسلم - كرب شديد مما يجد ،,,
فقالت فاطمة متأوهة :- واكرب أباه ،,,
فأجابها :- ليس على أبيك كرب بعد اليوم ،,,

ودعا الحسن والحسين فقبلهما ، وأوصى بهما خيرًا ، ثم دعا أزواجه فوعظهن وذكرهن ،,,

ثم قال النبي : - ( أخرجوا من عندي في البيت )
وقال : - ( ادنو مني يا عائشه ) !!!!

وأخذ الوجع يشتد ويزيد عليه فقال لعائشة :-
ما أزال أجد ألم الطعام الذى أكلت بخيبر ، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهرى من ذلك السم ، وكانت آخر وصاياه ، التى أخذ يرددها مرارًا الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم .

فنام النبي علي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء ويقول : -
( بل الرفيق الأعلي ، بل الرفيق الأعلي ) ..
تقول السيده عائشه : فعرفت أنه يخير ...

سيدنا جبريل دخل علي النبي وقال :-
يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن علي أحد من قبلك .
فقال النبي : - ( إءذن له يا جبريل )

فدخل ملك الموت علي النبي وقال :-
السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله .
فقال النبي : - ( بل الرفيق الأعلي ، بل الرفيق الأعلي )

ووقف ملك الموت عند رأس النبي وقال :-
أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلي رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان ..

تقول السيده عائشه :-
فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ... فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله .
تقول :- فانفجر المسجد بالبكاء .

حزن الصحابة ،,،،

يا أبتاه ~ أجاب ربًا دعاه
يا أبتاه ~ من جنة الفردوس مأواه
يا أبتاه ~ إلى جبريل ننعاه

خرجت هذه الكلمات الحارة من صدر فاطمة بنت محمد ، لتتسلل إلى أسماع صحابة محمد - صلى الله عليه وسلم - فتعتصر قلوبهم ألمًا ، مات الحبيب ، الذى عرفوا الحق على يديه ، ألفوا سماع حديثه ، ورؤياه ماشيًا تارة ومتبسمًا أخرى ، ومفكرًا أو مجاهدًا مرات سواها ، تعودوا رؤية سيد الخلق ، مثال السمو البشرى ، من وسع صدره همومهم ، وقلبه حبهم ، من ملأ دنياهم ، وأنار آخرتهم ، حين ترك فيهم ما لا يضلوا بعده أبدًا كتاب الله وسنته - صلى الله عليه وسلم - ،,,
حزن الصحابة حزنًا ، أظلم على المدينة دروبها التى شهدت مسيره ، ولعلها الآن حين تحتضن جثمانه فى صعيدها الطيب الطاهر ، تجد العزاء .

أما صحابته - صلى الله عليه وسلم - فإن عزاءهم وعزاء أتباعه - صلى الله عليه وسلم - فى متابعة طريق شقه فى الدنيا ، جزاء السائر فيه ، لقيا حبيبه فى الجنة .

موقفا أبى بكر وعمر من الوفاة ،,،،

خفق قلب أبى بكر حين وصله النبأ الحزين ، وساءل نفسه :-
هل انتهت رحلتى الطويلة مع نبيى محمد ؟
وخرج أبو بكر من بيته ، ثم وضع جسده المتعب فوق ظهر فرسه ، وغدا إلى المسجد لا يدرى ، أينهز فرسه فيفجع برؤيا حبيبه وقد فارقته الحياة ؟
أم يكفها فيبقى بعيدًا عن روح قلبه ومفتداه ؟!

واستسلم أبو بكر لمسير فرسه ، تحمله إلى حيث يلقاه ، فلما انتهت إلى المسجد ، نزل عنها ولم يكلم أحدًا ، حتى دخل على عائشة ابنته ، فقصد بخطوات لا تقوى على حمله إلى فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ونظر إليه بعينين حانيتين وهو يراه مسجىً لأول مرة ، وامتدت يداه لأطراف الثوب ، فالتقطها بأنامله ، وكشف عن أحب الوجوه إليه ، فلما رآه ، لم يتمالك نفسه ، فأكب عليه ، يقبله ويبكى بكاءً حارًا متصلاً ، لعله ينفث عن جمرات اتقدت فى صدره الحزين ,,،

وكان أثبت الناس أبوبكر الصديق رضي الله عنه قال :-
وآآآ خليلاه ، وآآآ صفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه .
وقبل النبي وقال :- طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله .

وتمتم يقول ودموعه قد غطت وجهه :- بأبى أنت وأمى ، لا يجمع الله عليك موتتين ، أما الموتة التى كتبت عليك فقد متها ، إنها الحقيقة التى علمه محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يواجهها ويعاملها ، وإنه القدر الذى تعلم من نبيه كيف يستسلم له ، وخرج أبو بكر من بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد نفض عن وجهه ملامح الجزع ، وأبرقت عيناه ثقة وحزمًا .

وها هو عمر بن الخطاب ، يرفض قلبه الدافق بحب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يستسلم لهذا الخبر ، فوقف صائحًا :-
إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفى ، وإن رسول الله ما مات ، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليلة ، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ، ووالله ، ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات .

وأراد أبو بكر أن يجلس عمر فأبى ، لكن الناس أقبلوا على الصديق يستمعون ,
فقال لهم :-
أما بعد ، من كان منكم يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حى لا يموت ، قال الله :- ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزى الله الشاكرين ) .
وهنا استقر أمر المسلمين ، لكنْ هوى عمر إلى الأرض ،
وعلم أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد مات .

اختيار أبى بكر لخلافة المسلمين ،,،،

اجتمع كثير من المسلمين فى سقيفة بنى ساعدة ، وجرى بينهم خلاف فى أمر الخلافة ، وتبادل القوم النقاش والجدال بين المهاجرين والأنصار ، وأصبح لزامًا على الصحابيين الكبيرين ، أبى بكر وعمر أن يدركا المسلمين فى سقيفتهم ، ودخل أبو بكر فأبدى رأيه فى تقديم قريش على من سواها حفاظًا على وحدة العرب ، ثم رفع يدى عمر وأبى عبيدة ليختار المسلمون بينهما ، لكن المسلمين ظلوا يتجادلون دون حسم لأمرهم أو اختيارهم ، وهنا بادر عمر القوم ، فسأل أبا بكر أن يبسط يده ، فبسطها ، فبايعه عمر ، فتزاحم المسلمون على أبى بكر يبايعونه وقد مضى فى ذلك بقية يوم الإثنين حتى دخل الليل وشغل الناس عن جهاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى اليوم الثانى .

التجهيز وتوديع الجسد الشريف ،،,،

آن للجسد الذى حرك صاحبه الدنيا بأسرها ، فأسقط عروش الظلم والجاهلية بها ، وأنار جوانبها ، وترك فيها حركة قوية من دين متجدد إلى يوم الساعة - آن لهذا الجسد أن يسكن ويستريح ، وآن له أن يعود إلى منشئه ، التراب ! .

قالت عائشة رضي الله عنها :-
لما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم ,,
قالوا :- والله ، ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه ؟
فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره
ثم كلمهم مكلِّم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه ،,,,
فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه ، يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم ،,,
وكانت عائشة تقول :-
( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه )

أقبل العباس وابناه الفضل وقثم يقلبان جسده - صلى الله عليه وسلم - ويصب الماء عليه دون أن يجرده من ثيابه أسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وكان الذى يغسله على بن أبى طالب , وأسنده أوس بن خولى إلى صدره

وانتهى الغسل فكفنوه - صلى الله عليه وسلم - فى ثلاثة أثواب بيض ، ثم حفروا تحت فراشه لحدًا ، ليكون له - صلى الله عليه وسلم - قبرًا ، ودخل الناس أرسالاً عشرة فعشرة ، يصلون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يؤمهم أحد ، وصلى عليه أولاً أهل عشيرته ، ثم المهاجرون ، ثم الأنصار وصلت عليه النساء بعد الرجال ، ثم صلى عليه الصبيان ،،

وعن أبي مرحب أن عبد الرحمن بن عوف نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم ,,
قال :- كأني أنظر إليهم أربعة .
قال ابن إسحاق :- " وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وقثم بن عباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم "

ومضى فى ذلك يوم الثلاثاء كاملاً ، حتى دخلت ليلة الأربعاء ، وما انتهى الصحابة من دفنه - صلى الله عليه وسلم - إلا فى جوف ليلة الأربعاء .

وهكذا غادر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا إلى النعيم المقيم
والرفيق الأعلى بعد أن أدى الأمانة ، وبلغ الرسالة ، ونصح الأمة
وتركنا على المحجة البيضاء , نعتصم فيها بالقرآن المحفوظ ، والسنة الشريفة
وعمل الخلفاء الراشدين المهديين فاللهم صل وسلم وبارك عليه ،
واجزه عنا خير ما جزيت به نبياً عن أمته , وشفعه فينا يا رب العالمين

** { خمسة محاولات فاشلة لسرقة جثمان الرسول الامين } **

المحاوله الأولى

في عهد الحاكم بأمر الله العبيدي
حيث أشار عليه أحد الزنادقة بإحضار جسد الرسول إلى مصر لجذب الناس إليها بدلا من المدينة ، وقاتلهم أهلها وفي اليوم التالي أرسل الله ريحا للمدينة تكاد الأرض تزلزل من قوتها مما منع البغاة من مقصدهم .

المحاوله الثانية

في عهد نفس الخليفة العبيدي
حيث أرسل من يسكنون بدار بجوار الحرم النبوي الشريف ويحفر نفقاً من الدار إلى القبر ، وسمع أهل المدينة منادياً صاح فيهم بأن نبيكم ينبش ، ففتشوا الناس فوجدوهم وقتلوهم .
ومن الجدير بالذكر أن الحاكم بن عبيد الله ادعى الألوهية سنة 408 هـ .

المحاوله الثالثة

مخطط من ملوك النصارى
ونفذت بواسطة اثنان من النصارى المغاربة ، وحمى الله جسد نبيه ، بأن رأى القائد نور الدين زنكي النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول أنجدني ، أنقذني من هذين الرجلين ،,,

ففزع القائد من منامه ، وجمع القضاة وأشاروا عليه بالتوجه للمدينة المنورة ، ووصل إليها حاملاً الأموال إلى أهلها وجمع الناس وأعطاهم الهدايا بعد أن دونت أسمائهم ولم يرى الرجلين !
وعندما سأل :- هل بقي أحد لم يأخذ شيئاً من الصدقة ؟
قالوا لا ،
قال :- تفكروا وتأملوا ،
فقالوا لم يبق أحد إلا رجلين مغاربة وهما صالحان غنيّان يكثران من الصدقة ،
فانشرح صدره وأمر بهما ، فرآهما نفس الرجلين الذين في منامه ,,
وسألهما " من أين أنتما ؟ "
قالا : - حجاج من بلاد المغرب ،
قال :- أصدقاني القول ،
فصمما على ذلك ,,
فسأل عن منزلهما وعندما ذهب إلى هناك لم يجد سوى أموال وكتباً في الرقائق ، وعندما رفع الحصير وجد نفقا موصلا إلى الحجرة الشريفة ، فارتاعت الناس وبعد ضربهما اعترفا بمخطط ملوك النصارى ، وأنهما قبل بلوغهما القبر ، حصلت رجفة في الأرض ، فقتلا عند الحجرة الشريفة .

المحاوله الرابعة

جملة من النصارى
جملة من النصارى سرقوا ونهبوا قوافل الحجيج ، وعزموا على نبش القبر وتحدثوا وجهروا بنياتهم وركبوا البحر واتجهوا للمدينة ، فدفع الله عاديتهم بمراكب عمرت من مصر والإسكندرية تبعوهم وأخذوهم عن أخرهم ، وأسروا ووزعوا في بلاد المسلمين .

المحاوله الخامسة

بنية نبش
كانت بنية نبش قبر أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه .
وذلك في منتصف القرن السابع من الهجرة ، وحدث أن وصل أربعون رجلا لنبش القبر ليلا فانشقت الأرض وابتلعتهم وأبلغنا بهذا خادم الحرم النبوي آن ذاك وهو صواب الشمس الملطي .



عرض البوم صور wolf101  
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 04-08-2012, 09:07 PM
wolf101 wolf101 غير متواجد حالياً
عضو فعال
افتراضي رد: قصة حياة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم



** { وفاته - صلى الله عليه وسلم - } **

ما أعجب هذا القلم ، حين يتردد الآن عن كتابة
وفاة النبى - صلى الله عليه وسلم -

ألم يكن يعلم منذ اللحظة الأولى ، التى بدأ فيها سرد حياته أنه مات ؟!

أم غاضب هو من هذا الموت الذى ظل وسيلتنا الوحيدة للقيا
الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ؟!


*-* يجتمع في شهر ربيع الأول أحداث ثلاثة وهي ,,,
مولد النبي صلى الله عليه وسلم وهجرته إلى المدينة ووفاته .

ولا ريب أن كلاً منها كان حدثاً مهمًّا في حياة المسلمين
لا بل وفي حياة الثقلين أجمعين .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لما أكمل الله الدين ، وأصبح له رجال تعهدهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالتربية، واستوى الأمر، واستقامت المحجة، أجرى الله على نبيه صلى الله عليه وسلم سنته الماضية في خلقه :-
{ كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة }
(آل عمران:185)

وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يودع الحياة بأقوال وأفعال دالة على ذلك

منها قوله في حجة الوداع:- ( إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ) ،
ومنها أيضا أن جبريل كان يدارسه القرآن مرة
وقد دارسه في العام الذي قبض فيه مرتين
ومنها نزول آية كمال الدين وتمامه
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }
(المائدة:3)
ومنها نزول سورة النصر { إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } (النصر)

قال ابن عباس رضي الله عنه هي نعي للرسول صلى الله عليه وسلم فكل هذه الإشارات كانت تعنى دنو أجله صلى الله عليه وسلم .
لكن لعلها الذكرى تتجدد ، فتهيج بريحها العاصف أشواق اللقاء ، وهو أمر لا حيلة لنا معه !
إلا أن نذكر أن كلماته باقية حولنا ، وسننه ووصاياه وهديه بين أيدينا ، ثم وعده بوصال لا ينقطع ، فى جنة عرضها السماوات والأرض ، بادٍ أمام أعيننا ,,

وفي يوم الاثنين 19 صفر سنة 11 من الهجرة بدأه المرض ، وكان صداعاً حاداً منعه الحركة أول يوم ، و كان في بيت أم المؤمنين ميمونه ، شعر محمد - صلى الله عليه وسلم - بدنو أجله ، ولم يمض إلا قليل حتى داهمه المرض ؛ فلما اشتد به المرض استأذن زوجاته في أن يمرض في بيت أم المؤمنين عائشة فأذِنَّ له ، فخرج إلى بيت عائشة ورجلاه تخطان في الأرض من شدة المرض ، يساعده علي بن أبي طالب و الفضل بن عباس .

ولم يشغله مرضه عن المسلمين ، فأخذ يمهد لهم الأمر ، حتى يتهيئوا لوفاته ، ولا ينزعجوا لفراقه ، وفى هذه الساعات العصيبة ، لم ينس أيضًا - صلى الله عليه وسلم أن يودع عقول المسلمين وأفئدتهم وصاياه الأخيرة , فأمر أبا بكر أن يصلى بالناس ، وتخلص من آخر متاعه بالدنيا قبل يومه الأخير بليلة واحدة ، وهو اليوم الذى لم يرتفع فيه أذان الظهر ، إلا والمصطفى - صلى الله عليه وسلم - مُسَجَّىً فى فراشه قد أصابه الاحتضار .

وتسرب النبأ الأليم ، فجزع الصحابة ، وحزنوا حزنًا أضاق عليهم أفق المدينة ، وأظلم عليهم نورها ، وهم ما بين مسلم بالخبر ومحتسب ، ومنزعج للحدث غير مصدق ، كان موقف أبى بكر وعمر - رضى الله عنهما - ، والذى تجاوزاه لينشغلا ، بما يعتقدانه مراد محمد - صلى الله عليه وسلم - فى اجتماع كلمة المسلمين وأمرهم

فكان اختيار أبى بكر لخلافة المسلمين ، وهو العمل الذى سبق تجهيز النبى - صلى الله عليه وسلم - وتوديع جسده الشريف وبموته - صلى الله عليه وسلم - انقطع الوحى والنبوة عن الأرض ، لكن بقى سراجهما منيرًا للعالمين ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

النبى - صلى الله عليه وسلم - يشعر بدنو الأجل ،،,،

إن قلبا زكيًا ، ونفسًا رقيقة كقلب محمد - صلى الله عليه وسلم - ونفسه ، لا يفوتهما قطعًا إشارات السماء ، فجبريل - عليه السلام - الذى كان يدارسه القرآن فى كل رمضان مرة ، دارسه فى هذا العام مرتين ، وفى أوسط أيام التشريق ، أنزلت عليه - صلى الله عليه وسلم - سورة الفتح ، ففهم منها أن أجله قد دنا واقترب ، وقبل ذلك كله وبعده ، رسالته الخاتمة ، ألم تنته ؟ ففيم البقاء فى الدنيا بعد ؟!

بداية المرض وسم اليهوديه ،,،،

فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت:-
دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بدئ فيه فقلت وارأساه.. فقال وأنا وارأساه . حديث وعند الدارمي بلفظ
رجع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة بالبقيع فوجدني وأنا أجد صداعا وأنا أقول وارأساه فقال بل أنا يا عائشة وارأساه.. ثم بدئ في وجعه الذي مات فيه .

بينما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائدًا فى طريقه من جنازة شهدها بالبقيع ، فى اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة إذ بصداع أليم يأخذ رأسه ، وقد اتقدت حرارته ، حتى إنها كانت تحس من فوق العصابة ، التى تعصب بها رأسه .
لكنه - صلى الله عليه وسلم - تحامل على نفسه وصلى بالناس مريضًا أحد عشر يومًا حتى أقعده المرض عن ذلك .

فإن تأثر النبي صلى الله عليه وسلم بالسم الذي دسته له تلك المرأة ثابت كما يدل له الحديث:-
ما زالت أكلة خيبر تعاودني في كل عام ، حتى كان هذا أوان قطع أبهري.
رواه ابن السني وأبو نعيم وصححه الألباني في صحيح الجامع .

وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت:- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه : -
يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر ، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم .

قال ابن حجر في الفتح قوله:-
أجد ألم الطعام ، أي الألم الناشئ عن ذلك الأكل ، لا أن الطعام نفسه بقي إلى تلك الغاية .

وفي صحيح مسلم عن أنس:- أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك ،
فقالت :- أردت لأقتلك ،
قال :- ما كان الله ليسلطك على ذاك ،
قالوا :- ألا نقتلها ؟
قال :- لا ،
قال :- فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفي المستدرك للحاكم أن أم مبشر وهي أم بشر بن البراء الذي أكل السم معه بخيبر قالت:-
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبض فيه ، فقلت :- بأبي أنت يا رسول الله ما تتهم بنفسك ، فإني لا أتهم بابني إلا الطعام الذي أكله معك بخيبر
وكان ابنها بشر بن البراء بن معرور مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- وأنا لا أتهم غيرها ، هذا أوان انقطاع أبهري .
والحديث صححه الحاكم ، ووافقه الذهبي والألباني .

فى دار عائشة ،,،،

جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل أزواجه :- أين أنا غدًا ؟ أين أنا غدًا ؟

ففهمن مراده ، وعلمن أنه - وهو النبى العظيم - يستأذنهن ، فأذنَّ له أن يكون حيث يشاء فالمرض قد ثقل به ، ولن يستطيع أن ينتقل وهو بحاله تلك بين دور نسائه (( ميمونه )) ، وإلى دار عائشة بنت أبى بكر الحبيبة بنت الحبيب كان المسير .

يمشى - صلى الله عليه وسلم - بين الفضل بن عباس وعلى بن أبى طالب ، عاصبًا رأسه ، تخط قدماه ، حتى دخل بيتها ، فقضى به أسبوعه الأخير ، وهى - رضى الله عنها - تقرأ بالمعوذات والأدعية التى حفظتها عنه ، ثم تنفث على نفسه ، وتمسحه بيده رجاء البركة .

تمهيده الأمر للمسلمين وتوديع شهداء أحد ،,،،

بعد أن قال النبى - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع :- إنى لا أدرى لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا بهذا الموقف أبدًا ؟
وبعد أن أعاد قوله عليهم عند جمرة العقبة حين قال :- خذوا عنى مناسككم ، فلعلى لا أحج بعد عامى هذا .

خرج - صلى الله عليه وسلم - فى أوائل صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة إلى أحد ، حيث مثوى شهداء المسلمين ، الذين قدموا كل شىء ، ثم ماتوا دون أن تنعم أعينهم بفرحة الفتح أو لمحة النصر ، وقف - صلى الله عليه وسلم - أمامهم مصليًا ، ثم انصرف إلى منبره فقال :-

إنى فرطكم ، وإنى شهيد عليكم ، وإنى والله لأنظر إلى حوضى الآن ، وإنى أعطيت مفاتيح خزائن الأرض ، وإنى والله ما أخاف أن تشركوا بعدى ، ولكنى أخاف عليكم أن تنافسوا فيها .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ثم خرج - صلى الله عليه وسلم - فى إحدى ليالى صفر إلى البقيع ، مخاطبًا أهله بقوله :-
السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهن لكم ما أصبحتم فيه ، مما أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى .
ثم بشرهم قائلاً :- إنا بكم للاحقون .
أما قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم - بخمسة أيام ، فإنه قد صعد المنبر ، وخطب فى المسلمين يوصيهم ، ثم أردف قائلاً :-
إن عبدًا خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء ، وبين ما عنده ، فاختار ما عنده .
وهنا لم يتمالك أبو بكر نفسه ، فانفجر باكيًا ، وقال :-
فديناك بآبائنا وأمهاتنا ،,,
وتعجب الناس من بكاء الصديق ، الذى أدرك ببصيرته ، أنه - صلى الله عليه وسلم - هو المخير ، وأنه اختار اللحوق بالرفيق الأعلى .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وصاياه الأخيرة بخطبته الاخيرة ،,،،

قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم - بخمسة أيام ، اتقدت حرارة العلة ببدنه ، واشتد به الوجع حتى غمى ،,,

فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره ، فقالت السيده عائشه :-
لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا بهذا الشكل .
فتقول :- كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه ، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي .
وتسمعه يقول :- لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات

فتقول السيده عائشه :- فكثر اللغط أي الحديث في المسجد اشفاقا علي الرسول ,,
فقال النبي :- ماهذا ؟
فقالوا :- يارسول الله ، يخافون عليك .
فقال :- احملوني إليهم ... فأراد أن يقوم فما استطاع .
فقال :- هريقوا علىّ سبع قرب من آبار شتى ، حتى أخرج إلى الناس ، فأعهد إليهم .
فأقعدوه فى مخضب ، وصبوا عليه الماء ، حتى طفق يقول :- حسبكم ، حسبكم .

وشعر بخفة وخرج للناس وخطبهم ، معصوب الرأس وجلس على المنبر ، وعيون المسلمين معلقة به ، وأجسادهم كأنما تسمرت فى أماكنها ، ينصتون إلى ما يقوله محمد - صلى الله عليه وسلم - فى آخر وصاياه ،,,

*-* وكانت خطبته *-*

فقال النبي :- أيها الناس ، كأنكم تخافون علي ,,
فقالوا :- نعم يارسول الله .
فقال :- أيها الناس ، موعدكم معي ليس الدنيا ، موعدكم معي عند الحوض .
والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا .
أيها الناس ، والله ما الفقر أخشي عليكم ، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم ، فتهلككم كما أهلكتهم .

وطالعت عيناه وجوه الأنصار ، الذين ابتاعوا بدنياهم رجلاً فقيرا مطرودًا من بلده ، يسعى فى إثره أشاوس قومه وطغاتهم لثقتهم أنه نبى الله ،,,
فقال :- إن الناس يكثرون وتقل الأنصار ، حتى يكونوا كالملح فى الطعام ، فمن ولى منكم أمرًا ، يضر فيه أحدا أو ينفعه ، فليقبل من محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم ، وأعلمهم أنه اختار ما عند الله على زهرة الدنيا ،,,

ثم كان يشتد عليه الألم حتى يغمى عليه وعندما يفيق يقول:-
( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، لا تتخذوا قبرى بعدى وثنًا يعبد ، من كنت جلدت له ظهرًا ، فهذا ظهرى فليستقد منه ومن كانت له مظلمة عندي فليقتصها الآن مني ، ومن كان له شيء عليّ فليأخذه الآن .)


أهذا ما تخشاه يا محمد - صلى الله عليك وسلم - قبل أن ترحل عن الدنيا ؟ أن تكون ظلمت أحدًاً من الناس ، وأنت من حمل إليهم الخير كله ، وتحمل فى سبيل ذلك من العذاب ألوانًا !

ثم قال :- أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا علي الصلاه ، وظل يرددها ،,,
ثم قال :- أيها الناس ، اتقوا الله في النساء ، اتقوا الله في النساء ، اوصيكم بالنساء خيرا ,,
ثم قال :- أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله فلم يفهم أحد قصده من هذه الجمله ، وكان يقصد نفسه ،,,
سيدنا أبوبكر هوالوحيد الذي فهم هذه الجمله ، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع النبي وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناء بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ، فديناك بأموالنا ، وظل يرددها ..

فعجب الناس من بكاء أبي بكر رضي الله عنه ، وكان قد فهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فالمُخَيَّر هو رسول الله نفسه ،,,
فنظر الناس إلي أبوبكر ، كيف يقاطع النبي .. ؟؟
فأخذ النبي يدافع عن أبوبكر قائلا :-
أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به ، إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل ، كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا ...
*-* وهناك مقوله اخرى تقول *-*
فأثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر رضي الله عنه ونوه بفضله وقال : -
إن آمن الناس على فى صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذًا خليلاً غير ربى لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لايبقين فى المسجد باب إلا سد ، إلا باب أبى بكر ،,,

وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاه كآخر دعوات لهم فقال :-
آواكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ..
وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمه من علي منبره قبل نزوله ،,
قال :- أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامه .

وحمل مرة أخري إلي بيته .

فعاد صلى الله عليه وسلم إلى فراشه واستند على عائشة رضي الله عنها ، وجعلت تتغشاه سكرات الموت.. و كان عبدالرحمن بن أبى بكر ، يدلف إلى حجرة عائشة وفى يده سواك له ، فنظر إلى سواكه محمد - صلى الله عليه وسلم - الذى كانت رأسه الشريفة مستندة إلى صدر عائشة ، رأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك ،,,
فقلت :- آخذه لك ،,
فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه ،,
وقلت :- ألينه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم ، فلينته ..
وكانت تقول رضي الله عنها :- إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري ، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته ,,،

وفى اليوم التالى دخل عليه جمع من الصحابة وهو يتألم ، فأوصاهم عليه الصلاة والسلام بثلاثة :-

1 - إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ،,
2 - إجازة الوفود بمثل ما كان يجيزهم ,,،
3 - وإنفاذ جيش أسامة إلى الروم ,,,

وأراد أن يكتب للمسلمين كتابًا لا يضلوا بعده ، لكن عمر قال :- قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبكم كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا ، فلما أكثروا اللغط قال لهم - صلى الله عليه وسلم -: - قوموا عنى .

أبو بكر يصلى بالناس ،,،،

أعلن بلال بصوته الرخيم غياب شمس الخميس ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلى مع المسلمين آخر صلاة له معهم ، فقرأ فيها بـ ( والمرسلات عرفا ) ، وعند العشاء اشتد به المرض ،,,
وسأل عائشة :- أصلى الناس ؟
فقالت :- لا يا رسول الله ، وهم ينتظرونك ،
فأمرهم أن يضعوا له الماء ليغتسل ، ففعلوا ، واغتسل - صلى الله عليه وسلم - لكنه ما إن أراد القيام حتى أغمى عليه ، ثم أفاق واغتسل لكنه أغمى عليه مرة أخرى ، وأعاد ذلك ثالثًا فأغمى عليه أيضًا

فلما أفاق - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى أبى بكر أن يصلى بالناس ، فصلى بهم - رضى الله عنه - تلك الأيام سبع عشرة صلاة فى حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
وقبل يوم أو يومين من وفاته ، وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى نفسه خفة ، فخرج بين رجلين لصلاة الظهر ، وأبو بكر يصلى بالناس ، فجلس إلى يساره ، فكان أبو بكر يقتدى بصلاة النبى - صلى الله عليه وسلم - ويسمع الناس التكبير .

ولم تكن مصادفة أن يأمر - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر بالصلاة ، لكنه مع رغبته فى ترك أمر المسلمين لأنفسهم ، ليكون شورى بينهم ، أراد أن يشير إليهم من طرف خفى إلى من يراه ملائمًا لخلافته ؛ ولذا فإن عائشة حين راجعته ثلاث أو أربع مرات ليصرف عن أبى بكر الإمامة ، حتى لا يتشائم الناس منه ، أبى وقال لها :-
إنكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس .

التخلص من آخر المتاع ،،,،

بقى من الزمن يوم واحد ، ويغادر محمد - صلى الله عليه وسلم - دنيا الناس إلى جنات ربه ، وأدارالرسول - صلى الله عليه وسلم - بصره فى حجرته البسيطة ، فوقعت عيناه على متاعه من الدنيا ، ممتلكات نبى آخر الزمان ، من بلغت حدود دولته بلاد الفرس والروم ، ودانت له جزيرة العرب بأطرافها ، فماذا وجد ؟

غلمانًا كان أحن عليهم من والد ، وسبعة دنانير ، وعدة حربه من السلاح ، فأعتق الغلمان ، وتصدق بالدنانير ، ووهب سلاحه للمسلمين .
وفى الليل استعارت عائشة الزيت للمصباح من جارتها ، وكانت درعه مرهونة عند يهودى بثلاثين صاعًا من الشعير .



** { الـيـوم الأخـيـر !!!!!! الإحتضار !!!!!! } **

فإن قصة احتضار رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاته وملخصها ؛؛؛

فحين ارتفع الضحى ،,,

بينما الناس في صلاتهم خلف أبي بكر - كما أمر بذلك صلى الله عليه وسلم - إذ بالستر الفاصل بين حجرة عائشة والمسجد يرفع ، وبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة فتبسم ..
فرجع أبو بكر إلى الصف ظناً منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة .. وكاد المسلمون أن يفتنوا في صلاتهم فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشار إليهم أن أتموا صلاتكم ، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر ..
وانصرف الناس بعد الصلاة وهم يظنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شفي وعوفي من مرضه ، ولكن تبين أنها كانت نظرة تفقد ووداع .

دعا محمد - صلى الله عليه وسلم - فاطمة ابنته ،,
فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام
لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه ,,,
فقال النبي ( ادنو مني يا فاطمه ) : -
فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر ,,,
فلما بكت قال لها النبي ( ادنو مني يا فاطمه )
فحدثها مره أخري ثم سارّها بشىء فضحكت ! ،,,

بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي ، فقالت :-
قال لي في المره الأولي ( يا فاطمه ، إني ميت الليله ) فبكيت ،,,
فلما وجدني أبكي قال : - ( يا فاطمه ، أنتي أول أهلي لحاقا بي ) فضحكت .

وغشيه - صلى الله عليه وسلم - كرب شديد مما يجد ،,,
فقالت فاطمة متأوهة :- واكرب أباه ،,,
فأجابها :- ليس على أبيك كرب بعد اليوم ،,,

ودعا الحسن والحسين فقبلهما ، وأوصى بهما خيرًا ، ثم دعا أزواجه فوعظهن وذكرهن ،,,

ثم قال النبي : - ( أخرجوا من عندي في البيت )
وقال : - ( ادنو مني يا عائشه ) !!!!

وأخذ الوجع يشتد ويزيد عليه فقال لعائشة :-
ما أزال أجد ألم الطعام الذى أكلت بخيبر ، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهرى من ذلك السم ، وكانت آخر وصاياه ، التى أخذ يرددها مرارًا الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم .

فنام النبي علي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء ويقول : -
( بل الرفيق الأعلي ، بل الرفيق الأعلي ) ..
تقول السيده عائشه : فعرفت أنه يخير ...

سيدنا جبريل دخل علي النبي وقال :-
يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن علي أحد من قبلك .
فقال النبي : - ( إءذن له يا جبريل )

فدخل ملك الموت علي النبي وقال :-
السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله .
فقال النبي : - ( بل الرفيق الأعلي ، بل الرفيق الأعلي )

ووقف ملك الموت عند رأس النبي وقال :-
أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلي رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان ..

تقول السيده عائشه :-
فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ... فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله .
تقول :- فانفجر المسجد بالبكاء .

حزن الصحابة ،,،،

يا أبتاه ~ أجاب ربًا دعاه
يا أبتاه ~ من جنة الفردوس مأواه
يا أبتاه ~ إلى جبريل ننعاه

خرجت هذه الكلمات الحارة من صدر فاطمة بنت محمد ، لتتسلل إلى أسماع صحابة محمد - صلى الله عليه وسلم - فتعتصر قلوبهم ألمًا ، مات الحبيب ، الذى عرفوا الحق على يديه ، ألفوا سماع حديثه ، ورؤياه ماشيًا تارة ومتبسمًا أخرى ، ومفكرًا أو مجاهدًا مرات سواها ، تعودوا رؤية سيد الخلق ، مثال السمو البشرى ، من وسع صدره همومهم ، وقلبه حبهم ، من ملأ دنياهم ، وأنار آخرتهم ، حين ترك فيهم ما لا يضلوا بعده أبدًا كتاب الله وسنته - صلى الله عليه وسلم - ،,,
حزن الصحابة حزنًا ، أظلم على المدينة دروبها التى شهدت مسيره ، ولعلها الآن حين تحتضن جثمانه فى صعيدها الطيب الطاهر ، تجد العزاء .

أما صحابته - صلى الله عليه وسلم - فإن عزاءهم وعزاء أتباعه - صلى الله عليه وسلم - فى متابعة طريق شقه فى الدنيا ، جزاء السائر فيه ، لقيا حبيبه فى الجنة .

موقفا أبى بكر وعمر من الوفاة ،,،،

خفق قلب أبى بكر حين وصله النبأ الحزين ، وساءل نفسه :-
هل انتهت رحلتى الطويلة مع نبيى محمد ؟
وخرج أبو بكر من بيته ، ثم وضع جسده المتعب فوق ظهر فرسه ، وغدا إلى المسجد لا يدرى ، أينهز فرسه فيفجع برؤيا حبيبه وقد فارقته الحياة ؟
أم يكفها فيبقى بعيدًا عن روح قلبه ومفتداه ؟!

واستسلم أبو بكر لمسير فرسه ، تحمله إلى حيث يلقاه ، فلما انتهت إلى المسجد ، نزل عنها ولم يكلم أحدًا ، حتى دخل على عائشة ابنته ، فقصد بخطوات لا تقوى على حمله إلى فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ونظر إليه بعينين حانيتين وهو يراه مسجىً لأول مرة ، وامتدت يداه لأطراف الثوب ، فالتقطها بأنامله ، وكشف عن أحب الوجوه إليه ، فلما رآه ، لم يتمالك نفسه ، فأكب عليه ، يقبله ويبكى بكاءً حارًا متصلاً ، لعله ينفث عن جمرات اتقدت فى صدره الحزين ,,،

وكان أثبت الناس أبوبكر الصديق رضي الله عنه قال :-
وآآآ خليلاه ، وآآآ صفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه .
وقبل النبي وقال :- طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله .

وتمتم يقول ودموعه قد غطت وجهه :- بأبى أنت وأمى ، لا يجمع الله عليك موتتين ، أما الموتة التى كتبت عليك فقد متها ، إنها الحقيقة التى علمه محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يواجهها ويعاملها ، وإنه القدر الذى تعلم من نبيه كيف يستسلم له ، وخرج أبو بكر من بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد نفض عن وجهه ملامح الجزع ، وأبرقت عيناه ثقة وحزمًا .

وها هو عمر بن الخطاب ، يرفض قلبه الدافق بحب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يستسلم لهذا الخبر ، فوقف صائحًا :-
إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفى ، وإن رسول الله ما مات ، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليلة ، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ، ووالله ، ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات .

وأراد أبو بكر أن يجلس عمر فأبى ، لكن الناس أقبلوا على الصديق يستمعون ,
فقال لهم :-
أما بعد ، من كان منكم يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حى لا يموت ، قال الله :- ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزى الله الشاكرين ) .
وهنا استقر أمر المسلمين ، لكنْ هوى عمر إلى الأرض ،
وعلم أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد مات .

اختيار أبى بكر لخلافة المسلمين ،,،،

اجتمع كثير من المسلمين فى سقيفة بنى ساعدة ، وجرى بينهم خلاف فى أمر الخلافة ، وتبادل القوم النقاش والجدال بين المهاجرين والأنصار ، وأصبح لزامًا على الصحابيين الكبيرين ، أبى بكر وعمر أن يدركا المسلمين فى سقيفتهم ، ودخل أبو بكر فأبدى رأيه فى تقديم قريش على من سواها حفاظًا على وحدة العرب ، ثم رفع يدى عمر وأبى عبيدة ليختار المسلمون بينهما ، لكن المسلمين ظلوا يتجادلون دون حسم لأمرهم أو اختيارهم ، وهنا بادر عمر القوم ، فسأل أبا بكر أن يبسط يده ، فبسطها ، فبايعه عمر ، فتزاحم المسلمون على أبى بكر يبايعونه وقد مضى فى ذلك بقية يوم الإثنين حتى دخل الليل وشغل الناس عن جهاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى اليوم الثانى .

التجهيز وتوديع الجسد الشريف ،،,،

آن للجسد الذى حرك صاحبه الدنيا بأسرها ، فأسقط عروش الظلم والجاهلية بها ، وأنار جوانبها ، وترك فيها حركة قوية من دين متجدد إلى يوم الساعة - آن لهذا الجسد أن يسكن ويستريح ، وآن له أن يعود إلى منشئه ، التراب ! .

قالت عائشة رضي الله عنها :-
لما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم ,,
قالوا :- والله ، ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه ؟
فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره
ثم كلمهم مكلِّم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه ،,,,
فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه ، يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم ،,,
وكانت عائشة تقول :-
( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه )

أقبل العباس وابناه الفضل وقثم يقلبان جسده - صلى الله عليه وسلم - ويصب الماء عليه دون أن يجرده من ثيابه أسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وكان الذى يغسله على بن أبى طالب , وأسنده أوس بن خولى إلى صدره

وانتهى الغسل فكفنوه - صلى الله عليه وسلم - فى ثلاثة أثواب بيض ، ثم حفروا تحت فراشه لحدًا ، ليكون له - صلى الله عليه وسلم - قبرًا ، ودخل الناس أرسالاً عشرة فعشرة ، يصلون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يؤمهم أحد ، وصلى عليه أولاً أهل عشيرته ، ثم المهاجرون ، ثم الأنصار وصلت عليه النساء بعد الرجال ، ثم صلى عليه الصبيان ،،

وعن أبي مرحب أن عبد الرحمن بن عوف نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم ,,
قال :- كأني أنظر إليهم أربعة .
قال ابن إسحاق :- " وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وقثم بن عباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم "

ومضى فى ذلك يوم الثلاثاء كاملاً ، حتى دخلت ليلة الأربعاء ، وما انتهى الصحابة من دفنه - صلى الله عليه وسلم - إلا فى جوف ليلة الأربعاء .

وهكذا غادر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا إلى النعيم المقيم
والرفيق الأعلى بعد أن أدى الأمانة ، وبلغ الرسالة ، ونصح الأمة
وتركنا على المحجة البيضاء , نعتصم فيها بالقرآن المحفوظ ، والسنة الشريفة
وعمل الخلفاء الراشدين المهديين فاللهم صل وسلم وبارك عليه ،
واجزه عنا خير ما جزيت به نبياً عن أمته , وشفعه فينا يا رب العالمين

** { خمسة محاولات فاشلة لسرقة جثمان الرسول الامين } **

المحاوله الأولى

في عهد الحاكم بأمر الله العبيدي
حيث أشار عليه أحد الزنادقة بإحضار جسد الرسول إلى مصر لجذب الناس إليها بدلا من المدينة ، وقاتلهم أهلها وفي اليوم التالي أرسل الله ريحا للمدينة تكاد الأرض تزلزل من قوتها مما منع البغاة من مقصدهم .

المحاوله الثانية

في عهد نفس الخليفة العبيدي
حيث أرسل من يسكنون بدار بجوار الحرم النبوي الشريف ويحفر نفقاً من الدار إلى القبر ، وسمع أهل المدينة منادياً صاح فيهم بأن نبيكم ينبش ، ففتشوا الناس فوجدوهم وقتلوهم .
ومن الجدير بالذكر أن الحاكم بن عبيد الله ادعى الألوهية سنة 408 هـ .

المحاوله الثالثة

مخطط من ملوك النصارى
ونفذت بواسطة اثنان من النصارى المغاربة ، وحمى الله جسد نبيه ، بأن رأى القائد نور الدين زنكي النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول أنجدني ، أنقذني من هذين الرجلين ،,,

ففزع القائد من منامه ، وجمع القضاة وأشاروا عليه بالتوجه للمدينة المنورة ، ووصل إليها حاملاً الأموال إلى أهلها وجمع الناس وأعطاهم الهدايا بعد أن دونت أسمائهم ولم يرى الرجلين !
وعندما سأل :- هل بقي أحد لم يأخذ شيئاً من الصدقة ؟
قالوا لا ،
قال :- تفكروا وتأملوا ،
فقالوا لم يبق أحد إلا رجلين مغاربة وهما صالحان غنيّان يكثران من الصدقة ،
فانشرح صدره وأمر بهما ، فرآهما نفس الرجلين الذين في منامه ,,
وسألهما " من أين أنتما ؟ "
قالا : - حجاج من بلاد المغرب ،
قال :- أصدقاني القول ،
فصمما على ذلك ,,
فسأل عن منزلهما وعندما ذهب إلى هناك لم يجد سوى أموال وكتباً في الرقائق ، وعندما رفع الحصير وجد نفقا موصلا إلى الحجرة الشريفة ، فارتاعت الناس وبعد ضربهما اعترفا بمخطط ملوك النصارى ، وأنهما قبل بلوغهما القبر ، حصلت رجفة في الأرض ، فقتلا عند الحجرة الشريفة .

المحاوله الرابعة

جملة من النصارى
جملة من النصارى سرقوا ونهبوا قوافل الحجيج ، وعزموا على نبش القبر وتحدثوا وجهروا بنياتهم وركبوا البحر واتجهوا للمدينة ، فدفع الله عاديتهم بمراكب عمرت من مصر والإسكندرية تبعوهم وأخذوهم عن أخرهم ، وأسروا ووزعوا في بلاد المسلمين .

المحاوله الخامسة

بنية نبش
كانت بنية نبش قبر أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه .
وذلك في منتصف القرن السابع من الهجرة ، وحدث أن وصل أربعون رجلا لنبش القبر ليلا فانشقت الأرض وابتلعتهم وأبلغنا بهذا خادم الحرم النبوي آن ذاك وهو صواب الشمس الملطي .




رد مع اقتباس