عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2011, 08:59 AM   المشاركة رقم: 4
الكاتب
ابو تراب
موقوف

البيانات
تاريخ التسجيل: Sep 2010
رقم العضوية: 1280
المشاركات: 4,090
بمعدل : 0.82 يوميا

الإتصالات
الحالة:
ابو تراب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو تراب المنتدى : منتدى الاخبار و التحليل الاساسى
افتراضي رد: اخبار وتحليلات فنية لاسواق المعادن والعملات والنفط




من الواضح أن سلسلة الانتفاضات عبر العالم العربي كانت مفاجِئة للولايات المتحدة وأوروبا على نحو لم تكن مستعدة له، وكذلك للحكام العرب المتحالفين معهما. فالحكام الغربيون الذين كانوا في تحالف مريح مع حكام دكتاتوريين يضمنون لهم ظاهريا الاستقرار والمصالح التجارية، كانوا يصرفون أدوية ليبرالية عقيمة، وفي الوقت نفسه كانوا يتركون مبادئهم الديمقراطية عند بوابة القصر أو مدخل الخيمة.

إن استجابتهم للثورة العربية تمر الآن في حالة تطور. في البداية كان هناك تردد وشعور بالصدمة، لكن لغة الخطاب الغربي أصبحت بعد ذلك أكثر ثباتاً من ذي قبل. غير أن أداء الغرب ما زال يبدو عليه أنه غير مناسب حتى الآن، خصوصاً في وجه أعمال معمر القذافي الذي يتشبث بازدياد بمنصبه.

لقد كشفت الثورة العربية بصورة لا ترحم عن دفء العلاقات بين الزعماء الغربيين، خصوصاً الأوروبيين منهم، وزعماء المنطقة. إن الجشع الكبير الذي اتسم به سعي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا للحصول على النفط وفرص الأعمال للشركات من النظام الدموي للعقيد معمر القذافي يبدو الآن بصورة خاصة أنه أمر مخز. هل تبدو هذه النظرة علامة على الإدراك السليم الذي يأتي بعد وقوع الأحداث؟

ليس تماماً. فبريطانيا على وجه الخصوص اندفعت بعجلة تفتقر إلى الحياء إلى خيمة الأخ القائد. وعملت ''صفقة الصحراء'' التي وقعها توني بلير ـ وتم تسويقها في ذلك الحين على أنها مفيدة في إبعاد الزعيم الليبي عن المغامرات الإرهابية وإعادته إلى حظيرة المجتمع الجيوبوليتيكي المهذب ـ على تمهيد الطريق أمام عقد مجزٍ لصالح شركة بريتش بتروليوم.

ومن المعروف أن الولايات المتحدة وبريطانيا قدمتا قرار العقيد القذافي بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل في عام 2003 على أنه نتيجة لقرارهما بغزو العراق، حيث لم يكن هناك وجود لأسلحة الدمار الشامل، على الرغم من الطنطنة الإعلامية والدعائية المحذرة من الخطر الداهم لأسلحة الدمار الشامل والمعلومات الاستخبارية المشبوهة والمزيفة التي أدت إلى الحرب. مع ذلك، الصفقة مع القذافي كان يجري الإعداد لها منذ سنوات.

بدأت بريطانيا الحديث مع ليبيا، بداية حول تفجير لوكربي، قبل ذلك بست سنوات. وآتت تلك المحادثات أكلها في عام 2003، حين كان برنامج ليبيا النووي لا يزال مجرد لعبة أطفال. فضلاً عن ذلك، في عام 2003، بعد أن أعلن العقيد القذافي عن نبذه للإرهاب، ثبت تورط العملاء الليبيين في مؤامرة لاغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز.

والأمر أكثر من مجرد ليبيا. ففيما وراء الشهوة الحارقة للنفط والمعادلة الكسولة التي تجمع بين الحكم التسلطي والاستقرار، كان الزعماء الغربيون جاهلين بالبلدان العربية. وحاول الأوروبيون جهدهم التوصل إلى سياسات مقنعة بشأن المنطقة التي تقع في ساحتهم الخلفية.

ويعد اتحاد بلدان الأطلسي، المؤلف من 43 دولة، وهو من المشاريع المحببة إلى قلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، دليلا على هذا الموضوع. وهو عبارة عن قطعة تكاد تكون لا معنى لها من هندسة الاتحاد الأوروبي، أو هو عبارة عن قبة بنيت فوق حبة. صُمم هذا الاتحاد لينشر الرفاهية التي يتمتع بها الاتحاد الأوروبي في البلدان العربية الواقعة على الشواطئ الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط. وهو يبدو بصورة مثيرة للشبهة على شكل محطة استراحة، أشبه بموقف للسيارات لتركيا، التي تتلقى عضويتها في الاتحاد الأوروبي معارضة شديدة من ساركوزي (ومن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل).

ومنذ إطلاق الاتحاد في تموز (يوليو) 2008، لم يجتمع أعضاؤه على مستوى القمة. والآن فقد ساركوزي الرئيس المشارك لهذه الهيئة المهيبة، وهو دكتاتور مصر المخلوع حسني مبارك. أما التجمع الذي تَشكَّل لأغراض غير مؤكدة، والمعروف باسم الاشتراكية الدولية، التي تهيمن عليها أوروبا، فهو الآخر يشاهد صفوفه وهي تخلو من الأعضاء. فقد كان ضمن عضوية هذا التجمع الحزبُ الحاكم المنهار في مصر برئاسة حسني مبارك، والحزب الحاكم في تونس برئاسة الطاغية المخلوع زين العابدين بن علي، وهما حزبان لم يكونا معروفين بحماستهما للعدالة الاجتماعية.

يستطيع الزعماء الأوروبيون معانقة الحكام الطغاة، ويظلوا مع ذلك ينظرون بارتياب إلى تركيا، حيث يوجد زواج ناجح حتى الآن بين الإسلام والديمقراطية، وهو زواج استحوذ على عقول أكثر التيارات ديناميكية في الرأي العام العربي، وهم ذات الأشخاص الذين أطلقوا عقال الثورة.

ويعلق دبلوماسي فرنسي بشكل مقتضب: ''تونس، الجزائر، المغرب – هذا جزء من العالم المعروف بالنسبة للطبقة السياسية الفرنسية. أما تركيا فليست جزءاً من عالمهم المعروف''.

لكن أوروبا والغرب جزء من العالم المعروف للثوريين العرب ولحلفائهم. ومحطات التلفزة العربية تذيع في الوقت الحاضر نداءاتها المرتفعة بصورة متزايدة وتناشد الحصول على المساعدة الغربية ضد الخاتمة الدموية لحكم العقيد القذافي الذي دام 42 سنة. ومجموعة من المعلقين والخبراء يتحدثون في الوقت نفسه وينتقدون بصورة حادة عجز الغرب وعدم اكتراثه.

لكن معارضي العقيد القذافي، سواء بدافع اليأس أو الغضب، يرجون أن تفرض القوى الغربية على الأقل منطقة حظر طيران على ليبيا للحؤول دون قيام النظام بقصفهم بطائراته الحربية واستيراد مزيد من المرتزقة لمحاربتهم.

ليست نهاية الطاغية وإنما سمعة أوروبا وأمريكا هي التي على المحك في ليبيا والشرق الأوسط.



عرض البوم صور ابو تراب  
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-03-2011, 08:59 AM
ابو تراب ابو تراب غير متواجد حالياً
موقوف
افتراضي رد: اخبار وتحليلات فنية لاسواق المعادن والعملات والنفط




من الواضح أن سلسلة الانتفاضات عبر العالم العربي كانت مفاجِئة للولايات المتحدة وأوروبا على نحو لم تكن مستعدة له، وكذلك للحكام العرب المتحالفين معهما. فالحكام الغربيون الذين كانوا في تحالف مريح مع حكام دكتاتوريين يضمنون لهم ظاهريا الاستقرار والمصالح التجارية، كانوا يصرفون أدوية ليبرالية عقيمة، وفي الوقت نفسه كانوا يتركون مبادئهم الديمقراطية عند بوابة القصر أو مدخل الخيمة.

إن استجابتهم للثورة العربية تمر الآن في حالة تطور. في البداية كان هناك تردد وشعور بالصدمة، لكن لغة الخطاب الغربي أصبحت بعد ذلك أكثر ثباتاً من ذي قبل. غير أن أداء الغرب ما زال يبدو عليه أنه غير مناسب حتى الآن، خصوصاً في وجه أعمال معمر القذافي الذي يتشبث بازدياد بمنصبه.

لقد كشفت الثورة العربية بصورة لا ترحم عن دفء العلاقات بين الزعماء الغربيين، خصوصاً الأوروبيين منهم، وزعماء المنطقة. إن الجشع الكبير الذي اتسم به سعي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا للحصول على النفط وفرص الأعمال للشركات من النظام الدموي للعقيد معمر القذافي يبدو الآن بصورة خاصة أنه أمر مخز. هل تبدو هذه النظرة علامة على الإدراك السليم الذي يأتي بعد وقوع الأحداث؟

ليس تماماً. فبريطانيا على وجه الخصوص اندفعت بعجلة تفتقر إلى الحياء إلى خيمة الأخ القائد. وعملت ''صفقة الصحراء'' التي وقعها توني بلير ـ وتم تسويقها في ذلك الحين على أنها مفيدة في إبعاد الزعيم الليبي عن المغامرات الإرهابية وإعادته إلى حظيرة المجتمع الجيوبوليتيكي المهذب ـ على تمهيد الطريق أمام عقد مجزٍ لصالح شركة بريتش بتروليوم.

ومن المعروف أن الولايات المتحدة وبريطانيا قدمتا قرار العقيد القذافي بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل في عام 2003 على أنه نتيجة لقرارهما بغزو العراق، حيث لم يكن هناك وجود لأسلحة الدمار الشامل، على الرغم من الطنطنة الإعلامية والدعائية المحذرة من الخطر الداهم لأسلحة الدمار الشامل والمعلومات الاستخبارية المشبوهة والمزيفة التي أدت إلى الحرب. مع ذلك، الصفقة مع القذافي كان يجري الإعداد لها منذ سنوات.

بدأت بريطانيا الحديث مع ليبيا، بداية حول تفجير لوكربي، قبل ذلك بست سنوات. وآتت تلك المحادثات أكلها في عام 2003، حين كان برنامج ليبيا النووي لا يزال مجرد لعبة أطفال. فضلاً عن ذلك، في عام 2003، بعد أن أعلن العقيد القذافي عن نبذه للإرهاب، ثبت تورط العملاء الليبيين في مؤامرة لاغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز.

والأمر أكثر من مجرد ليبيا. ففيما وراء الشهوة الحارقة للنفط والمعادلة الكسولة التي تجمع بين الحكم التسلطي والاستقرار، كان الزعماء الغربيون جاهلين بالبلدان العربية. وحاول الأوروبيون جهدهم التوصل إلى سياسات مقنعة بشأن المنطقة التي تقع في ساحتهم الخلفية.

ويعد اتحاد بلدان الأطلسي، المؤلف من 43 دولة، وهو من المشاريع المحببة إلى قلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، دليلا على هذا الموضوع. وهو عبارة عن قطعة تكاد تكون لا معنى لها من هندسة الاتحاد الأوروبي، أو هو عبارة عن قبة بنيت فوق حبة. صُمم هذا الاتحاد لينشر الرفاهية التي يتمتع بها الاتحاد الأوروبي في البلدان العربية الواقعة على الشواطئ الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط. وهو يبدو بصورة مثيرة للشبهة على شكل محطة استراحة، أشبه بموقف للسيارات لتركيا، التي تتلقى عضويتها في الاتحاد الأوروبي معارضة شديدة من ساركوزي (ومن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل).

ومنذ إطلاق الاتحاد في تموز (يوليو) 2008، لم يجتمع أعضاؤه على مستوى القمة. والآن فقد ساركوزي الرئيس المشارك لهذه الهيئة المهيبة، وهو دكتاتور مصر المخلوع حسني مبارك. أما التجمع الذي تَشكَّل لأغراض غير مؤكدة، والمعروف باسم الاشتراكية الدولية، التي تهيمن عليها أوروبا، فهو الآخر يشاهد صفوفه وهي تخلو من الأعضاء. فقد كان ضمن عضوية هذا التجمع الحزبُ الحاكم المنهار في مصر برئاسة حسني مبارك، والحزب الحاكم في تونس برئاسة الطاغية المخلوع زين العابدين بن علي، وهما حزبان لم يكونا معروفين بحماستهما للعدالة الاجتماعية.

يستطيع الزعماء الأوروبيون معانقة الحكام الطغاة، ويظلوا مع ذلك ينظرون بارتياب إلى تركيا، حيث يوجد زواج ناجح حتى الآن بين الإسلام والديمقراطية، وهو زواج استحوذ على عقول أكثر التيارات ديناميكية في الرأي العام العربي، وهم ذات الأشخاص الذين أطلقوا عقال الثورة.

ويعلق دبلوماسي فرنسي بشكل مقتضب: ''تونس، الجزائر، المغرب – هذا جزء من العالم المعروف بالنسبة للطبقة السياسية الفرنسية. أما تركيا فليست جزءاً من عالمهم المعروف''.

لكن أوروبا والغرب جزء من العالم المعروف للثوريين العرب ولحلفائهم. ومحطات التلفزة العربية تذيع في الوقت الحاضر نداءاتها المرتفعة بصورة متزايدة وتناشد الحصول على المساعدة الغربية ضد الخاتمة الدموية لحكم العقيد القذافي الذي دام 42 سنة. ومجموعة من المعلقين والخبراء يتحدثون في الوقت نفسه وينتقدون بصورة حادة عجز الغرب وعدم اكتراثه.

لكن معارضي العقيد القذافي، سواء بدافع اليأس أو الغضب، يرجون أن تفرض القوى الغربية على الأقل منطقة حظر طيران على ليبيا للحؤول دون قيام النظام بقصفهم بطائراته الحربية واستيراد مزيد من المرتزقة لمحاربتهم.

ليست نهاية الطاغية وإنما سمعة أوروبا وأمريكا هي التي على المحك في ليبيا والشرق الأوسط.




رد مع اقتباس