عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2011, 08:03 AM   المشاركة رقم: 37
الكاتب
ابو تراب
موقوف

البيانات
تاريخ التسجيل: Sep 2010
رقم العضوية: 1280
المشاركات: 4,090
بمعدل : 0.82 يوميا

الإتصالات
الحالة:
ابو تراب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو تراب المنتدى : منتدى الاخبار و التحليل الاساسى
افتراضي رد: اخبار وتحليلات فنية لاسواق المعادن والعملات والنفط


في الوقت الذي بدأت فيه واشنطن وحلفاؤها يتحدثون بهدوء يوم الجمعة الماضي عن رد قوي على الأزمة الليبية، صعد وزير الدفاع الأمريكي إلى المنصة في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت في نيويورك، ليدلي بتصريح مفاجئ.

قال روبرت جيتس إن أي وزير دفاع يشير إلى الرئيس في المستقبل بأن يرسل قوات برية كبيرة إلى آسيا، أو منطقة الشرق الأوسط، أو إفريقيا ''ينبغي أن يتم التأكد من سلامة عقله، كما عبر الجنرال ماك آرثر بصورة لبقة''.

كان ذلك تصريحاً لافتاً من جانب واحد من أكثر البيروقراطيين المتمرسين في الأمن القومي في البلد، وشخص أشرف على زيادة القوات العاملة في العراق، ومنذ عهد أقرب في أفغانستان.

لقد احتلت هذه السطور القليلة ـــ في خطاب مدروس موجه إلى المرشحين في الأكاديمية حول كيف ينبغي أن يقوم الجيش الأمريكي بتدريب الضباط العصريين ـــ قليلاً من العناوين الرئيسية، على اعتبار أنها جاءت متأخرة في دائرة الأخبار الأسبوعية.

لكن مع النقاش الهادئ لدرجة الغرابة، الدائر في واشنطن حول الكيفية التي ينبغي أن ترد بها الولايات المتحدة على التغيرات المهمة في منطقة الشرق الأوسط، بلور هذا التصريح مجيء عهد جديد في السياسة الخارجية الأمريكية.

الجدل السياسي في واشنطن هذه الأيام يحركه مزيج ساخن من الحزبية العميقة، والوقود النفاث المحرك لأخبار محطات البث عبر الكابل على مدى 24 ساعة. لكن هذا الوقود النفاث كان غائباً إلى حد كبير عن الحديث حول رد الرئيس باراك أوباما على الأحداث الدرامية التي بدأت تتكشف في منطقة الشرق الأوسط.

لقد واجهت الإدارة في بعض الأوقات صعوبة في مواكبة الخطى السريعة للأحداث التي تشهدها بلدان منطقة الشرق الأوسط. ويقول بعض المنتقدين إن البيت الأبيض لم يساند بقوة المحتجين المطالبين بالديمقراطية في وقت مبكر بما فيه الكفاية.

وحث أعضاء في مجلس الشيوخ، مثل جون ماكين، على اتخاذ موقف عسكري أكثر عدوانية تجاه ليبيا لإزاحة معمر القذافي عن السلطة. وعاد المحافظون الجدد الذين جمعوا بين المثالية الديمقراطية والقوة العسكرية الغاشمة بآثار سياسية مدمرة في أعقاب 11/9، إلى الواجهة أيضاً، لكن بصورة معتدلة فقط وعلى هوامش الجدل.

وفي وقت من الأوقات كان الجمهوريون يسيطرون على مسألة الأمن القومي في واشنطن، لكن في البيئة الحالية، فإن قلة الاستعداد لديهم لانتقاد وتصحيح معالجة أوباما الأزمة. ويعترف معظم الجدل بأن الإدارة لاعب صغير في الشارع العربي وأنه ليس من السهل بأية حال التوفيق بين مصالح السياسة الخارجية التقليدية وتشجيع الديمقراطية.

إن التردد وعدم الرغبة في تسييس الأزمة له جذور أعمق من مجرد القلق بشأن مساندة الطرف الخطأ في الصراعات المدنية البعيدة. بعد عشرة أعوام من الحرب، باتت الولايات المتحدة اليوم بلدا مختلفا يعاني عجوزات قياسية في الميزانية ويعاني ''إرهاق التدخل''، حسب تعبير ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة فكرية.

في هذا الإطار، فإن تصريح جيتس عن جنون إرسال قوات برية أمريكية إلى الخارج يبدو ببساطة كأنه من المبادئ المعروفة لأي إنسان عاقل. فقد قال آرون ديفيد ميلر، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية: ''إنه اعتراف نادر جداً بشيء صحيح تماماً، لكن قلما يصدر عن شخص بهذه المكانة''.

وسارع جيتس إلى التخفيف من حدة ما دعاه ''حديثاً فضفاضاً'' عن قيام الغرب بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وذكّر الكونجرس في شهادة قدمها يوم الأربعاء، بأن هذه السياسة ينبغي أن تبدأ بمهاجمة دفاعات ليبيا الجوية.

إن التحول عن التدخل القوي إلى العزلة النسبية له جذور متأصلة في الداخل كذلك. فالتركيز السياسي للجمهوريين منصب بقوة على عجز الميزانية والتأكد من أن أي انحراف عن الاقتصاد الصارم يعتمد على أوباما.

وبالنسبة للجمهوريين، فإن الاحتجاجات على خفض الإنفاق على الميزات والعوائد في ماديسون، في ولاية ويسكونسين، أهم من الثوار في بنغازي. وفي حين يمكن أن تكون الاحتجاجات في منطقة الشرق الأوسط قد استقطبت اهتماماً عاماً في الولايات المتحدة، يقول هاس ''إنها لم تستحوذ على انتباه الرأي العام''.

وفي أعقاب الخطاب الذي ألقاه جيتس في أكاديمية ويست بوينت، سارع هو والناطق باسمه لتوضيح أن ما كان يقصده وزير الدفاع حقيقة هو إجبار الجيش على التركيز على كيفية خوض أنواع جديدة من الحروب.

ومهما كانت الرسالة التي أراد أن يبعثها، فإن جيتس ربما كان يعلم أفضل من أي شخص أن الولايات المتحدة ليست أقل قدرة على أن تكون شرطي العالم فحسب، بل البلد وأهله، في الوقت الراهن، فقدوا كل شهية لهذه المهمة.



عرض البوم صور ابو تراب  
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 07-03-2011, 08:03 AM
ابو تراب ابو تراب غير متواجد حالياً
موقوف
افتراضي رد: اخبار وتحليلات فنية لاسواق المعادن والعملات والنفط


في الوقت الذي بدأت فيه واشنطن وحلفاؤها يتحدثون بهدوء يوم الجمعة الماضي عن رد قوي على الأزمة الليبية، صعد وزير الدفاع الأمريكي إلى المنصة في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت في نيويورك، ليدلي بتصريح مفاجئ.

قال روبرت جيتس إن أي وزير دفاع يشير إلى الرئيس في المستقبل بأن يرسل قوات برية كبيرة إلى آسيا، أو منطقة الشرق الأوسط، أو إفريقيا ''ينبغي أن يتم التأكد من سلامة عقله، كما عبر الجنرال ماك آرثر بصورة لبقة''.

كان ذلك تصريحاً لافتاً من جانب واحد من أكثر البيروقراطيين المتمرسين في الأمن القومي في البلد، وشخص أشرف على زيادة القوات العاملة في العراق، ومنذ عهد أقرب في أفغانستان.

لقد احتلت هذه السطور القليلة ـــ في خطاب مدروس موجه إلى المرشحين في الأكاديمية حول كيف ينبغي أن يقوم الجيش الأمريكي بتدريب الضباط العصريين ـــ قليلاً من العناوين الرئيسية، على اعتبار أنها جاءت متأخرة في دائرة الأخبار الأسبوعية.

لكن مع النقاش الهادئ لدرجة الغرابة، الدائر في واشنطن حول الكيفية التي ينبغي أن ترد بها الولايات المتحدة على التغيرات المهمة في منطقة الشرق الأوسط، بلور هذا التصريح مجيء عهد جديد في السياسة الخارجية الأمريكية.

الجدل السياسي في واشنطن هذه الأيام يحركه مزيج ساخن من الحزبية العميقة، والوقود النفاث المحرك لأخبار محطات البث عبر الكابل على مدى 24 ساعة. لكن هذا الوقود النفاث كان غائباً إلى حد كبير عن الحديث حول رد الرئيس باراك أوباما على الأحداث الدرامية التي بدأت تتكشف في منطقة الشرق الأوسط.

لقد واجهت الإدارة في بعض الأوقات صعوبة في مواكبة الخطى السريعة للأحداث التي تشهدها بلدان منطقة الشرق الأوسط. ويقول بعض المنتقدين إن البيت الأبيض لم يساند بقوة المحتجين المطالبين بالديمقراطية في وقت مبكر بما فيه الكفاية.

وحث أعضاء في مجلس الشيوخ، مثل جون ماكين، على اتخاذ موقف عسكري أكثر عدوانية تجاه ليبيا لإزاحة معمر القذافي عن السلطة. وعاد المحافظون الجدد الذين جمعوا بين المثالية الديمقراطية والقوة العسكرية الغاشمة بآثار سياسية مدمرة في أعقاب 11/9، إلى الواجهة أيضاً، لكن بصورة معتدلة فقط وعلى هوامش الجدل.

وفي وقت من الأوقات كان الجمهوريون يسيطرون على مسألة الأمن القومي في واشنطن، لكن في البيئة الحالية، فإن قلة الاستعداد لديهم لانتقاد وتصحيح معالجة أوباما الأزمة. ويعترف معظم الجدل بأن الإدارة لاعب صغير في الشارع العربي وأنه ليس من السهل بأية حال التوفيق بين مصالح السياسة الخارجية التقليدية وتشجيع الديمقراطية.

إن التردد وعدم الرغبة في تسييس الأزمة له جذور أعمق من مجرد القلق بشأن مساندة الطرف الخطأ في الصراعات المدنية البعيدة. بعد عشرة أعوام من الحرب، باتت الولايات المتحدة اليوم بلدا مختلفا يعاني عجوزات قياسية في الميزانية ويعاني ''إرهاق التدخل''، حسب تعبير ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة فكرية.

في هذا الإطار، فإن تصريح جيتس عن جنون إرسال قوات برية أمريكية إلى الخارج يبدو ببساطة كأنه من المبادئ المعروفة لأي إنسان عاقل. فقد قال آرون ديفيد ميلر، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية: ''إنه اعتراف نادر جداً بشيء صحيح تماماً، لكن قلما يصدر عن شخص بهذه المكانة''.

وسارع جيتس إلى التخفيف من حدة ما دعاه ''حديثاً فضفاضاً'' عن قيام الغرب بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وذكّر الكونجرس في شهادة قدمها يوم الأربعاء، بأن هذه السياسة ينبغي أن تبدأ بمهاجمة دفاعات ليبيا الجوية.

إن التحول عن التدخل القوي إلى العزلة النسبية له جذور متأصلة في الداخل كذلك. فالتركيز السياسي للجمهوريين منصب بقوة على عجز الميزانية والتأكد من أن أي انحراف عن الاقتصاد الصارم يعتمد على أوباما.

وبالنسبة للجمهوريين، فإن الاحتجاجات على خفض الإنفاق على الميزات والعوائد في ماديسون، في ولاية ويسكونسين، أهم من الثوار في بنغازي. وفي حين يمكن أن تكون الاحتجاجات في منطقة الشرق الأوسط قد استقطبت اهتماماً عاماً في الولايات المتحدة، يقول هاس ''إنها لم تستحوذ على انتباه الرأي العام''.

وفي أعقاب الخطاب الذي ألقاه جيتس في أكاديمية ويست بوينت، سارع هو والناطق باسمه لتوضيح أن ما كان يقصده وزير الدفاع حقيقة هو إجبار الجيش على التركيز على كيفية خوض أنواع جديدة من الحروب.

ومهما كانت الرسالة التي أراد أن يبعثها، فإن جيتس ربما كان يعلم أفضل من أي شخص أن الولايات المتحدة ليست أقل قدرة على أن تكون شرطي العالم فحسب، بل البلد وأهله، في الوقت الراهن، فقدوا كل شهية لهذه المهمة.




رد مع اقتباس