تراجع العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بنحو الواحد بالمائة خلال الجلسة الأمريكية
انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بما يفوق الواحد بالمائة وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي لأول مرة في خمسة جلسات وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً والتي تضمنت أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة الطاقة تقلص عجز المخزونات دون التوقعات.
في تمام الساعة 05:56 مساءاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 تشرين الثاني/نوفمبر القادم 1.29% لتتداول حالياً عند مستويات 50.64$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 51.30$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 كانون الأول/ديسمبر المقبل 1.07% لتتداول عند 56.33$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 56.94$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.12% ليتداول حالياً عن مستويات 93.13 مقارنة بالافتتاحية عند 93.01.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن القراءة الأسبوعية لمؤشر طلبات الإعانة والتي أظهرت انخفاضاً فاق التوقعات بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر أسعار المنتجين الذي يعد مؤشر مبدئي للضغوط التضخمية والتي أظهرت نمو 0.4% متوافقة مع التوقعات خلال أيلول/سبتمبر الماضي، كما أوضحت القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته تسارع وتيرة النمو إلى 0.4% متفوقة بذلك على التوقعات.
وجاء ذلك قبل أن نشهد حديث عضوة اللجنة الفيدرالية لايل برينارد ضمن فعليات حلقة النقاش تجاه السياسة النقدية في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطون بالتزامن مع إلقاء عضو اللجنة الفيدرالية جيروم باول كلمة بعنوان "آفاق اقتصاديات الأسواق الناشئة في تطبيع الاقتصاد العالمي" ضمن فعليات الاجتماع السنوي لمعهد التمويل الدولي أيضا في واشنطون.
ووصلاً إلى الكشف عن التقرير الاسبوعي لإدارة معلومات الطاقة لمخزونات النفط والذي أوضح تقلص العجز لنحو 2.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي يوم الجمعة مقابل عجز بنحو 6.0 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات عند عجز بنحو 1.9 مليون برميل، لنشهد انخفاض المخزونات إلى نحو 462.2 مليون برميل، بينما تظل المخزونات بالقرب من النطاق العلوي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
وأوضح التقرير ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً بنحو 2.5 مليون برميل، وتظل بذلك المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت بنحو 1.5 مليون برميل وتظل المخزونات ضمن النطاق السلفي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم الكشف عن التقرير الشهري للوكالة الدولية للطاقة والتي تطرق إلى احتمالية نمو الطلب العالمي للنفط خلال العام المقبل 2018 بنحو 1.4 مليون برميل يومياً، وفي المقابل أشار التقرير إلى احتمالية ارتفاع إمدادات النفط الخام من خارج منظمة أوبك بنحو 700 ألف برميل يومياً خلال العام الجاري 2017 وبنحو 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2018 لتصل إلى نحو 59.6 مليون برميل يومياً.
كما أفاد التقرير أن إمدادات النفط العالمي ارتفعت بنحو 90 ألف برميل يومياً خلال أيلول/سبتمبر الماضي، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة أشارت إلى استقرار سوق النفط العالمي بشكل كبير مؤخراً، وتطرق التقرير أيضا إلى توقعات الوكالة بتراجع مخزونات النفط ومشتقاته بنحو 110 ألف برميل يومياً خلال العام الجاري وبنحو 200 ألف برميل يومياً في عام 2018.
ونود الإشارة إلى أن انخفاض أسعار النفط الخام يأتي ضمن عمليات تصحيحية في أعقاب ارتفاعها بشكل موسع يوم الثلاثاء الماضي أعلى حاجز 50$ للبرميل عقب أعلن وزارة الطاقة السعودية أن شركة أرامكو ستقدم على خفض 560 ألف برميل يومياً من مخصصات العملاء خلال تشرين الثاني/نوفمبر المقبل وفقاً لخطط أرامكو لتصدير نحو 7.15 مليون برميل يومياً متغاضية بذلك عن الطلب المرتفع الذي يفوق 7.7 مليون برميل.
وفي المقابل، لا تزال شركات النفط في خليج المكسيك تعمل على إعادة عملياتها في الخليج الذي يمثل نحو 17% من إنتاج النفط الصخري الأمريكي عقب اجتياح إعصار نيت للولايات الجنوبية في الولايات المتحدة يوم الأحد الماضي والذي أدى إلى تجميد إنتاج النفط هناك بنسبة 85% وفقاً لما أفاد به مكتب السلامة والبيئية الأمريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع.