18-5-2012
ارتداد العملات مقابل الدولار قد يكون مؤقتاً قبيل قمة مجموعة الثمانية
بعد يوم متشاؤم جداً أصبحت عليه الأسواق على أنباء تحرك شركات التصنيف الائتمانية لضرب مستويات الثقة بالأسواق باتخاذها خطوات خفض التصنيفات الائتمانية لعدة بنوك اسبانية إلى جانب الديون اليونانية، عادت الاسواق لتزيل بعض خسائرها الصباحية بعد صدور أنباء أشارت إلى احتمالية حظر البيع على المكشوف لأسهم البنوك الاسبانية و الذي يحمي القطاع المصرفي الاسباني المتدهور.
أصبحت الأسواق الأوروبية اليوم على نبأ قيام وكالة موديز لتخفيض التصنيف الائتماني لستة عشر بنكاً اسبانياً تضمنت أكبر البنوك الاسبانية نظراً للصعاب التي تواجه القطاع المصرفي الاسباني الذي يتعلق بشكل كبير بالدولة التي تعاني من مشاكل ارتفاع الديون العامة، و يواجه القطاع المصرفي الاسباني أزمات سيولة تحد من الأنشطة في هذا القطاع.
و كان أثر هذا النبأ سلبي جداً على الأسواق خاصة بعد أن قامت وكالة فيتش من جهتها بخفض التصنسف الائتماني لليونان مشيرة للمخاطر التي ستواجه الدولة في حال خروجها من منطقة اليورو، و الخوف الأكبر لا يقع على اليونان بل يقع على أثر انتشار العاصفة للدول المتعثرة الأخرى بقيادة اسبانيا و ايطاليا.
و مع انصباب تركيز المستثمرين اليوم على اسبانيا و قطاعها المصرفي و الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجها الدولة بمجمل قطاعاتها، ارتدت الأسواق المالية الأوروبية للأعلى و خاصة العملات الأوروبية مزيلة بعض الخسائر الصباحية بعد نبأ نشرته وسائل الإعلام يُشير إلى احتمالية حظر عمليات البيع على المكشوف لأسهم البنوك الأسبانية المحلية.
هذه الانباء كان لها الأثر الايجابي على أسهم البنوك الأسبانية، إذ ارتفع سهم بنكيا بنسبة 30.10% و هذا ما ينطبق على سهم BBVA الذي ارتفع بنسبة 3.78%، و لم يقتصر أثر هذه الأنباء الايجابية على الأسهم الاسبانية فقط، بل شهدنا ايجابيته على العملات الأوروبية بقيادة اليورو الذي ارتد من أدنى مستويات سجلها اليوم عند 1.2640 ليصل إلى مستوياته الافتتاحية حالياً عند 1.2698.
و شهدنا بصيص من الأمل أيضاً ساعد في دفع الأسواق من قمة مجموعة الثمانية المقامة اليوم في كامب ديفد في الولايات المتحدة و التي من المتوقع أن يحث القادة الثمانية نظراءهم الأوروبيين على أخذ المزيد من السياسات التحفيزية و الداعمة للمسيرة الاقتصادية في أوروبا نظراً لتفاقم أزمة الديون في القارة و التي أثقلت كاهل الاقتصاد العالمي و ثبّطت من عزيمة مسيرة التعافي في مختلف أنحاء العالم.
و كان الجنيه الاسترليني من أكبر المستفيدين اليوم من تلك الأنباء و الذي عاد ليتداول فوق مستوياته الافتتاحية عند 1.5791 بعد أن وصل لأدنى مستوياته اليوم عند 1.5730، ليحد من سلسلة الضربات التي أصابته خلال الجلسات الماضية و التي أخذته من اعلى مستويات سجلها خلال الأسبوع عند 1.6122 للمستويات الحالية التي يتداول عندها الزوج.
و كان الدولار الأمريكي هو أكبر المستفيدن من هذه الظروف الاقتصادية السيئة و التي حثّت المستثمرين على التوجه إلى العمل ذات العائد المنخفض و إلى الملاذ الآمن و الذي يُجسده الدولار، حيث استمر مؤشر الدولار الذي يقيس أداءه مقابل سلة من العمل الأجنبية بالارتفاع لثلاثة أسابيه متتالية محققاً مستويات مرتفعة و على الرغم من أنه تراجع اليوم من أعلى مستويات وصلها عند 81.76 ليتراجع إلى مستوياته الافتتاحية عند 81.47، إلا أنه لا يزال مرتفعاً نسبياً و يؤثر سلباً على العمل الأخرى و أهمها اليورو.
و لكن بشكل عام، قد تكون موجة التحرر هذه هي مجرد موجة لحظية ذات أثر مؤقت لا يدوم حتى نهاية جلسة اليوم، خاصة و أن المخاوف في القارة الأوروبية لا تزال تحيط باليونان بشكل خاص و اسبانيا من ناحية أخرى بعد تعثر قطاعها المصرفي، و نٌشير هنا إلى ارتفاع حدة التذبذبات اليوم نظراً لنهاية الأسبوع التي يحاول بها المستثمرين إغلاق مراكزهم المالية نظراً لحالة عدم اليقين التي تهل على الأسواق المالية و انتظار المستثمرين للمزيد من الأنباء خاصة من قمة مجموعة العشرين.