عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2011, 09:00 AM   المشاركة رقم: 5
الكاتب
ابو تراب
موقوف

البيانات
تاريخ التسجيل: Sep 2010
رقم العضوية: 1280
المشاركات: 4,090
بمعدل : 0.82 يوميا

الإتصالات
الحالة:
ابو تراب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو تراب المنتدى : منتدى الاخبار و التحليل الاساسى
افتراضي رد: اخبار وتحليلات فنية لاسواق المعادن والعملات والنفط


على موجات البث، يخبرنا الجميع بما يجري عبر العالم العربي. والحقيقة (فقط، إذا اعترف بها أي كان) هي أننا لا يمكن أن نعرف. لنأخذ الثورة في القاهرة، حسبما يقول جوريس لويندجك، وهو مراسل هولندي للشؤون الخارجية سابقاً، ومؤلف كتاب ''أناس مثلنا: تصوير سيئ للشرق الأوسط''People Like Us: Misrepresenting the Middle East، الذي يدرس مدى صعوبة الأمر بالنسبة إلى الصحافيين في فهم المنطقة. فقد كان ميدان التحرير مكتظاً بنحو 250 ألف متظاهر على الأرجح. وكان الآلاف من الصحافيين الأجانب يحيونهم. وكان العالم يشاهد. ومع ذلك لا يمكننا الإجابة على سؤال أساسي: هل كانت هذه ثورة شعبية؟

بحسب لويندجك، فإن ''واحداً في المائة من سكان منطقة القاهرة كانوا موجودين في ميدان التحرير. وينتابك الفضول بشأن 19.8 مليون شخص لم يكونوا هناك''. وربما كان معظم الغائبين يدعمون المحتجين. وعلى النقيض من ذلك، ربما كان معظمهم متفقا مع تلفزيون الدولة المصرية الذي اعتبر الثورة مجرد أحدث هجوم خارجي على مصر. وعلى أية حال، فإن عدداً قليلاً من وسائل الإعلام الغربية سأل عن أولئك الغائبين. ولم يقدم أي شخص تقريراً. ولا يمكننا أن نعرف بماذا كان الـ 19.8 مليون شخص يفكرون، مثلما لا يمكننا أن نعرف عدد المصريين الذين يدعمون ''الإخوان المسلمين''، أو ما إذا كان الإخوان المسلمون أصوليين يمارسون العنف. وليس لجهلنا علاقة بفكرة ''الشرقي'' القديمة بأن العرب كائنات بشرية من الصعب فهمها. وبدلاً من ذلك، لا يمكننا أن نعرف، لأن السبب جزئياً هو أن عدداً قليلاً منا أمضى وقتاً طويلاً في التعلم بشأن البلدان العربية، وجزئياً لأننا نطرح في العادة سؤالاً وحيداً فقط بشأن العرب، وجزئياً لأن النظر إلى داخل هذه الدكتاتوريات أمر مستحيل.


مشكلتنا الأساسية للغاية هي الجهل. فالبلدان العربية الأكثر فقراً لم تكن محط أنظار ''الأخبار'' لعقود طويلة. وبالنسبة للمراسلين الأجانب القلة ممن بقوا هناك (مثل أولئك الذين طاروا لتغطية ميدان التحرير)، فمن النادر أن نجد بينهم من يتحدث العربية بشكل جيد، وبالتالي التصق معظمهم بالمغتربين المعزولين. وعدد قليل من النقاد الغربيين في يومنا هذا مجهز لتفسير ما يجري في تونس، أو الجزائر، حسبما يقول فرانسيس غيليز، الخبير في شؤون شمالي إفريقيا في المؤسسة الفكرية، سي آي دي أو بي، في برشلونة. وبحسب جون تشالكرافت، مؤرخ مصر في مدرسة لندن للاقتصاد، لو عرف المواطنون الغربيون ووسائل الإعلام مزيدا عن الشرق الأوسط، لكان بإمكانهم رفض مزاعم معينة أبدتها حكوماتهم: مثلا، القول إن صدام حسين كان على ارتباط بعدوه، تنظيم القاعدة، أو أن العراقيين سيرحبون بأحمد الجلبي رئيسا لهم. لكن الجهل الغربي يمضي صعوداً إلى القمة تماماً. فقد طالب جورج دبليو بوش، بإلحاح، بأن تجري انتخابات في غزة، ثم صُدم حينما فازت حماس. وبدا البيت الأبيض برئاسة أوباما مندهشاً من الثورة في مصر. إننا نعدو حول أرجاء العالم العربي معصوبي العيون.


مشكلتنا التالية هي المنظور الذي نرى من خلاله العالم العربي. فمنذ 11 أيلول (سبتمبر) والحكومات الغربية ووسائل الإعلام تطرح سؤالاً رئيسياً واحداً حول العرب: ''كيف يمكننا أن نمنعهم من تفجيرنا؟''. وإذا كانت قضيتك قضية أمنية، فعلى الأرجح أن تكون الإجابة هي الاستقرار. وبناءً عليه، كان ينظر إلى الرئيس المصري حسني مبارك على أنه حصننا ضد الإسلاميين.


يكتب أوليفر وري، وهو خبير فرنسي كبير، حول الإسلام: ''يفسر الرأي العام الأوروبي الثورات الشعبية من خلال إطار يعود تاريخه إلى 30 عاماً مضت: الثورة لإسلامية في إيران''. وبدلاً من ذلك، ربما علينا أن نرى البلدان العربية من خلال منظور بلد غير عربي آخر: تركيا، نظام ديمقراطي يرأسه إسلاميون مسالمون.


إن الثورات تدفعنا باتجاه أن نرى البلدان العربية من خلال منظور أمريكا اللاتينية. وحسبما يقول لويندجك: ''مبارك هو بينوشيه (حاكم تشيلي الديكتاتور سابقاً) الجديد''.


وإذا وضعت مبارك في الصف الطويل الذي يضم مجرمين عسكريين فاسدين تدعمهم الولايات المتحدة، عندئذ يتوقف العامل الرئيسي في فهم مصر عن أن يكون الإسلام. ولطالما شبَّهت وسائل الإعلام الغربية العالم العربي برقعة شطرنج يلعب فيها الأصوليون الإسلاميون بالأحجار السوداء. وعلى الأرجح، الأمر أكثر شبهاً ببيت فقير يديره أحد أعضاء المافيا. وكتب لويندجك قبل خمسة أعوام أن القصة حول البلدان العربية لا تتعلق بالدين، أو إسرائيل إلى حد كبير، وإنما بالدكتاتوريات والفساد والفقر. الآن، وأمام دهشة الجميع، بين أيدينا ثورات لا تتعلق بالدين، لكنها ضد الدكتاتوريات والفساد والفقر. وتبين أن الناس في ميدان التحرير كانوا يثيرون قضايا مختلفة.


يعتقد لويندجك أن جهلنا أكثر عمقاً بكثير. ويقول إننا لا نستطيع أن نعرف ماذا يحصل داخل الدكتاتوريات. فلا توجد في البلاد العربية انتخابات حرة، ولا وسائل إعلام حرة، ولا استطلاعات رأي نزيهة. وبالكاد أن يتمكن أي شخص يعيش هناك من أن يتحدث بحرية. ويعمل الأكاديميون في البلدان العربية لمصلحة الشرطة السرية. وحسبما يصف غيليز الخوف في تونس قائلاً: ''يرسل أولياء الأمور أبناءهم إلى الفراش قبل أن يتجرأوا على ذكر الحقائق المحلية''.


إذن، يمكننا أن نخمن الرأي العام العربي فقط. وحينما قال ديك تشيني إن العراقيين سيرحبون بالجنود الأمريكيين وهم يحملون الأزهار، لم تكن هناك وسيلة لمعرفة ذلك. والأمر صعب حتى بالنسبة إلى العرب لمعرفة ما الذي يفكر فيه المواطنون من أبناء بلدهم. ولم تفاجئ ثورة مصر أوباما وحده، بل فاجأت الأخوان المسلمين كذلك.


يتلقى الصحافيون أجوراً ليقولوا ما يعرفونه، وليس ما لا يعرفونه. وبناءً عليه، فإنهم يقولون لنا الآن ماذا يريد المصريون. وربما حان الوقت كي نعترف: نحن لا نعرف. وحينما سألت غيليز عن توقعاته بشأن التصويت في مصر وتونس قال: ''في هذه المرحلة الأمر غير مجدي على الإطلاق''.


لكن بفضل هذه الثورات، ربما نكتشف الآن فعلياً شيئاً ما حول البلدان العربية. الديمقراطية تمثل نظام معلومات.



عرض البوم صور ابو تراب  
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-03-2011, 09:00 AM
ابو تراب ابو تراب غير متواجد حالياً
موقوف
افتراضي رد: اخبار وتحليلات فنية لاسواق المعادن والعملات والنفط


على موجات البث، يخبرنا الجميع بما يجري عبر العالم العربي. والحقيقة (فقط، إذا اعترف بها أي كان) هي أننا لا يمكن أن نعرف. لنأخذ الثورة في القاهرة، حسبما يقول جوريس لويندجك، وهو مراسل هولندي للشؤون الخارجية سابقاً، ومؤلف كتاب ''أناس مثلنا: تصوير سيئ للشرق الأوسط''People Like Us: Misrepresenting the Middle East، الذي يدرس مدى صعوبة الأمر بالنسبة إلى الصحافيين في فهم المنطقة. فقد كان ميدان التحرير مكتظاً بنحو 250 ألف متظاهر على الأرجح. وكان الآلاف من الصحافيين الأجانب يحيونهم. وكان العالم يشاهد. ومع ذلك لا يمكننا الإجابة على سؤال أساسي: هل كانت هذه ثورة شعبية؟

بحسب لويندجك، فإن ''واحداً في المائة من سكان منطقة القاهرة كانوا موجودين في ميدان التحرير. وينتابك الفضول بشأن 19.8 مليون شخص لم يكونوا هناك''. وربما كان معظم الغائبين يدعمون المحتجين. وعلى النقيض من ذلك، ربما كان معظمهم متفقا مع تلفزيون الدولة المصرية الذي اعتبر الثورة مجرد أحدث هجوم خارجي على مصر. وعلى أية حال، فإن عدداً قليلاً من وسائل الإعلام الغربية سأل عن أولئك الغائبين. ولم يقدم أي شخص تقريراً. ولا يمكننا أن نعرف بماذا كان الـ 19.8 مليون شخص يفكرون، مثلما لا يمكننا أن نعرف عدد المصريين الذين يدعمون ''الإخوان المسلمين''، أو ما إذا كان الإخوان المسلمون أصوليين يمارسون العنف. وليس لجهلنا علاقة بفكرة ''الشرقي'' القديمة بأن العرب كائنات بشرية من الصعب فهمها. وبدلاً من ذلك، لا يمكننا أن نعرف، لأن السبب جزئياً هو أن عدداً قليلاً منا أمضى وقتاً طويلاً في التعلم بشأن البلدان العربية، وجزئياً لأننا نطرح في العادة سؤالاً وحيداً فقط بشأن العرب، وجزئياً لأن النظر إلى داخل هذه الدكتاتوريات أمر مستحيل.


مشكلتنا الأساسية للغاية هي الجهل. فالبلدان العربية الأكثر فقراً لم تكن محط أنظار ''الأخبار'' لعقود طويلة. وبالنسبة للمراسلين الأجانب القلة ممن بقوا هناك (مثل أولئك الذين طاروا لتغطية ميدان التحرير)، فمن النادر أن نجد بينهم من يتحدث العربية بشكل جيد، وبالتالي التصق معظمهم بالمغتربين المعزولين. وعدد قليل من النقاد الغربيين في يومنا هذا مجهز لتفسير ما يجري في تونس، أو الجزائر، حسبما يقول فرانسيس غيليز، الخبير في شؤون شمالي إفريقيا في المؤسسة الفكرية، سي آي دي أو بي، في برشلونة. وبحسب جون تشالكرافت، مؤرخ مصر في مدرسة لندن للاقتصاد، لو عرف المواطنون الغربيون ووسائل الإعلام مزيدا عن الشرق الأوسط، لكان بإمكانهم رفض مزاعم معينة أبدتها حكوماتهم: مثلا، القول إن صدام حسين كان على ارتباط بعدوه، تنظيم القاعدة، أو أن العراقيين سيرحبون بأحمد الجلبي رئيسا لهم. لكن الجهل الغربي يمضي صعوداً إلى القمة تماماً. فقد طالب جورج دبليو بوش، بإلحاح، بأن تجري انتخابات في غزة، ثم صُدم حينما فازت حماس. وبدا البيت الأبيض برئاسة أوباما مندهشاً من الثورة في مصر. إننا نعدو حول أرجاء العالم العربي معصوبي العيون.


مشكلتنا التالية هي المنظور الذي نرى من خلاله العالم العربي. فمنذ 11 أيلول (سبتمبر) والحكومات الغربية ووسائل الإعلام تطرح سؤالاً رئيسياً واحداً حول العرب: ''كيف يمكننا أن نمنعهم من تفجيرنا؟''. وإذا كانت قضيتك قضية أمنية، فعلى الأرجح أن تكون الإجابة هي الاستقرار. وبناءً عليه، كان ينظر إلى الرئيس المصري حسني مبارك على أنه حصننا ضد الإسلاميين.


يكتب أوليفر وري، وهو خبير فرنسي كبير، حول الإسلام: ''يفسر الرأي العام الأوروبي الثورات الشعبية من خلال إطار يعود تاريخه إلى 30 عاماً مضت: الثورة لإسلامية في إيران''. وبدلاً من ذلك، ربما علينا أن نرى البلدان العربية من خلال منظور بلد غير عربي آخر: تركيا، نظام ديمقراطي يرأسه إسلاميون مسالمون.


إن الثورات تدفعنا باتجاه أن نرى البلدان العربية من خلال منظور أمريكا اللاتينية. وحسبما يقول لويندجك: ''مبارك هو بينوشيه (حاكم تشيلي الديكتاتور سابقاً) الجديد''.


وإذا وضعت مبارك في الصف الطويل الذي يضم مجرمين عسكريين فاسدين تدعمهم الولايات المتحدة، عندئذ يتوقف العامل الرئيسي في فهم مصر عن أن يكون الإسلام. ولطالما شبَّهت وسائل الإعلام الغربية العالم العربي برقعة شطرنج يلعب فيها الأصوليون الإسلاميون بالأحجار السوداء. وعلى الأرجح، الأمر أكثر شبهاً ببيت فقير يديره أحد أعضاء المافيا. وكتب لويندجك قبل خمسة أعوام أن القصة حول البلدان العربية لا تتعلق بالدين، أو إسرائيل إلى حد كبير، وإنما بالدكتاتوريات والفساد والفقر. الآن، وأمام دهشة الجميع، بين أيدينا ثورات لا تتعلق بالدين، لكنها ضد الدكتاتوريات والفساد والفقر. وتبين أن الناس في ميدان التحرير كانوا يثيرون قضايا مختلفة.


يعتقد لويندجك أن جهلنا أكثر عمقاً بكثير. ويقول إننا لا نستطيع أن نعرف ماذا يحصل داخل الدكتاتوريات. فلا توجد في البلاد العربية انتخابات حرة، ولا وسائل إعلام حرة، ولا استطلاعات رأي نزيهة. وبالكاد أن يتمكن أي شخص يعيش هناك من أن يتحدث بحرية. ويعمل الأكاديميون في البلدان العربية لمصلحة الشرطة السرية. وحسبما يصف غيليز الخوف في تونس قائلاً: ''يرسل أولياء الأمور أبناءهم إلى الفراش قبل أن يتجرأوا على ذكر الحقائق المحلية''.


إذن، يمكننا أن نخمن الرأي العام العربي فقط. وحينما قال ديك تشيني إن العراقيين سيرحبون بالجنود الأمريكيين وهم يحملون الأزهار، لم تكن هناك وسيلة لمعرفة ذلك. والأمر صعب حتى بالنسبة إلى العرب لمعرفة ما الذي يفكر فيه المواطنون من أبناء بلدهم. ولم تفاجئ ثورة مصر أوباما وحده، بل فاجأت الأخوان المسلمين كذلك.


يتلقى الصحافيون أجوراً ليقولوا ما يعرفونه، وليس ما لا يعرفونه. وبناءً عليه، فإنهم يقولون لنا الآن ماذا يريد المصريون. وربما حان الوقت كي نعترف: نحن لا نعرف. وحينما سألت غيليز عن توقعاته بشأن التصويت في مصر وتونس قال: ''في هذه المرحلة الأمر غير مجدي على الإطلاق''.


لكن بفضل هذه الثورات، ربما نكتشف الآن فعلياً شيئاً ما حول البلدان العربية. الديمقراطية تمثل نظام معلومات.




رد مع اقتباس