المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة نجاح مؤسس البنك العربي عبد الحميد شومان


ahmadsalaymeh
27-03-2014, 09:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الحميد شومان"
مؤسس البنك العربي"
كانت فكرة انشاء بنك عربي ، حلماً راود خيال عصامي عربي فلسطيني ذكي اسمة عبد الحميد شومان ، ولد في قرية بيت حنينا قضاء القدس في فلسطين عام 1889 م ، وتلقى تعليمه الاولي في الكتاب ، ولم يذهب بعده الي مدرسة اخرى بل أصبح عاملاً في محاجر القرية ، يكسب معيشته في نقل الصخور ، وكان موجات الهجرة الي امريكا ، من سوريا وفلسطين ، وقد اشتد في أواخر العهد العثماني ، بسبب الضائقة الاقتصادية التي احاطت بالبلاد ، هاجر عبد الحميد شومان فيمن هاجر بحثاً عن آفاق جديدة والارتزاق ووصل الولايات المتحدة الامريكية في صيف عام 1911 ، وعمل خلال الايام الاولى بائعاً متجولاً ، كما كان يفعل كثير من المهاجرين في بداية وصولهم ، فإذا جمع شيئا ً من المال افتتح محلاً تجارياً صغيراً ثم طوره تدريجياً الي متجر كبير في نيويورك واطلع هناك على ماتقدمه البنوك الامريكية من خدمات متنوعة ولم ينقطع في الوقت نفسه عن متابعة أخبار وطنه وفكر بتأسيس بنك عربي ، بعدما أطلق طلعت حرب في القاهرة بنك مصر، عام1929 أسس مع طلعت حرب بنك المصري الفلسطيني- وفي تلك السنة اندلعت في فلسطين الثورة التي يسميها بعض المؤرخين ثورة البراق حيث انتشرت الاضطرابات ، ووقعت اشتباكات دامية بين أصحاب الأرض الفلسطينين واليهود المهاجرين الجدد وسلطات الانتداب البريطاني ، مما حمل طلعت حرب على التراجع تاركاً شومان لوحده فمضى في تنفيذ الفكرة لوحده وأسس البنك العربي مع ثمانية مساهمين وعشرة موظفين وبرأس مال قدرة 15 ألف جنيه فلسطيني وسجل البنك رسمياً بالحادي والعشرين من أيار مايو عام 1930
عانى البنك العربي من مشاكل عهد الانتداب ومقاومة الصهيونية وتحيز حكومة الانتداب لكنه استطاع ان يواجه هذه الاحداث جميعاً بقوة وصلابة واصبح من اكبر مصارف العالم ومن أحسنها سمعة .
عندما أســس عبــد الحميد شومان البنك العربي في القدس عام 1930، كانت غايته بناء مؤسسة مالية ومصرفية تخدم العالم العربي بأسره وليس بلده فلسطين فقط. وبعد أكثر من 70 عاماً أصبح البنك، والذي ابتدأ بسبعة من حملة الأسهم بقيمة 15000 جنيه فلسطيني، مؤسسة عالمية بميزانية تبلغ 26 بليون دولار أمريكي، وحقوق مساهمين قيمتها 2 بليون دولار، و أرباح بلغت 225 مليون دولار أمريكي في عام 1999.
هاجر عبد الحميد شومان إلى الولايات المتحدة وعرف مدى الحاجة والأهمية لوجود بنك ملتزم بتنمية الاقتصاديات العربية، خصوصا بعد أن أمضى 18 عاما فيها في ممارسة عملا تجاريا ناجحا في الولايات المتحدة أدرك من خلاله أهمية تأسيس البنك العربي الذي جاء في مرحلة كانت فيها دول المنطقة تعيش مخاض الاستقلال، وقد قام البنك بدوره حينئذ في مساعدة هذه الدول على تأسيس نفسها كدول حديثة.
وبالرغم من أن الدرب لم يكن سهلاً إلاّ أن البنك استطاع تحقيق النجاح في ظل الاضطراب السياسي المحلي والإقليمي، والمصاعب التي واجهها.
وخلال مسيرته الناجحة حصل البنك على سمعة رفيعة في العالم العربي والخارج بسبب إدارته المحافظة وكفاءة إدارته، إضافة إلى ما عُرف عنه من إصرار في مواجهة الصعاب. ومع أن عبد الحميد شومان لاقى وجه ربه، إلا أن رؤيته باقية حية متمثلة بالنجاح الباهر الذي يحققه البنك العربي اليوم .
في عام 1929 عاد مؤسس البنك العربي عبد الحميد شومان إلى القدس من المهجر جالباً معه ثروة كونها من عمله التجاري الناجح في نيويورك، وإدراكاً قويا للدور الأساسي الذي تلعبه المصارف في التنمية والتجارة .
وعند عودته كان هناك بنك محلي عربي واحد وهو "بنك مصر" الذي أسسه الوطني المصري "طلعت حرب" عام 1920. في البداية حاول شومان أن يعمل مع طلعت حرب ليؤسس الاثنان البنك المصري الفلسطيني والذي كان مقدراً لرأسماله أن يكون 100000 جنيه فلسطيني يقوم بدفعه مناصفة مستثمرون فلسطينيون ومصريون، لكن التطورات السياسية في فلسطين أعاقت هذه الجهود، ففي عام 1929 انتفض الفلسطينيون ضد الهجرة اليهودية المتزايدة والاستيطان الصهيوني في بلادهم، وقرر طلعت حرب أن يجمد استثماره في المشروع ولكن شومان أصر على أن يمضي فيه قدما.
وعندما فقد مستثمرون فلسطينيون آخرون الثقة بالمشروع بسبب الاضطرابات السياسية، قام شومان بجمع عدد من أفراد عائلته وصديقين مقربين واستثمر نقوده وابتدأ بمشروعه برأس مال قدره 15000 جنيه فلسطيني فقط. وتم تسجيل البنك العربي في 21 أيار 1930 ليبدأ البنك بالعمل في القدس في 14 تموز 1930 وبذلك أرسيت أسس مؤسسة عربية رائدة.

شاءت الظروف ان ينذر عبد المجيد شومان نفسه لهدف سام في حياته التي تميزت بالاستغراق العميق في العمل والتقصي والاجتهاد والتزود بالعلم . فمنذ ان تفتحت عيناه في قرية بيت حنينا في فلسطين الى سفره الى الولايات المتحدة الاميركية ثم حصوله على درجة الماجستير في الاقتصاد وعودته الى الانخراط بالعمل في البنك العربي الذي تأسس في العام 1930 وهو يقف الى جانب والده في ادارة هذا البنك وسط اجواء سياسية مشحونة حيث الهجرات اليهودية المتعاقبة على ارض فلسطين وحيث المخاطر والتواطؤ الدولي المسلح بالانتداب.

غير ان هذه الاجواء لم تمنع عبد المجيد الابن من جعل القضية الفلسطينية ضمن اهتماماته حين عكف على اتمام مشروع البنك العربي ليكون بنكاً لكل العرب ونموذجاً في مجال التعاون العربي المشترك.

ولانه المتميز بالحصافة وسعه الافق راح عبد الحميد يمزج بين تربيته الملتزمة وتعليمه المتفتح من جهة وبين الحداثة والأصالة من جهة اخرى في اعلان دوره الثقافي والاجتماعي الفعال الذي ادى الى انشاء مركز البنك العربي للبحث العلمي وجائزة عبد الحميد شومان العالمية للقدس التي انشئت في عمان في العام 1999 بمنحة كريمة لتمنح لمجموع الاعمال تقديراً للمسيرة الفكرية والعلمية والادبية والفنية التي تتوافر فيها الاصالة والتميز وتكون ذات اضافة حقيقية للمعرفة عن القدس وعن عروبتها : نشأة وموقعاً
وتاريخاً وسكاناً وحضارة وقضية. والى جانب اهتماماته العلمية والانسانية وتمشياً مع نشاطاته التي تمليها عليه مواقفه القومية وايمانه بأهمية البحث العلمي واشاعة التنوير الثقافي قرر عبد الحميد شومان تخصيص جزء من ارباح البنك العربي لانشاء مؤسسة غير ربحية تعنى بشؤون العلم والثقافة في الوطن العربي فكانت "مؤسسة عبد الحميد شومان" التي نهضت للاسهام في دعم البحث العلمي والدراسات الانسانية وتوفير سبل النهوض بالثقافة والفنون والاسهام في تشجيع العلماء والمختصين من خلال دعم ابحاثهم وتخصيص جوائز سنوية لحفزهم على الابتكار وتوفير مناخات البحث اللازمة لهم .

ومن اجل تعزيز هذا التوجه ثم انشاء مكتبة عبد الحميد شومان العامة في العام 1986 التي تضم مجموعات من المراجع والكتب والدوريات فضلاً عن انها تضم مكتبة الكترونية توفر للباحث الاطلاع على قاعدة متسعة للبيانات تصله بالمستجدات العلمية المتسارعة في عصر انفجار المعلومات.

وفي سبيل البحث العلمي ايضاً تم في العام 1999 انشاء صندوق خاص لدعم البحث العلمي وقد باشر الصندوق اعماله بالتعاون مع الجامعات الاردنية وبدأ بدعم ابحاث في حقول الطب والتمريض والصيدلة والكيمياء والعلوم الحياتية والفيزياء والهندسة والاقتصاد.

وقد عملت مؤسسة شومان على توفير المناخ اللازم لتفاعل افكار اصحاب المشاريع الفكرية والعلمية بالقاعدة العريضة من الناس حيث شكل منتدى عبد الحميد شومان الثقافي منبراً حراً للقاء أبرز المفكرين والعلماء والمثقفين المبدعين من خلال استقطاب الطاقات الفكرية الاردنية والعربية منذ تأسيسه في العام 1986



وايماناً من مؤسسة شومان بأن الفنون ثروة قومية اصيلة وبان افضل نهج لضمان بقاء الفن واستمراره هو توفير الدعم للفنانين والوقوف الى جانب المواهب الخلاقة حيث دأبت المؤسسة منذ العام 1988 على تشكيل الفنون التشكيلية من خلال اقامة معارض لفنانين من الاردن والعالم العربي وتنظيم المحاضرات المتخصصة والامسيات الشعرية والنقدية وقد تم تطوير هذه الفكرة ودفعها الى الامام بانشاء دارة الفنون في العام 1993 لتشكيل ملتقى للفنانين ولجمهور الفن التشكيلي ولا ينسى ايضاً سعي المؤسسة لتنويع نشاطاتها الثقافية من خلال تشجيع قيام تفاعل اوسع مع الثقافة العربية وتميزها من الثقافات بانشاء برنامج يختص بالسينما يتم من خلاله عرض افلام يجري اختيارها بعناية بدءاً من الروائع الكلاسيكية وحتى الافلام التجريبية التي تجتذب اعداداً كبيرة من الجمهور من مختلف البيئات والاذواق.
كان توسع البنك العربي في مراحله الأولى داخل فلسطين فقط، حيث فتح فروعاً في يافا (1931)، وحيفا(1932)، ونابلس (1933). وبحلول عام 1934 كان البنك مستعدا للتوجه إلى دول عربية أخرى، وتم افتتاح فرعه الأول في عمان عام 1934. ولكن اندلاع الحرب في أثيوبيا، واستمرار الاضطرابات السياسية في فلسطين عام 1936، ثم اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939، أدى إلى توقف هذا التوسع، ورغم ذلك واصل البنك نموه بثبات في فلسطين.

وبحلول عام 1936 كان رأس مال البنك العربي قد نمى ليبلغ 45000 جنيه فلسطيني. وفي عام 1940 زاد رأس المال إلى 103000 جنيه فلسطيني، وبلغ حجم الودائع 183676 جنيها، وأعلن البنك عن أرباح صافية قدرها 1744 جنيها.

في ذلك الوقت، أرسى البنك منهجا لا يزال يميزه عن غيره إلى اليوم. فعند اندلاع الحرب هرع العديد من المودعين في فلسطين إلى البنوك ليسحبوا ودائعهم، ونتيجة لذلك قامت حكومة الانتداب بإصدار مرسوم خاص للبنوك يحدد نسب سحب الودائع خلال فترات معينة وأعلنت عن استعدادها لتزويد البنوك بالمساعدات المالية، لكن ذلك لم يكن ليؤثر على المنهج الذي اختطه البنك العربي لنفسه، حيث قام بدفع النقود للمودعين عند الطلب بالكامل فورا ودون تحفظات، وهو منهج يلتزم به البنك دائما في جميع البلدان التي يعمل فيها .

توسعت التجارة في فلسطين فور زوال الصدمة الأولية الناتجة عن اندلاع الحرب عام 1939 لتلبية احتياجات قوات الحلفاء في المنطقة، ثم سرعان ما اتجه البنك نحو التوسع بافتتاح فروع جديدة مبتدئا بفرعي إربد ودمشق (1943)، ثم بيروت والقاهرة (1944)، وبغداد وحلب (1945)، وطولكرم وغزة والموصل (1946)، والإسكندرية (1947).

و ما بين 1930 إلى 1947، بدأ البنك بتحقيق حلم مؤسسه الأول. ولكن التطورات السياسية عام 1948 أدت إلى وضع البنك على طريق جديد .
تتراجع أبداً قوة اندفاع البنك العربي إلى الحلبة العالمية، فاليوم أصبح مؤسسة مصرفية عالمية إضافة إلى كونه مؤسسة مصرفية عربية.

وفي الواقع، فإن فروع وعمليات البنك العربي في أوروبا تشكِّل الحصة الكبرى من مجموع الموجودات، ومجموع القروض، والودائع والدخل، في حين أن الدول العربية (باستثناء الأردن) تقع في المرتبة الثانية. وقد كان أسلوب البنك في التوسع متنوعا ومرنا. فالبنك العربي (سويسرا) هو شركة تابعة يمتلكها حملة أسهم البنك العربي ش.م.ع، في حين أن البنك العربي Ag في فرانكفورت، والبنك العربي في أستراليا، والبنك العربي (النمسا) هي مؤسسات تابعة خاصة، وأسس مؤخراً البنك العربي الإسلامي الدولي في عمّان، وأعاد امتلاك البنك العربي للمغرب بالكامل.

كما أن البنك يمتلك حصة 64.24 بالمائة في البنك العربي التونسي، و55 بالمائة في البنك العربي الفلسطيني للاستثمار، وله حصص تتراوح ما بين 30-50 بالمائة في شركات تابعة في عُمان، المملكة العربية السعودية ولبنان.

ولم يكن النمو مسألة حجم فقط، بل كان يعني أيضا الدخول في مجالات عمل جديدة. ففي سنواته الأولى في فلسطين والمنطقة ركّز البنك على تمويل العمليات التجارية وعمليات البناء الصغيرة.

وعندما تسارعت عجلة النمو في العالم العربي بسبب عوائد النفط في السبعينات لعب البنك العربي دورا متناميا وفاعلاً في تمويل المشاريع الضخمة بشكل مباشر ومن خلال المشاركة في القروض الجماعية.

وفي عقد التسعينات أضاف البنك العربي عمليات التمويل المصرفية إلى خدماته الأساسية.
وقد طوّر البنك أساليبه حيث تم إنشاء صناديق استثمارية مختلفة في أماكن عديدة من العالم في آسيا، وأوروبا، وكذلك في الأردن ولبنان، وأيضاً في مصر، ودولة الإمارات العربية المتحدة ، وقطر والبحرين وقبرص وفلسطين، مؤسساً محافظ استثمارية متنوعة في هذه الدول .

محمد عواد
27-03-2014, 11:04 PM
لايك يا فلسطيني ...:1 (105):

أ.نادر غيث
28-03-2014, 07:35 PM
عندي حساب بنكي فيه :)
بنك له فروع باغلب دول العالم ..
وهذا مثال لصاعدين من القاع الى القمة ..