الاسواق تستعيد جزء من توازنها اليوم بعد حالة من الهلع سادت الاسواق بالامس وأدى الى خسائر قوية للاسهم .
وفى أغلاق يوم الجمع الاسهم الاوروبية أرتفعت لتعوض خسائر أمس الخميس ، كما أرتفعت الاسهم الروسية مقارنة بالامس و كانت تراجعت العملة الروسية بالامس الى أدنى مستوى لها تاريخيا ولكن اليوم هناك تحسن نسبى لسعر صرف الروبل .
وقفز مؤشر "FTSE 100" المدرج على بورصة لندن بنسبة 3.9%، في حين أغلق مؤشرا "CAC 40" الفرنسي و"Dax" الألماني على ارتفاع بنسبة 3.5%.
وجاءت هذه المكاسب في ظل بداية ثابتة لسوق "Wall Street" الأمريكي اليوم، حيث شهدت الأسهم الأمريكية ارتفاعا.
وقد تعافت الأسهم الروسية جزئيا بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها الخميس، وأنهى مؤشر "MOEX" الرئيسي اليوم بارتفاع 20% بعد خسائر بنسبة 33% الخميس.
واليوم قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه مستعد لإرسال وفد إلى مينسك لإجراء مفاوضات مع وفد من أوكرانيا.
وجاء موقف الرئيس الروسي بعد محادثة هاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ، وحتى الان لم تعارض الصين موقف روسيا من الحرب مع أوكرانيا ولم يظهر اى موقف تجاه أطراف النزاع ، والجدير بالذكر أن بوتين قدد عزز علاقاته مع بكين فى الوقت الذى كان يوزع ترامب العقوبات هنا وهناك ، فالعلاقات الروسية مع الصين كونت ما يشبه التحالف ضد الولايات المتحدة حيث تسعى الدولتين لتقليل هيمنة الاخيرة على العالم ، والتخلص منها فى سبيل صعودهم لمراكز القوى العالمية .
ولذلك بما أن الولايات المتحدة تتحرك ضد روسيا فأن أظهرت الصين موقف فى هذه الحرب سيكون لصالح روسيا .
أما عن أسعار الطاقة فقد لاحظنا القفزة القوية لاسعار النفط بالامس حيث من المتوقع أن تؤثر قيام الحرب على أمدادات روسيا من النفط للسوق العالمى سواء كان ذلك برغبه من روسيا أو كنوع من العقوبات الاقتصادية المفروضة ، وخاصة فى الوقت الذى تلتزم فيه مجموعة أوبك وحلفاؤها ومنها روسيا بزيادة تتدريجية لانتاج النفط والتى أصبحت لا تتناسب بالمرة مع الطلب العالمى بعد التعافى من أزمة كورونا وقد لجأت اوبك+ لخفض أنتاج النفط لانقاذ الاسعار وضبط الاسواق أما الان ومع الارتفاع القوى لاسعار النفط والذى تجاوز 100 دولار للبرميل أمس لامعنى لما تقوم به أوبك+ ومن المفترض أن يقوم المنتجين بضخ المزيد من النفط للاسواف .
و قد صرح المسؤلون فى اليابان أنهم سيقدموا على محاولات جادة للحد من أرتفاع أسعار النفط خلال هذه الازمة والتوجه لسحب ممنهج من الاحتياطى النفطى للبلاد .
وقد تلجأ موسكو للضغط على الاتحاد الاوروبى بالنفط حيث تعد روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم ومصدر رئيسي للخام. كما أن 35 % من المنتجات البترولية المستهلكة في الاتحاد الأوروبي تأتي من روسيا، وبخفض أمدادات النفط الروسي سترتفع الاسعار العالمية مما يثقل كاهل الاوروبيين الذين مازالت أزمة الطاقة لديهم قائمة حت الان .
وناهيك عن أسعار القمح التى سترتفع أكثر خلال الايام القادمة حيث تمثل روسيا 10% من الإنتاج العالمي للقمح ، وتسجل 22% من صادرات القمح عالمياً ويطلقون على روسيا سلة القمح لأوروبا ، وبالطبع أوكرانيا لها مكانه عالمية لانتاج وتصدير القمح والتى تعتمد عليه الكثير من الدول من بينها مصر ولكن مع أستمرار العمليات العسكرية بأوكرانيا بالطبع سيتوقف تصدير القمح هناك .