عن إفلاس مصر
وَما تَفنى العَنَاقيدُ (1) من شعر المتنبى
اخى الاستاذ نادر
1- اثق تماما فى نوايا حضرتك الطيبة وأن موضوعك اقتصادى بحت وليس له علاقة بأى سياق سياسى حالى يجرى الاعداد له .. لكن كما تعلم حضرتك التأثير السياسى على الاقتصاد .. والتأثير الاقتصادى فى السياسة .. انها أمور متلازمة ..
ونحن وإن كنا نناقش التأثيرات السياسية على العملات الاوروبية مثلا بحرية تامة .. الا اننا لا نجد نفس هذه الحرية فى مناقشة التأثير السياسى فى العلاقة بين الجنيه المصرى والدولار مثلا .. نظرا للحساسية الشديدة فى الاقتراب من منطقة العقائد والأيديولوجيات والنظم السياسية .. ونحن فى منطقة حديثة عهد بالديمقراطية .. كما أن المنطقة مليئة بالجراح والدماء فسرعان ما يتحول النقاش والتحليل الاقتصادى المستند الى بعد سياسى الى عراك ايديولوجى بين الاعضاء ..
وموضوع افلاس مصر تم طرحه اعلاميا لاسباب اقتصادية وأيديولوجية منذ فترة ويجرى التأكيد عليه ليل نهار فى أى أزمة اقتصادية تمر بها البلاد ..
وما دام اسم محترم مثل سيادتك تعرض له وتأثر بدرجة ما بالمادة الاعلامية المطروحة على الساحة العربية والعالمية .. فوجب النقاش على نفس أرضية الاقتصاد .. وإن تطرقنا قليلا الى السياسة (وهى مهمة صعبة جدا لكننى سأحاول) ..
2 - بالطبع اخى الكريم قرأت تقرير حضرتك كاملا .. فأنت من الاسماء التى اتابعها باهتمام كامل .. وسبب كتابة تعليقى هو العنوان والفقرة الأخيرة ..
وتحديدا هذه العبارة ..
لأن ما أعلمه أن العالم الخارجى هو الذى تفنن وخطط لاضعاف مصر واقتصادها الى مثل هذا .. سواء كان من يحكم مصر هو الرئيس مبارك أو الرئيس مرسى أو الرئيس السيسى .. لأن القاعدة السياسية .. أن القوى يعطى ويأخذ .. والضعيف يعطى ويأخذ .. لكن القوى يعطى القليل ويأخذ الكثير .. أو يتساوى ما يعطيه مع ما يأخذه .. بينما الضعيف يعطى الكثير ويأخذ القليل .. والمطلوب من مصر خارجيا من الاطراف اللاعبة فى المنطقة الكثير والكثير .. فيجب اضعافها حتى تعطى الكثير بثمن بخس وقليل ..
لهذا أختلف معك فى العبارة السابقة فالذى لن يسمح بانهيار دولة كبيرة مثل مصر ليس هو العالم (هكذا على اطلاقه) .. وانما فقط هم المصريين وبعض المؤمنين بمعنى مصر من الدول الشقيقة ..
أنا إن قدَّر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
ما رمــاني رامٍ وراح سليماً من قــديم عناية الله جندي
كـم بغـت دولـة عليّ وجـارت ثم زالت وتلك عقبى التعدي
..............
نحن نجتاز موقفاً تعثر الآراء فيه وعـثرة الـرأي تُـردى
حافظ ابراهيم
للموضوع بقية - يتبع -