عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2012, 08:58 PM   المشاركة رقم: 14
الكاتب
wolf101
عضو فعال
الصورة الرمزية wolf101

البيانات
تاريخ التسجيل: Dec 2011
رقم العضوية: 7508
الدولة: Alex
المشاركات: 570
بمعدل : 0.13 يوميا

الإتصالات
الحالة:
wolf101 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wolf101 المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: قصة حياة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** { غــزوة حــنــيــن } **

بعد أن فتح المسلمون مكة ، انزعجت القبائل المجاورة لقريش من انتصار المسلمين على قريش ؛ وفزعت هوازن و ثقيف من أن تكون الضربة القادمة من نصيبهم . وقالوا لنغز محمداً قبل أن يغزونا .

لئن كانت القبائل المجاورة لمكة قد خضعت لحكم الله تعالى ، فإن غيرها ممن نأت ديارهم ، غرهم عقلهم العليل ، فقد اجتمعت هوازن ، وثقيف ، ونصر ، وجشم ، وسعد بن بكر ، وأناس من بنى هلال ، واتخذوا من مالك بن عوف السعدى قائدًا عامًا لهم ، وأجمعوا رأيهم على قتال محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من المسلمين ،،،،

فبدأوا مسيرهم إليه ، تحت إمرة مالك الذى أطاعوه رغم اختلافه مع كبيرهم دريد بن الصمة ، وعلى الفور بدأ نشاط الاستخبارات من الجهتين ، ثم غادر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة إلى حنين ، وتلاقى الجيشان ، فكانت الهزيمة الأولى للمسلمين ، وكادت أن تذهب ريحهم لولا ثبات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، والذى أدى إلى رجوع المسلمين واحتدام المعركة ، وما مرت سوى سويعات حتى لحقت الهزيمة الساحقة بجيش العدو ، وبدأت المطاردة ، لكن الأعراب فروا إلى الطائف فاحتموا بها ، فجمع المسلمون الغنائم ، ثم ساروا إلى الطائف، حيث بدأ الحصار والقتال حولها ، لكنها عصيت عليهم ، فقرروا الرحيل عنها إلى حين ، وانتظر النبى - صلى الله عليه وسلم - بعض الوقت ، ثم قسم الغنائم والتى لم ينل منها الأنصار - على كثرتها ووفرتها - شيئًا ، فأحزنهم ذلك ، حتى حدثهم النبى - صلى الله عليه وسلم - فرضوا بمقامه بينهم بديلاً ، وما كادت قسمة الغنائم تتم حتى قدم وفد هوازن يعلن الاستسلام ويطلب الصلح ،،
فأجابه النبى - صلى الله عليه وسلم - إليه ، وأنهى غزوته بأداء العمرة ثم الانصراف إلى المدينة .
وهذا الحدث وما رافقه من مجريات ووقائع، هو الذي أشار إليه سبحانه وتعالى، بقوله‏:-
‏{‏
ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين }‏ (‏التوبة‏:‏25-26) .

مسير العدو ،،,،

سارت جيوش الأعراب تحت إمرة مالك بن عوف النصرى ، حتى أنزلها وادى أوطاس ، وهو بدار هوازن بمقربة من حنين ، لكن العجيب هو أن مالكًا قد صحب معه فى مسيرته تلك ، النساء والأبناء والأموال ، حتى يدفع جيشه إلى القتال المستميت .
ويبدو أن مالكًا لم يكن يثق بجيشه ، أو أنه لم يرد أن ينتهى وحده إن هزم فى هذا اللقاء ، حتى يقضى على كل من خذله ولم ينصره على المسلمين ونبيهم - صلى الله عليه وسلم - .

الخلاف بين مالك ودريد ,،،،

ما أعجب ما تصنعه الأيام بأهلها !
دريد بن الصمة بطل العرب الشجاع ، مجرب الحروب ، ها هو يجلس محنى الظهر ، واهن الصوت ، قد سقط حاجباه على عينيه ، وارتعشت يداه التى طالما ارتعشت لمرأى السيف بها قلوب الشجعان ؛؛
لس يسأل من حوله :- بأى وادٍ أنتم ؟
فأجابوه :- بأوطاس !
فأعجبه ذلك ، لكنه استدرك :- مالى أسمع رغاء البعير ، ونهيق الحمير ، وبكاء الصبى ، وثغاء الشاء ؛؛
فأجابوه :- ساق مالك بن عوف مع الناس نساءهم وأموالهم وأبناءهم ، فامتعض الرجل ، ثم دعا مالكًا وسأله عما حمله على ذلك ،،،
فقال بغرور القادة العظام :- أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم .
وهنا لم يعد دريد يحتمل المزيد ،؛؛
فانطلق لسانه قائلاً :- راعى ضأن والله ! وهل يرد المنهزم شيئًا ؟!
إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه ، وإن كانت عليك فضحت فى أهلك ومالك ،,,
لكن مالكًا - الذى كان ربه يسوقه مع جيشه إلى نهاية مؤلمة - قد أبى سماع رأى غيره ، وكره أن يكون لدريد فى هذا اللقاء ذكر أو رأى ، حتى يستأثر بالذكر كله ، ,,
فأجاب ببصيرة الأغبياء قائلاً بحماس : - والله لتطيعنى هوازن ، أو لأتكئن على هذا السيف ، حتى يخرج من ظهرى ، فأطاعته هوازن ، ولو علمت الغيب لتركته ومتكأه .

نشاط مزدوج للاستخبارات ,،،،

إن أبا حدرد الأسلمى عين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكتف بالتلصص على جيش العدو ، بل دخل بهدوء فى الناس ، وأقام معهم ، يعلم خبرهم ، وتفاصيل جيشهم ، ثم أتى إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - بما علم ،
أما عيون مالك الذين أرسلهم للاستكشاف ، فقد جاءوا شاحبى الوجوه ، مرتعدى الأوصال ،
فسألهم :- ويلكم ، ما شأنكم ؟
فقالوا له :- رأينا رجالاً بيضًا على خيل بلق ، والله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى .
ويبدو أن نشاط العيون فى الجهتين ، بعد هذه المقالة ، صار فى ميزان جيش المسلمين .

الرسول - صلى الله عليه وسلم - يسير إلى حنين ,،،،

إن عشرة آلاف مسلم فتحوا مكة لم يكونوا جميعًا من المهاجرين والأنصار ، وإن اثنى عشر ألفًا خرجوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين لم يكونوا كلهم - ولاشك - من أولئك الفاتحين ، ؛؛
خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى حنين يتقدم جيشًا جرارًا ، لم يخرج مثله معه من قبل ، وفى طريقهم رأوا شجرة عظيمة خضراء يقال لها ذات أنواط ، تعلق العرب عليها أسلحتهم ، ويذبحون عندها ويعكفون ، فقال من لم يمر على إسلامه سوى أيام معدودة :- اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط ،،،

فقال - صلى الله عليه وسلم -:-
الله أكبر ! قلتم والذى نفس محمد بيده كما قال قوم موسى (( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة )) .
ونظر بعضهم حوله ثم قال بارتياح :-
لن نغلب اليوم ، فشق ذلك عليه - صلى الله عليه وسلم - الذى صبر قديمًا على قلة عدد جيشه ، وعليه الآن أن يصبر على كثرته !
وفى عشية يوم خروجه فى السادس من شوال سنة ثمان من الهجرة ، جاء فارس يخبر الجيش بما رآه من خروج هوازن عن بكرة أبيها بنسائهم وأنعامهم وشائهم ،،،
فتبسم - صلى الله عليه وسلم - وقال :-
تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله

ولعل المسلمين الذين رأوا كراهته للفرح بكثرة جيشه قد استفادوا درسًا جديدًا ، وهم يرون الآن تبسمه عند سماعه بكبر جمع العدو !
وبات المسلمون ليلتهم ، وعلى الحراسة أنس بن أبى مرثد ، ثم استأنفوا مسيرهم صباحًا حتى وصلوا إلى حنين فى العاشر من شوال ، حيث بدأ استعدادهم ليوم اللقاء .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الهزيمة الأولى ,،،،

إن جيش المسلمين الذى عبأه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم فرق على الناس الألوية والرايات - إن هذا الجيش قد بدأ فى التحرك فى غبش الصبح ثم هبط فى واد شديد الانحدار .
وبينما جموعه تتلاحق فى النزول ، إذ بالسهام تصيبه من كل جانب ، فإن مالكًا كان قد فرق جنوده فى مداخل الوادى ومضايقه دون أن يشعر المسلمون ، وقبل أن يفيق الجيش من صدمته ، كانت كتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد ،،،
فأسرع المسلمون بالرجوع فرارًا ، لا يلوى أحد على أحد ، ولا ينتظر أحد أحدًا ، فكانت هزيمة منكرة ، والحرب بعد لم تدق طبولها !
وفى هذا الموقف العصيب ، ظهرت بعض خبايا الصدور ،،،
فقد صاح أبو سفيان بن حرب :- لا تنتهى هزيمتهم دون البحر ،،،
كما صرخ جبلة أو كلدة بن الحنبل أخو صفوان بن أمية لأمه :- ألا بطل السحر اليوم .
والعجيب أن من أسكته ورده كان صفوان بن أمية ، رغم أنه لم يكن قد أسلم بعد ،،،
فقال له :- اسكت فض الله فاك ، فوالله لأن يربنى رجل من قريش أحب إلى من أن يربنى رجل من هوازن - يعنى يملكنى ويسودنى - ،
وقد كان صفوان أعطى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة درع بأداته ليستعين بها فى الحرب .

ثبات رسول الله ,،،،

فوجئ محمد - صلى الله عليه وسلم - بجيشه ينكص على عقبيه ، يفر الواحد منهم مسرعًا فلا يلتفت إلى شىء ، إن مجرد الوقوف فى وجه الجيش المرتد أصبح مستحيلاً ،،،
وهنا انحاز الرسول - صلى الله عليه وسلم - جهة اليمين ، وهو يصيح بالناس :-

هلموا إلىّ أيها الناس ، أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبدالله
((أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب )).

ثم يواجه الكفار مسرعًا ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجام بغلته والعباس عمه بركابه ، حتى يكفانها عن الاقتحام ، ثم هبط - صلى الله عليه وسلم - واستنصر ربه ، بعد أن انكشف جيشه
قائلاً :-
اللهم أنزل نصرك .
أما من بقى حوله - صلى الله عليه وسلم - من الإثنى عشر ألفًا فكان عددا قليلا من المهاجرين والأنصار وأهل بيته .

وأما من قال سابقًا :- لن نغلب اليوم من قلة . فلعله الآن يعرف من أى شىء يغلب ؟!
وقد التفت - صلى الله عليه وسلم - فرأى أم سليم بنت ملحان مع زوجها أبى طلحة ، التى كانت حاملاً بعبدالله بن أبى طلحة - رآها ممسكة بحزم رأس جمل أبى طلحة ،،،
فسألها :- أم سليم ؟
فقالت :- نعم ، بأبى أنت وأمى يا رسول الله ، اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك كما تقتل الذين يقاتلونك ، فإنهم لذلك أهل ،،،
فقال لها :- أو يكفى الله يا أم سليم ؟
ورأى أبو طلحة زوجها خنجرًا معها ، فسألها عنه ؟
فقالت :- خنجر أخذته ، إن دنا منى أحد من المشركين بعجته به ،،،
فقال زوجها :- ألا تسمع يا رسول الله ما تقول أم سليم ؟!

رحم الله أم سليم ، كم أحرجت من رجال !

رجوع المسلمين واحتدام المعركة ,،،،

وقف العباس ، - وكان جهير الصوت - ينادى بأعلى صوته ، حسب أوامر النبى - صلى الله عليه وسلم -
قائلاً :- يا معشرالانصار ؛ يامعشرالمهاجرين ؛ يا أصحاب الشجره (( أين أصحاب السمرة ؟ وهم أصحاب بيعة الرضوان ~ الشجرة ~ )) ، الذين بايعوا محمدًا على الموت ،
ويصف العباس أوبتهم قائلاً :- فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتى عطفة البقر على أولادها ،
فقالوا:- يا لبيك ، يا لبيك .
ونادى العباس مرة أخرى قائلاً :- يا معشر الأنصار .
ثم اختص بندائه بنى الحارث بن الخزرج ، وكان الرجل إذا أراد الرجوع ، فعانده بعيره الفار ، يأخذ درعه وسيفه ، ثم ينزل عن بعيره ويتركه ، متجهًا صوب الصوت ، حتى اجتمع إليه - صلى الله عليه وسلم - مائة ،،،

فاستقبلوا العدو واقتتلوا وتلاحقت بعد ذلك كتائب المسلمين ، واحدة تلو الأخرى كما كانوا عند تركهم الموقعة ، ثم احتدم القتال ،،،
ونظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الفريقين يتجالدان فقال:-
الآن حمى الوطيس .
ثم أخذ قبضة من تراب الأرض ، فرماها فى وجوه القوم قائلاً :-
شاهت الوجوه .
فما بقى منهم من أحد إلا وعيناه قد امتلأتا بهذا التراب ، حتى كانت هزيمتهم الساحقة .

الهزيمة الساحقة لجيش العدو ،،,،

ثبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستنصر ربه ، ثم قاتل المسلمون بحرارة وإيمان ، فلم تمر إلا ساعات قلائل حتى انهزم عدوهم هزيمة منكرة ، وقتل من ثقيف وحدها نحو السبعين ، وأصبح فى يد المسلمين ما كان مع العدو من مال وسلاح ونساء وأطفال .
فتوجه إلى الله ، وثبات أمام البلاء ، وكفاح لا يكل ، هذه أسباب بلغ المسلمون بها نصرهم المنشود .

المطاردة ،,،،

فرت جموع هوازن ومن رافقهم من أرض المعركة ، وقد أطلقت لسيقانها الريح ، ولم تكن متفقة على مكان تحتمى به عند الهزيمة ، فصارت طائفة منهم إلى أوطاس ،،،
وقد أرسل - صلى الله عليه وسلم - فى إثرهم أبا عامر الأشعرى مع مجموعة من الجيش ، وقد انهزمت فلول المشركين ، واستشهد أبو عامر ، واتجهت طائفة ثانية إلى نخلة ، وكان معهم دريد بن الصمة ، فطاردتهم فرسان المسلمين ،
وقتل ربيعة بن رفيع دريدًا ، وأما معظم فلول المشركين فقد لجئوا إلى الطائف ، وأولئك توجه إليهم النبى - صلى الله عليه وسلم - بنفسه بعد أن جمع الغنائم .

جمع الغنائم ،،,،

الحمد لله الذى ساق مالك بن عوف قائد جيوش هوازن والأعراب إلى خطته الحمقاء تلك إذ من جرأتها غنم المسلمون من السبى ستة آلاف رأس ، ومن الإبل أربعًا وعشرين ألفًا ، ومن الغنم أكثر من أربعين ألف شاة عدا أربعة آلاف أوقية فضة ،،،
وقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجمعها ، ثم حبسها بالجعرانة ، وجعل عليها مسعود بن عمرو الغفارى ، ولم يقسمها حتى فرغ من غزوة الطائف ، وقد كانت فى السبى الشيماء بنت الحارث السعدية - أخت رسول الله من الرضاعة -،
فعرفته بنفسها ، فأكرمها ، وبسط لها رداءه وأجلسها عليه ، ثم من عليها ، وردها إلى قومها .

المسير إلى الطائف ,،،،

ما إن فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جمع الغنائم ، حتى شرع فى المسير إلى فلول المشركين بحصن الطائف ، حتى يستأصل شوكتهم ، ويضمن الاستقرار بأرض العرب ، وقد تقدم الجيش خالد بن الوليد فى ألف رجل ، يتبعهم سائر الجيش ،،،
ومر النبى - صلى الله عليه وسلم - فى طريقه على نخلة اليمانية ثم على قرن المنازل ، ثم على لية ، وكان هناك حصن لمالك بن عوف ، فأمر بهدمه ، ثم واصل سيره حتى وصل إلى الطائف ، فأقام معسكره ، وفرض الحصار على أهل الحصن .

الحصار والقتال حول الطائف ،,،،

أربعين يومًا كاملة ، قضاها المسلمون يحاصرون الطائف ، لكن الحصن منيع أعد أهله فيه ما يكفيهم لسنة ، ثم إنهم صاروا يذيقون المسلمين منه ألوان البلاء ، فقد رموهم رميًا شديدًا حتى قتل منهم فى أول الحصار اثنا عشر رجلاً واضطروا إلى تغيير موقع المعسكر ،،،
ونصب النبى - صلى الله عليه وسلم - المنجنيق ، وقذف به القذائف ، حتى أحدث بجدار الحصن شدخًا ، ثم دخل نفر من المسلمين تحت دبابة من خشب ، يدخل الناس فى جوفها ، ثم يدفعونها فى اتجاه الحصن لينقبوه ، دخلوا تحتها ليحرقوا الجدار لكن عدوهم أرسل عليهم سكك الحديد المحماة بالنار ، فخرجوا من تحتها ، فرشقوهم بالنبل وقتلوا منهم رجالا ،،،

وهنا لجأ - صلى الله عليه وسلم - إلى الحرب المعنوية ، فأمر جيشه بقطع الأعناب وتحريقها ، فقطعها المسلمون قطعًا ذريعًا لم يوقفه إلا رجاء ثقيف أن يدعها لله والرحم ، فتركها لله والرحم ، وهو موقف - ولاشك - عجيب ،،،

ثم أمر النبى - صلى الله عليه وسلم - مناديه فنادى فى أهل الحصن :-
أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر .
وسرعان ما خرج إلى المسلمين ثلاثة وعشرون رجلاً ، منهم أبو بكرة الذى تدلى من سور الحصن ببكرة مستديرة فكنى بها ، وقد أعتقهم - صلى الله عليه وسلم - ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الحصن مشقة عظيمة ، وظل الموقف على هذا الحال ، لم يحالف الانتصار فريقًا منهما ، إلا أن الانتصار كان مصيرهما معًا .

الرحيل من الطائف ،,،،

إن المسلمين الذين كانوا يستمعون إلى أنفسهم المتسائلة :- ماذا سيحدث لو دام الحصار ؟
فيجيبونها :- سينهار العدو حتمًا ويستسلم أو نقاتله فنهزمه -
إن هؤلاء المسلمين وقد مر عليهم أربعون يومًا ، صار بعضهم يتساءل قائلاً :- وماذا سيحدث لو تركناهم محبوسين فى حصنهم؟
ولعل نوفل بن معاوية الديلى ، قد أجاب عن هذا السؤال ، حين استشاره النبى - صلى الله عليه وسلم - فيما يصنع فقال :-
هم ثعلب فى جحر ! إن أقمت عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك .

وهنا عزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رفع الحصار والرحيل ، فأمر عمر بن الخطاب فنادى فى الناس :- إنا قافلون غدًا إن شاء الله .
لكن المسلمين ثقل عليهم ذلك وقالوا :- نذهب ولا نفتحه ؟
فقال لهم النبى :- اغدوا على القتال ، فغدوا فأصابتهم الجراح ،،،
فقال :- إنا قافلون غدًا إن شاء الله ،
ففرحوا بذلك وأطاعوا وجعلوا يرحلون ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم - يضحك ، وأمرهم النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يقولوا :-
آيبون تائبون عابدون ، لربنا حامدون ،،،،
وقد سألوه أن يدعو على ثقيف ،
فقال :-
اللهم اهد ثقيفًا وآت بهم .

قسمة الغنائم ،،,،

إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - الذى دعا ربه عند رحيله قائلاً :- اللهم اهد ثقيفًا وآت بهم ؛؛
قد ظل بضع عشرة ليلة بالجعرانة لا يقسم الغنائم ، انتظارًا لقدوم هوازن تائبة ، فيرد عليهم ما فقدوه ، لكن أحدًا منهم لم يأت إليه - صلى الله عليه وسلم - فبدأ بقسمة المال ليسكت النفوس المتشوفة لمتاع الدنيا ، وأعطى رجالاً يتألف قلوبهم ، فأعطى أبا سفيان بن حرب أربعين أوقية ومائة من الإبل ،،،
فقال :- ابنى يزيد ؟
فأعطاه مثلها ،،،
فقال :- ابنى معاوية ؟
فأعطاه مثلها .
وأعطى حكيم بن حزام مائة من الإبل ، فطلب أخرى فأعطاه مائة أخرى ، وأما صفوان بن أمية ، فقد أعطاه مائة فمائة فمائة وكذا غيرهم ، ثم أعطى آخرين خمسين خمسين وأربعين أربعين ؛؛
حتى صار الناس يقولون :- إن محمدًا يعطى عطاء من لا يخشى الفقر ، وازدحم عليه الأعراب ، الذين ازدحموا منذ أيام ، فرارًا من حنين ، ازدحموا عليه يطلبون المال حتى اضطروه إلى شجرة ، فانتزعت رداءه !!
فقال :-
أيها الناس ، ردوا علىّ ردائى ، فوالذى نفسى بيده لو كان عندى شجر تهامة نعمًا لقسمته عليكم ، ثم ما ألفيتمونى بخيلاً ولا جبانًا ولا كذابًا .

وهذا المنظر لا يستدعى إلى أذهاننا إلا التسليم بصفات البشر أولئك الذين يخرجون عن ديارهم وأموالهم مهاجرين طواعية ، والذين يؤثرون إخوانهم ولو كان بهم خصاصة ، وأولئك الذين يزاحمون نبيًا حتى يسقطون رداءه ، طمعًا فى بعض الرؤوس !
وقد قام النبى - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أعطى المؤلفة قلوبهم بتقسيم الغنائم على الناس ، فأعطى الراجل أربعًا من الإبل وأربعين شاة ، وأعطى الفارس اثنى عشر بعيرًا وعشرين ومائة شاة ، عدا ما قسمه بينهم من السبى .

حزن الأنصار ،،,،

وقف الأنصار الذين دعاهم النبى - صلى الله عليه وسلم - حين فر عنه الناس - وقفوا ينظرون بعيون دهشة ، إلى غنائم حنين ، وهى تفرق بين الناس ، ذات اليمين وذات الشمال ، دون أن يصيبهم منها شىء ، ولله در الأنصار ! الذين اصطفاهم الله لدعوته اصطفاء .

إنهم حين حزنوا لتفضيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواهم عليهم ، لم يصنعوا كما يصنع كثير من الناس ، حين يتظاهرون بعدم الاكتراث ، ويرسمون ابتسامات عريضة على شفاههم ، ليس لها فى قلوبهم نصيب ثم يؤكدون بحسم أنهم فوق هذه الأغراض التافهة ، والمقاصد الحقيرة ، لأنهم لم يفعلوا شيئًا من ذلك ، إنما أرسلوا كبيرهم سعد بن عبادة ، يتحدث بشجاعة ووضوح ، قائلاً للنبى - صلى الله عليه وسلم -:-
يا رسول الله ، إن هذا الحى من الأنصار قد وجدوا عليك فى أنفسهم لما صنعت فى هذا الفىء الذى أصبت ! قسمت فى قومك ، وأعطيت عطايا عظامًا فى قبائل العرب ، ولم يك فى هذا الحى من الأنصار منها شىء
فسأله - صلى الله عليه وسلم -:-
فأين أنت من ذلك يا سعد ؟
ومرة أخرى لا يصنع سعد ما تصنعه الوسطاء حين يعتذرون للرؤساء بأنهم ليسوا إلا ناقلى خبر ، وأن كلام القوم لا يرضيهم تمامًا ، وإنما أجاب فى صراحة :-
يا رسول الله ، ما أنا إلا من قومى ,,،
فقال له صلى الله عليه وسلم -:- فاجمع لى قومك فى هذه الحظيرة .
وجمعهم سعد ؛؛

فأتاهم النبى صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه ،
وقال :-
يا معشر الأنصار ، ما قالة بلغتنى عنكم ، وجدة وجدتموها علىّ فى أنفسكم ؟ ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله ؟ وعالة فأغناكم الله ؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟
قالوا :- بلى ، الله ورسوله أمن وأفضل ،
فقال :- ألا تجيبونى يا معشر الأنصار ؟
قالوا :- بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ولرسوله المن والفضل ..،
قال :- أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصدقتم ولصدقتم ،,,
أتيتنا مكذبًا فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريدًا فآويناك وعائلاً فآسيناك
أوجدتم يا معشر الأنصار فى أنفسكم فى لعاعة من الدنيا تألفت بها قومًا ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟
فوالذى نفس محمد بيده ، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبًا وسلكت الأنصار شعبًا لسلكت شعب الأنصار ،...,
اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا :- رضينا برسول الله قسمًا وحظًا .
ثم انصرف النبى - صلى الله عليه وسلم - وتفرقوا .

قدوم وفد هوازن ،,،،

لكل أجل كتاب ، تسعة عشر يومًا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظر قدوم هوازن تائبة ليرد لها غنائمها ، لكنها لا تأتى ، ثم هاهو الآن ما يكاد يجلس بعد أن فرغ من تقسيم الفىء ، حتى يفاجأ بأربعة عشر رجلاً ، هم وفد هوازن ، يقدمون عليه تائبين ، سائليه بكلام ترق له القلوب ، أن يرد عليهم سبيهم وأموالهم ،,,

فقال لهم - صلى الله عليه وسلم -: - إن معى من ترون ، وإن أحب الحديث إلى أصدقه ، فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم ؟
فقالوا :- ما كنا نعدل بالأحساب شيئًا ،,,,
فنصحهم - صلى الله عليه وسلم - أن يقوموا بعد صلاة الظهر ،,,
فيقولون :- إنا نستشفع برسول الله إلى المؤمنين ، وبالمؤمنين إلى رسول الله أن يرد علينا سبينا ، ففعلوا ،,,
فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -:- أما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم وسأسأل لكم الناس ،,,
فأسرع المهاجرون والأنصار قائلين :- ما كان لنا فهو لرسول الله .
وقال الأقرع بن حابس :- أما أنا وبنو تميم فلا ,,،
وكذلك قال عيينة بن حصن :- أما أنا وبنو فزارة فلا ،,,
وتبعهم عباس بن مرداس فقال :- أما أنا وبنو سليم فلا ،,,
لكن بنى سليم قالوا :- ما كان لنا فهو لرسول الله .
فقال لهم ابن مرداس :- وهنتمونى .

وهنا عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرافضين عرضًا جديدًا،,,
فقال :-
إن هؤلاء القوم قد جاءوا مسلمين ، وقد كنت استأنيت سبيهم ، وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئًا ، فمن كان عنده منهن شىء فطابت نفسه بأن يرده فسبيل ذلك ، ومن أحب أن يستمسك بحقه فليرد عليه وله بكل فريضة ست فرائض من أول ما يفىء الله علينا ،,,
فرد الناس جميعًا ما بأيديهم من النساء والأبناء .

العمرة والانصراف إلى المدينة ،,،،

فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قسمة الغنائم بالجعرانة ، فأهل معتمرًا منها ثم أدى العمرة ، وقفل راجعًا إلى المدينة ، بعد أن ولى على مكة عتاب بن أسيد ، وقد كان رجوعه إلى مدينته المحبوبة فى الرابع والعشرين من ذى القعدة سنة ثمان من الهجرة .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


** { عمال الصدقات } **

ما إن بدا فى الأفق هلال المحرم من سنة تسع من الهجرة ، حتى طفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرسل المصدقين ، وهم جامعو الزكاة إلى القبائل ، وتلك قائمة بأسمائهم وأماكن توجههم :



ولم يكن إرسال هؤلاء العمال كلهم فى المحرم من سنة تسع من الهجرة ، وإنما تأخر العديد منهم لحين إسلام تلك القبائل .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** { السرايا بعد رجوعه إلى المدينة } **

إن ظهور أمر الإسلام بجزيرة العرب ، واستتباب الأمن بها ، لا يعنى زوال الخارجين على أمره تمامًا ، فلكل عصر أهل حقه وأهل باطله ، نعم قد يزيد هؤلاء أو يقل أولئك ، لكن أحد الفريقين لا ينتهى بحال .
وعلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذن واجب لا مفر منه ، ولا راحة عنه فى مواجهة أولئك المارقين ؛ ولذا فقد شرع فى إرسال السرايا للخارجين فى الوقت نفسه الذى بدأ فيه إرسال المصدقين إلى الطائعين فكانت هذه السرايا الخمس :-


سرية عيينة بن حصن ،,،،

أغرت بنو تميم القبائل بعدم دفع الجزية ، فأرسل إليهم النبى - صلى الله عليه وسلم - عيينة بن حصن الفزارى فى المحرم سنة تسع من الهجرة فى خمسين فارسًا ، ليس فيهم مهاجر ولا أنصارى ؛ وكمن لهم عيينة ، حتى هجم عليهم فى الصحراء ، فولوا مدبرين ، وعاد إلى المدينة وقد أخذ منهم أحد عشر رجلاً ، وإحدى وعشرين امرأة ، وثلاثين صبيًا ، فأنزلوا فى دار رملة بنت الحارث .

سرية قطبة بن عامر ،،,،

خرج قطبة بن عامر ، فى صفر سنة تسع من الهجرة إلى حى من خثعم بناحية تبالة ، بالقرب من تربة فى عشرين رجلاً ، على عشرة أبعرة يعتقبونها ، فشن الغارة ، واقتتل الفريقان قتالاً شديدًا ، حتى كثر الجرحى فى كليهما ، وقتل قطبة مع من قتل ، لكن المسلمون انتصروا ، وعادوا إلى المدينة يسوقون النعم والشاء والنساء .

سرية الضحاك بن سفيان ،,،،

ذهب الضحاك بن سفيان الكلابى إلى بنى كلاب ليدعوهم إلى الإسلام ، لكنهم أبوا وشرعوا فى القتال ، فقاتلهم المسلمون وهزموهم ، وقتلوا من المشركين رجلاً .

سرية علقمة بن مجزر ،,،،

سبحان مغير الأحوال ! إن مكة التى كانت مصدر حرب للمسلمين ، صارت اليوم تنعم بحماية المسلمين لها ، اجتمع رجال من الحبشة بالقرب من سواحل جدة ، للقيام بأعمال القرصنة ضد أهل مكة ، فأرسل إليهم النبى - صلى الله عليه وسلم - علقمة بن مجزر المدلجى ، فى ثلاثمائة رجل فى شهر ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة ؛ ولما وصل علقمة الشاطئ خاض البحر حتى وصل إلى جزيرة به ، فسمعت بمسيره الأحباش ، وأسرعوا بالهرب .

سرية على بن أبى طالب ،,،،

بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بن أبى طالب فى مائة وخمسين رجلاً على مائة بعير وخمسين فرسًا ، إلى صنم لطىء يقال له :- القلس ؛ ليهدمه ، فشن الغارة على محلة حاتم وهدم صنمهم ، وعاد إلى المدينة ، وقد ملأ المسلمون أيديهم من السبى والنعم والشاء ، وهرب عدى بن حاتم الطائى إلى الشام ، وكان فى السبى أخت عدى فاستعطفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأطلقها .

إطلاق أخت عدى بن حاتم ،,،،

إن عجوزًا فى السبى لم يعجبها أن تصبح فى هذا الوضع المهين فقامت من مكانها ، وسارت بخطا يحدوها الأمل ، وتثقلها قيود الأسر ، سارت وذكريات أبيها حاتم الطائى أكرم العرب ، ومضرب أمثالهم فى الكرم تتردد على ذهنها ، واشتياقها لرؤية أخيها عدى ، الذى فر إلى الشام ، يؤجج نار قلبها ، وما هى إلا دقائق حتى انتهى بالعجوز مسيرها إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -
فقالت له :- يا رسول الله ، غاب الوافد ، وانقطع الوالد ، وأنا عجوز كبيرة ما بى من خدمة ، فمنّ على ، منّ الله عليك ،،،
فسألها النبى - صلى الله عليه وسلم -:- من وافدك ؟
فقالت :- عدى بن حاتم ،
وهنا عاتبها - صلى الله عليه وسلم - برقة قائلاً :- الذى فر من الله ورسوله ؟ ثم مضى ،
فأعادت عليه قولها فى الغد ،,, فأجابها بمثلها ،,,
فجاءته فى اليوم الثالث ، فمن عليها وكان إلى جانبه رجل ، ترى أنه على ، نصحها بأن تسأله -صلى الله عليه وسلم - الحملان ، ففعلت ، فأمر لها به ، ومضت فى طريقها حتى دخلت على أخيها بالشام قائلة له :- لقد فعل فعلة ما كان أبوك يفعلها ، ائته راغبًا أو راهبًا ،,,
فأتاه عدى بغير أمان ولا كتاب ، ثم أسلم بين يديه
.

1- عيينة بن حصن إلى بنى تميم .
2- يزيد بن الحصين إلى أسلم وغفار .
3- عباد بن بشير الأشهلى إلى سليم ومزينة .
4- رافع بن مكيث إلى جهينة .
5- عمرو بن العاص إلى بنى فزارة .
6- الضحاك بن سفيان إلى بنى كلاب .
7- بشير بن سفيان إلى بنى كعب .
8- ابن اللتبية الأزدى إلى بنى ذبيان
9- المهاجر بن أبى أمية إلى صنعاء .
10- زياد بن لبيد إلى حضرموت
11- عدى بن حاتم إلى طىء وبنى أسد .
12- مالك بن نويرة إلى بنى حنظلة .
13- الزبرقان بن بدر إلى بنى سعد ( إلى قسم منهم ) .
14- قيس بن عاصم إلى بنى سعد ( إلى قسم آخر منهم ) .
15- العلاء بن الحضرمى إلى البحرين .
16- على بن أبى طالب إلى نجران ( لجمع الصدقة والجزية معًا ) .



التوقيع

عرض البوم صور wolf101  
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 04-08-2012, 08:58 PM
wolf101 wolf101 غير متواجد حالياً
عضو فعال
افتراضي رد: قصة حياة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** { غــزوة حــنــيــن } **

بعد أن فتح المسلمون مكة ، انزعجت القبائل المجاورة لقريش من انتصار المسلمين على قريش ؛ وفزعت هوازن و ثقيف من أن تكون الضربة القادمة من نصيبهم . وقالوا لنغز محمداً قبل أن يغزونا .

لئن كانت القبائل المجاورة لمكة قد خضعت لحكم الله تعالى ، فإن غيرها ممن نأت ديارهم ، غرهم عقلهم العليل ، فقد اجتمعت هوازن ، وثقيف ، ونصر ، وجشم ، وسعد بن بكر ، وأناس من بنى هلال ، واتخذوا من مالك بن عوف السعدى قائدًا عامًا لهم ، وأجمعوا رأيهم على قتال محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من المسلمين ،،،،

فبدأوا مسيرهم إليه ، تحت إمرة مالك الذى أطاعوه رغم اختلافه مع كبيرهم دريد بن الصمة ، وعلى الفور بدأ نشاط الاستخبارات من الجهتين ، ثم غادر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة إلى حنين ، وتلاقى الجيشان ، فكانت الهزيمة الأولى للمسلمين ، وكادت أن تذهب ريحهم لولا ثبات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، والذى أدى إلى رجوع المسلمين واحتدام المعركة ، وما مرت سوى سويعات حتى لحقت الهزيمة الساحقة بجيش العدو ، وبدأت المطاردة ، لكن الأعراب فروا إلى الطائف فاحتموا بها ، فجمع المسلمون الغنائم ، ثم ساروا إلى الطائف، حيث بدأ الحصار والقتال حولها ، لكنها عصيت عليهم ، فقرروا الرحيل عنها إلى حين ، وانتظر النبى - صلى الله عليه وسلم - بعض الوقت ، ثم قسم الغنائم والتى لم ينل منها الأنصار - على كثرتها ووفرتها - شيئًا ، فأحزنهم ذلك ، حتى حدثهم النبى - صلى الله عليه وسلم - فرضوا بمقامه بينهم بديلاً ، وما كادت قسمة الغنائم تتم حتى قدم وفد هوازن يعلن الاستسلام ويطلب الصلح ،،
فأجابه النبى - صلى الله عليه وسلم - إليه ، وأنهى غزوته بأداء العمرة ثم الانصراف إلى المدينة .
وهذا الحدث وما رافقه من مجريات ووقائع، هو الذي أشار إليه سبحانه وتعالى، بقوله‏:-
‏{‏
ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين }‏ (‏التوبة‏:‏25-26) .

مسير العدو ،،,،

سارت جيوش الأعراب تحت إمرة مالك بن عوف النصرى ، حتى أنزلها وادى أوطاس ، وهو بدار هوازن بمقربة من حنين ، لكن العجيب هو أن مالكًا قد صحب معه فى مسيرته تلك ، النساء والأبناء والأموال ، حتى يدفع جيشه إلى القتال المستميت .
ويبدو أن مالكًا لم يكن يثق بجيشه ، أو أنه لم يرد أن ينتهى وحده إن هزم فى هذا اللقاء ، حتى يقضى على كل من خذله ولم ينصره على المسلمين ونبيهم - صلى الله عليه وسلم - .

الخلاف بين مالك ودريد ,،،،

ما أعجب ما تصنعه الأيام بأهلها !
دريد بن الصمة بطل العرب الشجاع ، مجرب الحروب ، ها هو يجلس محنى الظهر ، واهن الصوت ، قد سقط حاجباه على عينيه ، وارتعشت يداه التى طالما ارتعشت لمرأى السيف بها قلوب الشجعان ؛؛
لس يسأل من حوله :- بأى وادٍ أنتم ؟
فأجابوه :- بأوطاس !
فأعجبه ذلك ، لكنه استدرك :- مالى أسمع رغاء البعير ، ونهيق الحمير ، وبكاء الصبى ، وثغاء الشاء ؛؛
فأجابوه :- ساق مالك بن عوف مع الناس نساءهم وأموالهم وأبناءهم ، فامتعض الرجل ، ثم دعا مالكًا وسأله عما حمله على ذلك ،،،
فقال بغرور القادة العظام :- أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم .
وهنا لم يعد دريد يحتمل المزيد ،؛؛
فانطلق لسانه قائلاً :- راعى ضأن والله ! وهل يرد المنهزم شيئًا ؟!
إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه ، وإن كانت عليك فضحت فى أهلك ومالك ،,,
لكن مالكًا - الذى كان ربه يسوقه مع جيشه إلى نهاية مؤلمة - قد أبى سماع رأى غيره ، وكره أن يكون لدريد فى هذا اللقاء ذكر أو رأى ، حتى يستأثر بالذكر كله ، ,,
فأجاب ببصيرة الأغبياء قائلاً بحماس : - والله لتطيعنى هوازن ، أو لأتكئن على هذا السيف ، حتى يخرج من ظهرى ، فأطاعته هوازن ، ولو علمت الغيب لتركته ومتكأه .

نشاط مزدوج للاستخبارات ,،،،

إن أبا حدرد الأسلمى عين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكتف بالتلصص على جيش العدو ، بل دخل بهدوء فى الناس ، وأقام معهم ، يعلم خبرهم ، وتفاصيل جيشهم ، ثم أتى إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - بما علم ،
أما عيون مالك الذين أرسلهم للاستكشاف ، فقد جاءوا شاحبى الوجوه ، مرتعدى الأوصال ،
فسألهم :- ويلكم ، ما شأنكم ؟
فقالوا له :- رأينا رجالاً بيضًا على خيل بلق ، والله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى .
ويبدو أن نشاط العيون فى الجهتين ، بعد هذه المقالة ، صار فى ميزان جيش المسلمين .

الرسول - صلى الله عليه وسلم - يسير إلى حنين ,،،،

إن عشرة آلاف مسلم فتحوا مكة لم يكونوا جميعًا من المهاجرين والأنصار ، وإن اثنى عشر ألفًا خرجوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين لم يكونوا كلهم - ولاشك - من أولئك الفاتحين ، ؛؛
خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى حنين يتقدم جيشًا جرارًا ، لم يخرج مثله معه من قبل ، وفى طريقهم رأوا شجرة عظيمة خضراء يقال لها ذات أنواط ، تعلق العرب عليها أسلحتهم ، ويذبحون عندها ويعكفون ، فقال من لم يمر على إسلامه سوى أيام معدودة :- اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط ،،،

فقال - صلى الله عليه وسلم -:-
الله أكبر ! قلتم والذى نفس محمد بيده كما قال قوم موسى (( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة )) .
ونظر بعضهم حوله ثم قال بارتياح :-
لن نغلب اليوم ، فشق ذلك عليه - صلى الله عليه وسلم - الذى صبر قديمًا على قلة عدد جيشه ، وعليه الآن أن يصبر على كثرته !
وفى عشية يوم خروجه فى السادس من شوال سنة ثمان من الهجرة ، جاء فارس يخبر الجيش بما رآه من خروج هوازن عن بكرة أبيها بنسائهم وأنعامهم وشائهم ،،،
فتبسم - صلى الله عليه وسلم - وقال :-
تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله

ولعل المسلمين الذين رأوا كراهته للفرح بكثرة جيشه قد استفادوا درسًا جديدًا ، وهم يرون الآن تبسمه عند سماعه بكبر جمع العدو !
وبات المسلمون ليلتهم ، وعلى الحراسة أنس بن أبى مرثد ، ثم استأنفوا مسيرهم صباحًا حتى وصلوا إلى حنين فى العاشر من شوال ، حيث بدأ استعدادهم ليوم اللقاء .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الهزيمة الأولى ,،،،

إن جيش المسلمين الذى عبأه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم فرق على الناس الألوية والرايات - إن هذا الجيش قد بدأ فى التحرك فى غبش الصبح ثم هبط فى واد شديد الانحدار .
وبينما جموعه تتلاحق فى النزول ، إذ بالسهام تصيبه من كل جانب ، فإن مالكًا كان قد فرق جنوده فى مداخل الوادى ومضايقه دون أن يشعر المسلمون ، وقبل أن يفيق الجيش من صدمته ، كانت كتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد ،،،
فأسرع المسلمون بالرجوع فرارًا ، لا يلوى أحد على أحد ، ولا ينتظر أحد أحدًا ، فكانت هزيمة منكرة ، والحرب بعد لم تدق طبولها !
وفى هذا الموقف العصيب ، ظهرت بعض خبايا الصدور ،،،
فقد صاح أبو سفيان بن حرب :- لا تنتهى هزيمتهم دون البحر ،،،
كما صرخ جبلة أو كلدة بن الحنبل أخو صفوان بن أمية لأمه :- ألا بطل السحر اليوم .
والعجيب أن من أسكته ورده كان صفوان بن أمية ، رغم أنه لم يكن قد أسلم بعد ،،،
فقال له :- اسكت فض الله فاك ، فوالله لأن يربنى رجل من قريش أحب إلى من أن يربنى رجل من هوازن - يعنى يملكنى ويسودنى - ،
وقد كان صفوان أعطى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة درع بأداته ليستعين بها فى الحرب .

ثبات رسول الله ,،،،

فوجئ محمد - صلى الله عليه وسلم - بجيشه ينكص على عقبيه ، يفر الواحد منهم مسرعًا فلا يلتفت إلى شىء ، إن مجرد الوقوف فى وجه الجيش المرتد أصبح مستحيلاً ،،،
وهنا انحاز الرسول - صلى الله عليه وسلم - جهة اليمين ، وهو يصيح بالناس :-

هلموا إلىّ أيها الناس ، أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبدالله
((أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب )).

ثم يواجه الكفار مسرعًا ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجام بغلته والعباس عمه بركابه ، حتى يكفانها عن الاقتحام ، ثم هبط - صلى الله عليه وسلم - واستنصر ربه ، بعد أن انكشف جيشه
قائلاً :-
اللهم أنزل نصرك .
أما من بقى حوله - صلى الله عليه وسلم - من الإثنى عشر ألفًا فكان عددا قليلا من المهاجرين والأنصار وأهل بيته .

وأما من قال سابقًا :- لن نغلب اليوم من قلة . فلعله الآن يعرف من أى شىء يغلب ؟!
وقد التفت - صلى الله عليه وسلم - فرأى أم سليم بنت ملحان مع زوجها أبى طلحة ، التى كانت حاملاً بعبدالله بن أبى طلحة - رآها ممسكة بحزم رأس جمل أبى طلحة ،،،
فسألها :- أم سليم ؟
فقالت :- نعم ، بأبى أنت وأمى يا رسول الله ، اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك كما تقتل الذين يقاتلونك ، فإنهم لذلك أهل ،،،
فقال لها :- أو يكفى الله يا أم سليم ؟
ورأى أبو طلحة زوجها خنجرًا معها ، فسألها عنه ؟
فقالت :- خنجر أخذته ، إن دنا منى أحد من المشركين بعجته به ،،،
فقال زوجها :- ألا تسمع يا رسول الله ما تقول أم سليم ؟!

رحم الله أم سليم ، كم أحرجت من رجال !

رجوع المسلمين واحتدام المعركة ,،،،

وقف العباس ، - وكان جهير الصوت - ينادى بأعلى صوته ، حسب أوامر النبى - صلى الله عليه وسلم -
قائلاً :- يا معشرالانصار ؛ يامعشرالمهاجرين ؛ يا أصحاب الشجره (( أين أصحاب السمرة ؟ وهم أصحاب بيعة الرضوان ~ الشجرة ~ )) ، الذين بايعوا محمدًا على الموت ،
ويصف العباس أوبتهم قائلاً :- فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتى عطفة البقر على أولادها ،
فقالوا:- يا لبيك ، يا لبيك .
ونادى العباس مرة أخرى قائلاً :- يا معشر الأنصار .
ثم اختص بندائه بنى الحارث بن الخزرج ، وكان الرجل إذا أراد الرجوع ، فعانده بعيره الفار ، يأخذ درعه وسيفه ، ثم ينزل عن بعيره ويتركه ، متجهًا صوب الصوت ، حتى اجتمع إليه - صلى الله عليه وسلم - مائة ،،،

فاستقبلوا العدو واقتتلوا وتلاحقت بعد ذلك كتائب المسلمين ، واحدة تلو الأخرى كما كانوا عند تركهم الموقعة ، ثم احتدم القتال ،،،
ونظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الفريقين يتجالدان فقال:-
الآن حمى الوطيس .
ثم أخذ قبضة من تراب الأرض ، فرماها فى وجوه القوم قائلاً :-
شاهت الوجوه .
فما بقى منهم من أحد إلا وعيناه قد امتلأتا بهذا التراب ، حتى كانت هزيمتهم الساحقة .

الهزيمة الساحقة لجيش العدو ،،,،

ثبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستنصر ربه ، ثم قاتل المسلمون بحرارة وإيمان ، فلم تمر إلا ساعات قلائل حتى انهزم عدوهم هزيمة منكرة ، وقتل من ثقيف وحدها نحو السبعين ، وأصبح فى يد المسلمين ما كان مع العدو من مال وسلاح ونساء وأطفال .
فتوجه إلى الله ، وثبات أمام البلاء ، وكفاح لا يكل ، هذه أسباب بلغ المسلمون بها نصرهم المنشود .

المطاردة ،,،،

فرت جموع هوازن ومن رافقهم من أرض المعركة ، وقد أطلقت لسيقانها الريح ، ولم تكن متفقة على مكان تحتمى به عند الهزيمة ، فصارت طائفة منهم إلى أوطاس ،،،
وقد أرسل - صلى الله عليه وسلم - فى إثرهم أبا عامر الأشعرى مع مجموعة من الجيش ، وقد انهزمت فلول المشركين ، واستشهد أبو عامر ، واتجهت طائفة ثانية إلى نخلة ، وكان معهم دريد بن الصمة ، فطاردتهم فرسان المسلمين ،
وقتل ربيعة بن رفيع دريدًا ، وأما معظم فلول المشركين فقد لجئوا إلى الطائف ، وأولئك توجه إليهم النبى - صلى الله عليه وسلم - بنفسه بعد أن جمع الغنائم .

جمع الغنائم ،،,،

الحمد لله الذى ساق مالك بن عوف قائد جيوش هوازن والأعراب إلى خطته الحمقاء تلك إذ من جرأتها غنم المسلمون من السبى ستة آلاف رأس ، ومن الإبل أربعًا وعشرين ألفًا ، ومن الغنم أكثر من أربعين ألف شاة عدا أربعة آلاف أوقية فضة ،،،
وقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجمعها ، ثم حبسها بالجعرانة ، وجعل عليها مسعود بن عمرو الغفارى ، ولم يقسمها حتى فرغ من غزوة الطائف ، وقد كانت فى السبى الشيماء بنت الحارث السعدية - أخت رسول الله من الرضاعة -،
فعرفته بنفسها ، فأكرمها ، وبسط لها رداءه وأجلسها عليه ، ثم من عليها ، وردها إلى قومها .

المسير إلى الطائف ,،،،

ما إن فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جمع الغنائم ، حتى شرع فى المسير إلى فلول المشركين بحصن الطائف ، حتى يستأصل شوكتهم ، ويضمن الاستقرار بأرض العرب ، وقد تقدم الجيش خالد بن الوليد فى ألف رجل ، يتبعهم سائر الجيش ،،،
ومر النبى - صلى الله عليه وسلم - فى طريقه على نخلة اليمانية ثم على قرن المنازل ، ثم على لية ، وكان هناك حصن لمالك بن عوف ، فأمر بهدمه ، ثم واصل سيره حتى وصل إلى الطائف ، فأقام معسكره ، وفرض الحصار على أهل الحصن .

الحصار والقتال حول الطائف ،,،،

أربعين يومًا كاملة ، قضاها المسلمون يحاصرون الطائف ، لكن الحصن منيع أعد أهله فيه ما يكفيهم لسنة ، ثم إنهم صاروا يذيقون المسلمين منه ألوان البلاء ، فقد رموهم رميًا شديدًا حتى قتل منهم فى أول الحصار اثنا عشر رجلاً واضطروا إلى تغيير موقع المعسكر ،،،
ونصب النبى - صلى الله عليه وسلم - المنجنيق ، وقذف به القذائف ، حتى أحدث بجدار الحصن شدخًا ، ثم دخل نفر من المسلمين تحت دبابة من خشب ، يدخل الناس فى جوفها ، ثم يدفعونها فى اتجاه الحصن لينقبوه ، دخلوا تحتها ليحرقوا الجدار لكن عدوهم أرسل عليهم سكك الحديد المحماة بالنار ، فخرجوا من تحتها ، فرشقوهم بالنبل وقتلوا منهم رجالا ،،،

وهنا لجأ - صلى الله عليه وسلم - إلى الحرب المعنوية ، فأمر جيشه بقطع الأعناب وتحريقها ، فقطعها المسلمون قطعًا ذريعًا لم يوقفه إلا رجاء ثقيف أن يدعها لله والرحم ، فتركها لله والرحم ، وهو موقف - ولاشك - عجيب ،،،

ثم أمر النبى - صلى الله عليه وسلم - مناديه فنادى فى أهل الحصن :-
أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر .
وسرعان ما خرج إلى المسلمين ثلاثة وعشرون رجلاً ، منهم أبو بكرة الذى تدلى من سور الحصن ببكرة مستديرة فكنى بها ، وقد أعتقهم - صلى الله عليه وسلم - ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الحصن مشقة عظيمة ، وظل الموقف على هذا الحال ، لم يحالف الانتصار فريقًا منهما ، إلا أن الانتصار كان مصيرهما معًا .

الرحيل من الطائف ،,،،

إن المسلمين الذين كانوا يستمعون إلى أنفسهم المتسائلة :- ماذا سيحدث لو دام الحصار ؟
فيجيبونها :- سينهار العدو حتمًا ويستسلم أو نقاتله فنهزمه -
إن هؤلاء المسلمين وقد مر عليهم أربعون يومًا ، صار بعضهم يتساءل قائلاً :- وماذا سيحدث لو تركناهم محبوسين فى حصنهم؟
ولعل نوفل بن معاوية الديلى ، قد أجاب عن هذا السؤال ، حين استشاره النبى - صلى الله عليه وسلم - فيما يصنع فقال :-
هم ثعلب فى جحر ! إن أقمت عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك .

وهنا عزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رفع الحصار والرحيل ، فأمر عمر بن الخطاب فنادى فى الناس :- إنا قافلون غدًا إن شاء الله .
لكن المسلمين ثقل عليهم ذلك وقالوا :- نذهب ولا نفتحه ؟
فقال لهم النبى :- اغدوا على القتال ، فغدوا فأصابتهم الجراح ،،،
فقال :- إنا قافلون غدًا إن شاء الله ،
ففرحوا بذلك وأطاعوا وجعلوا يرحلون ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم - يضحك ، وأمرهم النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يقولوا :-
آيبون تائبون عابدون ، لربنا حامدون ،،،،
وقد سألوه أن يدعو على ثقيف ،
فقال :-
اللهم اهد ثقيفًا وآت بهم .

قسمة الغنائم ،،,،

إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - الذى دعا ربه عند رحيله قائلاً :- اللهم اهد ثقيفًا وآت بهم ؛؛
قد ظل بضع عشرة ليلة بالجعرانة لا يقسم الغنائم ، انتظارًا لقدوم هوازن تائبة ، فيرد عليهم ما فقدوه ، لكن أحدًا منهم لم يأت إليه - صلى الله عليه وسلم - فبدأ بقسمة المال ليسكت النفوس المتشوفة لمتاع الدنيا ، وأعطى رجالاً يتألف قلوبهم ، فأعطى أبا سفيان بن حرب أربعين أوقية ومائة من الإبل ،،،
فقال :- ابنى يزيد ؟
فأعطاه مثلها ،،،
فقال :- ابنى معاوية ؟
فأعطاه مثلها .
وأعطى حكيم بن حزام مائة من الإبل ، فطلب أخرى فأعطاه مائة أخرى ، وأما صفوان بن أمية ، فقد أعطاه مائة فمائة فمائة وكذا غيرهم ، ثم أعطى آخرين خمسين خمسين وأربعين أربعين ؛؛
حتى صار الناس يقولون :- إن محمدًا يعطى عطاء من لا يخشى الفقر ، وازدحم عليه الأعراب ، الذين ازدحموا منذ أيام ، فرارًا من حنين ، ازدحموا عليه يطلبون المال حتى اضطروه إلى شجرة ، فانتزعت رداءه !!
فقال :-
أيها الناس ، ردوا علىّ ردائى ، فوالذى نفسى بيده لو كان عندى شجر تهامة نعمًا لقسمته عليكم ، ثم ما ألفيتمونى بخيلاً ولا جبانًا ولا كذابًا .

وهذا المنظر لا يستدعى إلى أذهاننا إلا التسليم بصفات البشر أولئك الذين يخرجون عن ديارهم وأموالهم مهاجرين طواعية ، والذين يؤثرون إخوانهم ولو كان بهم خصاصة ، وأولئك الذين يزاحمون نبيًا حتى يسقطون رداءه ، طمعًا فى بعض الرؤوس !
وقد قام النبى - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أعطى المؤلفة قلوبهم بتقسيم الغنائم على الناس ، فأعطى الراجل أربعًا من الإبل وأربعين شاة ، وأعطى الفارس اثنى عشر بعيرًا وعشرين ومائة شاة ، عدا ما قسمه بينهم من السبى .

حزن الأنصار ،،,،

وقف الأنصار الذين دعاهم النبى - صلى الله عليه وسلم - حين فر عنه الناس - وقفوا ينظرون بعيون دهشة ، إلى غنائم حنين ، وهى تفرق بين الناس ، ذات اليمين وذات الشمال ، دون أن يصيبهم منها شىء ، ولله در الأنصار ! الذين اصطفاهم الله لدعوته اصطفاء .

إنهم حين حزنوا لتفضيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواهم عليهم ، لم يصنعوا كما يصنع كثير من الناس ، حين يتظاهرون بعدم الاكتراث ، ويرسمون ابتسامات عريضة على شفاههم ، ليس لها فى قلوبهم نصيب ثم يؤكدون بحسم أنهم فوق هذه الأغراض التافهة ، والمقاصد الحقيرة ، لأنهم لم يفعلوا شيئًا من ذلك ، إنما أرسلوا كبيرهم سعد بن عبادة ، يتحدث بشجاعة ووضوح ، قائلاً للنبى - صلى الله عليه وسلم -:-
يا رسول الله ، إن هذا الحى من الأنصار قد وجدوا عليك فى أنفسهم لما صنعت فى هذا الفىء الذى أصبت ! قسمت فى قومك ، وأعطيت عطايا عظامًا فى قبائل العرب ، ولم يك فى هذا الحى من الأنصار منها شىء
فسأله - صلى الله عليه وسلم -:-
فأين أنت من ذلك يا سعد ؟
ومرة أخرى لا يصنع سعد ما تصنعه الوسطاء حين يعتذرون للرؤساء بأنهم ليسوا إلا ناقلى خبر ، وأن كلام القوم لا يرضيهم تمامًا ، وإنما أجاب فى صراحة :-
يا رسول الله ، ما أنا إلا من قومى ,,،
فقال له صلى الله عليه وسلم -:- فاجمع لى قومك فى هذه الحظيرة .
وجمعهم سعد ؛؛

فأتاهم النبى صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه ،
وقال :-
يا معشر الأنصار ، ما قالة بلغتنى عنكم ، وجدة وجدتموها علىّ فى أنفسكم ؟ ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله ؟ وعالة فأغناكم الله ؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟
قالوا :- بلى ، الله ورسوله أمن وأفضل ،
فقال :- ألا تجيبونى يا معشر الأنصار ؟
قالوا :- بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ولرسوله المن والفضل ..،
قال :- أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصدقتم ولصدقتم ،,,
أتيتنا مكذبًا فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريدًا فآويناك وعائلاً فآسيناك
أوجدتم يا معشر الأنصار فى أنفسكم فى لعاعة من الدنيا تألفت بها قومًا ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟
فوالذى نفس محمد بيده ، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبًا وسلكت الأنصار شعبًا لسلكت شعب الأنصار ،...,
اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا :- رضينا برسول الله قسمًا وحظًا .
ثم انصرف النبى - صلى الله عليه وسلم - وتفرقوا .

قدوم وفد هوازن ،,،،

لكل أجل كتاب ، تسعة عشر يومًا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظر قدوم هوازن تائبة ليرد لها غنائمها ، لكنها لا تأتى ، ثم هاهو الآن ما يكاد يجلس بعد أن فرغ من تقسيم الفىء ، حتى يفاجأ بأربعة عشر رجلاً ، هم وفد هوازن ، يقدمون عليه تائبين ، سائليه بكلام ترق له القلوب ، أن يرد عليهم سبيهم وأموالهم ،,,

فقال لهم - صلى الله عليه وسلم -: - إن معى من ترون ، وإن أحب الحديث إلى أصدقه ، فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم ؟
فقالوا :- ما كنا نعدل بالأحساب شيئًا ،,,,
فنصحهم - صلى الله عليه وسلم - أن يقوموا بعد صلاة الظهر ،,,
فيقولون :- إنا نستشفع برسول الله إلى المؤمنين ، وبالمؤمنين إلى رسول الله أن يرد علينا سبينا ، ففعلوا ،,,
فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -:- أما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم وسأسأل لكم الناس ،,,
فأسرع المهاجرون والأنصار قائلين :- ما كان لنا فهو لرسول الله .
وقال الأقرع بن حابس :- أما أنا وبنو تميم فلا ,,،
وكذلك قال عيينة بن حصن :- أما أنا وبنو فزارة فلا ،,,
وتبعهم عباس بن مرداس فقال :- أما أنا وبنو سليم فلا ،,,
لكن بنى سليم قالوا :- ما كان لنا فهو لرسول الله .
فقال لهم ابن مرداس :- وهنتمونى .

وهنا عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرافضين عرضًا جديدًا،,,
فقال :-
إن هؤلاء القوم قد جاءوا مسلمين ، وقد كنت استأنيت سبيهم ، وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئًا ، فمن كان عنده منهن شىء فطابت نفسه بأن يرده فسبيل ذلك ، ومن أحب أن يستمسك بحقه فليرد عليه وله بكل فريضة ست فرائض من أول ما يفىء الله علينا ،,,
فرد الناس جميعًا ما بأيديهم من النساء والأبناء .

العمرة والانصراف إلى المدينة ،,،،

فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قسمة الغنائم بالجعرانة ، فأهل معتمرًا منها ثم أدى العمرة ، وقفل راجعًا إلى المدينة ، بعد أن ولى على مكة عتاب بن أسيد ، وقد كان رجوعه إلى مدينته المحبوبة فى الرابع والعشرين من ذى القعدة سنة ثمان من الهجرة .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


** { عمال الصدقات } **

ما إن بدا فى الأفق هلال المحرم من سنة تسع من الهجرة ، حتى طفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرسل المصدقين ، وهم جامعو الزكاة إلى القبائل ، وتلك قائمة بأسمائهم وأماكن توجههم :



ولم يكن إرسال هؤلاء العمال كلهم فى المحرم من سنة تسع من الهجرة ، وإنما تأخر العديد منهم لحين إسلام تلك القبائل .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** { السرايا بعد رجوعه إلى المدينة } **

إن ظهور أمر الإسلام بجزيرة العرب ، واستتباب الأمن بها ، لا يعنى زوال الخارجين على أمره تمامًا ، فلكل عصر أهل حقه وأهل باطله ، نعم قد يزيد هؤلاء أو يقل أولئك ، لكن أحد الفريقين لا ينتهى بحال .
وعلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذن واجب لا مفر منه ، ولا راحة عنه فى مواجهة أولئك المارقين ؛ ولذا فقد شرع فى إرسال السرايا للخارجين فى الوقت نفسه الذى بدأ فيه إرسال المصدقين إلى الطائعين فكانت هذه السرايا الخمس :-


سرية عيينة بن حصن ،,،،

أغرت بنو تميم القبائل بعدم دفع الجزية ، فأرسل إليهم النبى - صلى الله عليه وسلم - عيينة بن حصن الفزارى فى المحرم سنة تسع من الهجرة فى خمسين فارسًا ، ليس فيهم مهاجر ولا أنصارى ؛ وكمن لهم عيينة ، حتى هجم عليهم فى الصحراء ، فولوا مدبرين ، وعاد إلى المدينة وقد أخذ منهم أحد عشر رجلاً ، وإحدى وعشرين امرأة ، وثلاثين صبيًا ، فأنزلوا فى دار رملة بنت الحارث .

سرية قطبة بن عامر ،،,،

خرج قطبة بن عامر ، فى صفر سنة تسع من الهجرة إلى حى من خثعم بناحية تبالة ، بالقرب من تربة فى عشرين رجلاً ، على عشرة أبعرة يعتقبونها ، فشن الغارة ، واقتتل الفريقان قتالاً شديدًا ، حتى كثر الجرحى فى كليهما ، وقتل قطبة مع من قتل ، لكن المسلمون انتصروا ، وعادوا إلى المدينة يسوقون النعم والشاء والنساء .

سرية الضحاك بن سفيان ،,،،

ذهب الضحاك بن سفيان الكلابى إلى بنى كلاب ليدعوهم إلى الإسلام ، لكنهم أبوا وشرعوا فى القتال ، فقاتلهم المسلمون وهزموهم ، وقتلوا من المشركين رجلاً .

سرية علقمة بن مجزر ،,،،

سبحان مغير الأحوال ! إن مكة التى كانت مصدر حرب للمسلمين ، صارت اليوم تنعم بحماية المسلمين لها ، اجتمع رجال من الحبشة بالقرب من سواحل جدة ، للقيام بأعمال القرصنة ضد أهل مكة ، فأرسل إليهم النبى - صلى الله عليه وسلم - علقمة بن مجزر المدلجى ، فى ثلاثمائة رجل فى شهر ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة ؛ ولما وصل علقمة الشاطئ خاض البحر حتى وصل إلى جزيرة به ، فسمعت بمسيره الأحباش ، وأسرعوا بالهرب .

سرية على بن أبى طالب ،,،،

بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بن أبى طالب فى مائة وخمسين رجلاً على مائة بعير وخمسين فرسًا ، إلى صنم لطىء يقال له :- القلس ؛ ليهدمه ، فشن الغارة على محلة حاتم وهدم صنمهم ، وعاد إلى المدينة ، وقد ملأ المسلمون أيديهم من السبى والنعم والشاء ، وهرب عدى بن حاتم الطائى إلى الشام ، وكان فى السبى أخت عدى فاستعطفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأطلقها .

إطلاق أخت عدى بن حاتم ،,،،

إن عجوزًا فى السبى لم يعجبها أن تصبح فى هذا الوضع المهين فقامت من مكانها ، وسارت بخطا يحدوها الأمل ، وتثقلها قيود الأسر ، سارت وذكريات أبيها حاتم الطائى أكرم العرب ، ومضرب أمثالهم فى الكرم تتردد على ذهنها ، واشتياقها لرؤية أخيها عدى ، الذى فر إلى الشام ، يؤجج نار قلبها ، وما هى إلا دقائق حتى انتهى بالعجوز مسيرها إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -
فقالت له :- يا رسول الله ، غاب الوافد ، وانقطع الوالد ، وأنا عجوز كبيرة ما بى من خدمة ، فمنّ على ، منّ الله عليك ،،،
فسألها النبى - صلى الله عليه وسلم -:- من وافدك ؟
فقالت :- عدى بن حاتم ،
وهنا عاتبها - صلى الله عليه وسلم - برقة قائلاً :- الذى فر من الله ورسوله ؟ ثم مضى ،
فأعادت عليه قولها فى الغد ،,, فأجابها بمثلها ،,,
فجاءته فى اليوم الثالث ، فمن عليها وكان إلى جانبه رجل ، ترى أنه على ، نصحها بأن تسأله -صلى الله عليه وسلم - الحملان ، ففعلت ، فأمر لها به ، ومضت فى طريقها حتى دخلت على أخيها بالشام قائلة له :- لقد فعل فعلة ما كان أبوك يفعلها ، ائته راغبًا أو راهبًا ،,,
فأتاه عدى بغير أمان ولا كتاب ، ثم أسلم بين يديه
.

1- عيينة بن حصن إلى بنى تميم .
2- يزيد بن الحصين إلى أسلم وغفار .
3- عباد بن بشير الأشهلى إلى سليم ومزينة .
4- رافع بن مكيث إلى جهينة .
5- عمرو بن العاص إلى بنى فزارة .
6- الضحاك بن سفيان إلى بنى كلاب .
7- بشير بن سفيان إلى بنى كعب .
8- ابن اللتبية الأزدى إلى بنى ذبيان
9- المهاجر بن أبى أمية إلى صنعاء .
10- زياد بن لبيد إلى حضرموت
11- عدى بن حاتم إلى طىء وبنى أسد .
12- مالك بن نويرة إلى بنى حنظلة .
13- الزبرقان بن بدر إلى بنى سعد ( إلى قسم منهم ) .
14- قيس بن عاصم إلى بنى سعد ( إلى قسم آخر منهم ) .
15- العلاء بن الحضرمى إلى البحرين .
16- على بن أبى طالب إلى نجران ( لجمع الصدقة والجزية معًا ) .




رد مع اقتباس