بعد أن بلغت مستوى قياسيا.. كيف ستؤثر مخزونات البنزين الأمريكية في سوق النفط؟
2017-02-22
تمر أسعار النفط في الوقت الراهن بما يعرف بـ"وضع الانتظار والترقب" حيث تتطلع الأسواق لما سيكشف عنه جديد البيانات، وبشكل أو بآخر أسهم اتفاق "أوبك" لخفض الإنتاج في الحفاظ على المستويات الحالية.
ورغم استيعاب السوق لارتفاع مخزونات الخام الأمريكية إلا أن المشكلة الجديدة التي برزت فجأة هي المستويات القياسية من مخزونات البنزين التي ارتفعت بشكل غير متوقع، بحسب تقرير لموقع "أويل بريس".
أسباب وراء تضخم المخزون
قد يرجع ارتفاع مخزونات الخام إلى عمليات الصيانة التي تشهدها المصافي، لكن إذا كان هذا هو الحال كانت مخزونات البنزين لتتراجع، لكن ارتفاع كلا المخزونين يعني أن هناك أسبابا أخرى مثيرة للاهتمام.
- مخزون البنزين في الولايات المتحدة الآن هو الأكبر خلال 27 عامًا، ويبلغ 259 مليون برميل، وهو مستوى لم يشهده منذ بدء إدارة معلومات الطاقة في تعقب البيانات عام 1990.
- بطبيعة الحال يرجع السبب وراء وفرة مخزونات البنزين جزئيًا إلى المستويات المرتفعة من الإنتاج، وعلى الرغم من أن إنتاج البنزين في الولايات المتحدة عادة يتقلب بشكل موسمي، إلا أنه سلك مسارًا صعوديًا السنوات الماضية.
- ارتفع إنتاج الولايات المتحدة من البنزين إلى ما بين 9 ملايين و10 ملايين برميل يوميًا، من مستويات ما قبل انهيار أسعار النفط عام 2014 والتي تراوحت بين 8.5 مليون إلى 9 ملايين برميل يوميًا.
- لكن هذه الزيادة جاءت من أجل تلبية الطلب المتزايد (الذي تولد في الأصل بسبب انخفاض الأسعار)، وينبغي للطلب الزائد امتصاص فائض العرض، وهنا تحديدًا تكمن مشكلة أسوأ وهي تراجع الطلب الأمريكي مؤخرًا.
التغير في الطلب
تراجع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة إلى 8.2 مليون برميل/ يوميًا فقط خلال يناير/ كانون الثاني، وانخفضت المبيعات بنسبة 4% مقارنة بنفس الشهر قبل عام.
- ضعف الطلب في الولايات المتحدة يثير بعض المخاوف، ورغم أن الطلب يخضع لمؤثرات موسمية إلا أنه عند أدنى مستوياته خلال الشتاء منذ عام 2012.
- تبدو المشكلة أعمق إذا أخذ بعين الاعتبار حقيقة أن شركات التكرير خفضت إنتاج البنزين خلال الأسابيع الأخيرة، فحتى مع تراجع أعمال التكرير ما زالت المخزونات آخذة في الارتفاع.
- ما يزيد حدة القلق إزاء هذا الاتجاه هو أن البيانات الأوسع نطاقًا لا تشير إلى مشاكل بالغة في الاقتصاد الأمريكي، بينما البعض ومن بينهم إدارة معلومات الطاقة يقول إن ارتفاع الأسعار وراء تراجع الطلب.
- تحليل إدارة معلومات الطاقة يندرج أيضًا في سياق الأمور الغريبة، إذ إن الأسعار في محطات الوقود لم تختلف إلا قليلًا عما كانت عليه قبل بضع سنوات.
توقعات وآمال
انخفاض الطلب قد يكون مؤقتا وينتعش الاستهلاك مجددًا خلال الأشهر القليلة المقبلة، فمع ارتفاع درجات الحرارة تزداد معدلات قيادة السيارات، وكنتيجة لارتفاع الطلب سيتعطل الاتجاه الصعودي للمخزونات.
- لكن هذا التراكم الضخم قد يتطلب وقتًا طويلًا للانخفاض مجددًا، حتى أن البعض يعتبر نمو الطلب أخطر العناصر في سوق النفط هذا العام والذي قد يشهد ثباتًا في الأسعار حتى موسم القيادة.
- أدت وفرة المعروض من البنزين في الولايات المتحدة إلى تحويل مسار الناقلات القادمة لميناء نيوريورك خلال الأسابيع الماضية إلى موانئ في منطقة البحر الكاريبي، ومع ذلك لم تحل مشكلة الوفرة في الساحل الشرقي.
- إذا لم ينتعش الطلب على البنزين سترتفع مخزوناته، وفي هذا السيناريو ستضطر المصافي لخفض إنتاجها وهو ما يعني خفض مشترياتها من الخام أيضًا، ما يؤول في النهاية إلى ارتفاع مخزونات الخام وبالتالي هبوط الأسعار.
- باختصار إذا لم يرتفع الطلب في الولايات المتحدة (وبالتبعية يتزايد الطلب العالمي) فإن أسعار النفط قد تشهد انخفاضًا هذا العام.