سلسلة حلقات اقتصادية – الحلقة 25 : البورصات العالمية وحركة العملات أهمية مؤشرات البورصة في تجارة العملات : لمؤشرات البورصات العالمية أهمية كبيرة في حركة العملات ، وذلك لعدة أسباب ، منها أن البورصة Bourse تحوي أسهم الشركات الاستثمارية التي تشكل نواة الاقتصاد في أي بلد ، وبالتالي فإن حركة البورصة تعكس الوضع الاقتصادي للبلد . وكذلك فإن عمليات الشراء والبيع على الأسهم Stock Exchange تتم بالعملات المحلية للدول ، وهذا من شأنه أن يؤثر على أسعار العملات وقت شراء الأسهم أو بيعها بالعملات المختلفة . كما أن بعض العملات ترتبط حركتها بحركة البورصات بشكل كبير ، لما لأسهم الشركات دور في تحديد قيمة العملة . مؤشرات البورصات العالمية : أبرز المؤشرات الأمريكية : · مؤشر داوجونز الصناعي Dow Jones Industrial Average : يحتل داوجونز DJIA مركزاً مميزاً في عقول المستثمرين في العالم أجمع ، وذلك لأنه أبسط أداة قياس يستخدمها كافة المتعاملين لقياس الأداء العام لسوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة . والمؤشر هو عبارة عن متوسط أسعار أسهم 30 شركة صناعية أمريكية من كبريات الشركات تتوزع على العديد من القطاعات ، وهو يقيس تحركات أسعار أسهم هذه الشركات ارتفاعاً وانخفاضاً . ويعتبر داوجونز معياراً لقياس مستوى سوق الأسهم ككل بالنسبة للمستثمرين ، وهو بالتالي قيادي في تحديد اتجاه الاقتصاد الأمريكي . وتقوم فكرة المؤشر على أساس أن كل شركة ضمنه تقود قطاعاً اقتصادياً مهماً ، ويمكنها أن تعكس صورة دقيقة لوضع السوق بحيث يمكنها تمثيل هذا القطاع في الاقتصاد كله . والشركات المدرجة في مؤشر داوجونز هي : · مؤشر ستاندرد أند بورز 500 S&P500 : هو مقياس أوسع للسوق لكونه يتألف من عدد كبير من الشركات بالمقارنة بعدد الشركات التي يتكون منها داوجونز ( 500 مقابل 30 ) . · مؤشر ناسداك كومبوزيت NASDAQ Composite : ناسداك هي اختصار لعبارة "الجمعية الوطنية لتجار الكفالات المالية ذات النظام الآلي التسعير" National Association of Securities Dealers Automated Quotation System ، وقد تم إنشاؤه في 8 شباط فبراير 1971 . يقيس ناسداك أداء 3200 شركة معظمها شركات تكنولوجيا واتصالات ، ويتميز بحجم تعاملاته الذي يعتبر أكبر حجم للتعاملات مقارنة مع جميع أسواق البورصة العالمية . يفتتح ناسداك تعاملاته اليومية من الساعة 9:30 صباحاً إلى الساعة 4 مساء بتوقيت نيويورك . أبرز المؤشرات الآسيوية : · مؤشر نيكاي Nikkei 225الياباني : يعتبر مؤشر نيكاي 225 أهم مؤشر للأسهم الآسيوية ، وهو يتكون من أهم وأكبر 225 شركة يابانية مدرجة ببورصة طوكيو للأوراق المالية · مؤشر أي أس إكس ASX 200 الأسترالي : يضم هذا المؤشر 200 من كبريات الشركات المدرجة في بورصة الأوراق المالية الأسترالية . · مؤشر هانغ سنغ Hang Seng : يضم مؤشر هانغ سنغ 33 شركة تمثل نحو 70 % من القيمة الرأسمالية الإجمالية لسوق الأوراق المالية في هونغ كونغ . وتقسم مكونات المؤشر إلى أربعة قطاعات : التجارة والصناعة ، المالية ، المرافق العامة ، والعقارات . أبرز المؤشرات الأوروبية : · مؤشر فتسي FTSE 100 البريطاني : بدأ مؤشر فتسي البريطاني بالعمل في 3 كانون الثاني يناير 1984 بألف نقطة أساس ، وهو يقيس أداء 100 شركة تمثل حوالى 80 % من رأسمال سوق لندن للأوراق المالية . · مؤشر كاك CAC 40 الفرنسي : اشتق اسم كاك من النظام القديم لسوق باريس المالية (Cotation Assiste en Continu) ، وهو يمثل أداء 40 شركة من أهم الشركات المدرجة في سوق باريس للأوراق المالية . · مؤشر داكس DAX الألماني : يضم مؤشر داكس الألماني أهم 30 شركة ألمانية رئيسية ناجحة مدرجة في سوق فرانكفورت للأوراق المالية . تأثير انهيار أسواق الأسهم على الأسواق المالية : يمكن أن تنهار أسواق البورصة وأسعار الأسهم بسبب أحداث اقتصادية كبيرة وأزمات ، كما حدث إثر أزمة الرهون العقارية الأمريكية حيث هبط مؤشر داوجونز حوالى 8.5 % ( 1152 نقطة ) في أسبوع واحد بشهر آب 2007 ، وكما حدث مع وقوع أحداث أيلول سبتمبر 2001 . ولانهيار Crash البورصة نتائج كارثية على الاقتصاد ، كما لها نتائج على مجمل الأسواق المالية تختصر في التالي : · ارتفاع الطلب على الأوراق المالية Money Market Securities بارتفاع أسعارها ( كمبيالات الخزينة Treasury Bills ، شهادات الإيداع CD’s .. ) . · ارتفاع الطلب على السندات Bonds بسبب ارتفاع أسعارها . · انخفاض القيمة السوقية لأصول الشركات المالية ( الحاملة الكبرى للأسهم ) . · انخفاض نشاط شركات الاستثمار المصرفي ( شركات السمسرة Brokerage Co. أو ما يعرف بشركات الوساطة ) . العوامل المؤثرة في أسعار الأسهم وحركة البورصات : تقسم العوامل الاقتصادية المؤثرة في أسعار الأسهم وحركة البورصات إلى قسمين أساسيين هما : العوامل الاقتصادية الكلية ، والتي لها علاقة بمجمل الاقتصاد وتتعلق بالوضع الاقتصادي المحيط بالبورصة . والعوامل الاقتصادية الجزئية ، والتي تتعلق بالوضع الداخلي للشركات المدرجة للأسهم والأوضاع السائدة داخل أسواق الأسهم . كما أن هنالك عوامل أخرى غير اقتصادية إضافة إلى هذين القسمين الرئيسيين . ويمكن شرح هذه العوامل في التالي : 1- العوامل الاقتصادية الكلية Macro-Economic Factors : أ- تأثير معدل الفائدة : يؤدي ارتفاع معدل الفائدة إلى انخفاض الطلب على الأسهم وهو ما يؤدي إلى هبوط أسعارها ، والعكس صحيح . ب- تأثير سوق العملات : انخفاض قيمة العملة يؤدي إلى انخفاض أسعار الأسهم ، إلا أن أسهم شركات التصدير ترتفع قيمتها وذلك بسبب انخفاض كلفة التصدير ، الأمر الذي يزيد من أرباحها . 2- العوامل الاقتصادية الجزئية Micro-Economic Factors المتعلقة بالشركات : أ- ارتفاع أرباح الشركات : يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسهم وذلك بسبب ارتفاع الطلب عليها ، والعكس صحيح . ب- إعادة شراء الأسهم المدرجة : يعطي تأثيراً إيجابياً ويؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسهم . ت- الشائعات المتعلقة بأخبار إيجابية عن الشركات تؤدي إلى ارتفاع الأسعار . 3- عوامل أخرى : أ- تأثير شهر كانون الثاني يناير January Effect : هو أول شهر في السنة ، ولذلك يميل المستثمرون إلى بدء الاستثمار في هذا الشهر ، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار . ب- التجارة العشوائية Noise Trading : هناك فئة من الناس تقوم بشراء الأسهم دونما معرفة بأحوال السوق ومتابعة أخبار الشركات وغيرها من الأمور الهامة ، وتشكل هذه الفئة من حملة الأسهم حوالى ثلثي السوق . البورصات الأمريكية وارتباطها بحركة العملات : يعتبر مؤشر داوجونز الصناعي DJIA قائد البورصة الأمريكية ، وذلك لأنه يضم كبريات الشركات الأمريكية العالمية . ويعتمد المستثمرون في كافة أنحاء العالم على تحركات هذا المؤشر لتقييم أداء استثماراتهم ولاتخاذ قراراتهم الاقتصادية ، كما لتقييم أداء الاقتصاد الأمريكي ككل لما له من تأثير على الاقتصاد العالمي . وبشكل عام فإن المؤشرات الأمريكية الثلاثة الأهم داوجونز وناسداك وستاندرد أند بورز شديدة التقارب في حركتها صعوداً وهبوطاً . ولذلك فإنه عند تحليل حركة العملات وتأثير البورصات فيها يتم الاعتماد على مراقبة أداء مؤشر داوجونز الصناعي . ويمكن تفصيل ارتباط حركة العملات بمؤشر داوجونز في التالي : · ارتباط حركة داوجونز بالدولار الأمريكي : يرتبط داوجونز بالدولار الأمريكي في ثلاث حالات : الأولى تكون الحركة موازية وذلك حين يهبط أو يرتفع الدولار الأمريكي وداوجونز معاً ، لأنه كما ذكرنا أن مؤشر البورصة يعبر عن الوضع الاقتصادي للبلد ، ولذلك فإن أي تحسن اقتصادي ( خبر أو تقرير اقتصادي أو كلام من رؤساء البنوك المركزية ) يقود إلى ارتفاع قيمة الدولار والبورصة معاً ، والعكس صحيح . في الحالة الثانية تكون حركة داوجونز معاكسة لحركة الدولار ، حيث يهبط داوجونز ويرتفع الدولار . ويحصل ذلك حين يرتفع معدل الفائدة ( أو يتم توقع ارتفاعه ) ، وبالتالي ترتفع تكاليف الاستثمار وهذا يضر بالشركات وأسهمها ويرفع العرض ، ومن ثم تهبط أسعار الأسهم . إلا أن الدولار يستفيد من هذا الارتفاع في معدل الفائدة ، فترتفع قيمته . أما في الحالة الثالثة فتكون حركة داوجونز معاكسة لحركة الدولار أيضاً ، ولكن يرتفع داوجونز ويهبط الدولار . ويحصل ذلك حين ينخفض معدل الفائدة ( أو يتم توقع انخفاضه ) ، وبالتالي تنخفض تكاليف الاستثمار فتستفيد الشركات وترتفع أسهمها . وفي هذا الوضع يتضرر الدولار وتهبط قيمته . · ارتباط حركة داوجونز بالين الياباني : غالباً ما تكون حركة الين الياباني معاكسة لحركة داوجونز ( وموازية لأزواج الين ) ، فترتفع أزواج الين مع ارتفاع داوجونز والعكس صحيح . أما في الحالة التي يتحرك فيها داوجونز دون التأثير على حركة أزواج الين ، فذلك يكون بسبب ارتفاع داوجونز وهبوط الدولار في آن واحد ، فيرتفع داوجونز ويكون الدولار ين ( قائد أزواج الين ) تحت ضغط الارتفاع مع داو جونز وهبوط الدولار في آن ، وبالتالي يحصل توازن ما بين الشراء والبيع ، فيظل الدولار ين يتحرك في منطقة ضيقة لا يرتفع ولا يهبط ، وهذا ينسحب على باقي أزواج الين . التقارير الاقتصادية الأمريكية وتأثيرها على المؤشرات الأمريكية : تحتوي مؤشرات البورصة الأمريكية على أسهم الشركات التي تؤلف معاً الاقتصاد الأمريكي ، وتقيس هذه المؤشرات أداء الشركات جميعاً وبالتالي أداء الاقتصاد ككل . لذلك فإن أي تطور اقتصادي سوف ينعكس على أداء هذه الشركات تحسناً وعلى البورصة ارتفاعاً ، وأي تراجع اقتصادي أو ركود Recession سوف يؤدي إلى ركود نشاط الشركات الاستثمارية وهبوط البورصة . وللأخبار الاقتصادية والتقارير تأثير مباشر على حركة المؤشرات بخاصة داوجونز ، ويمكن أن نعدد منها : التوظيف NFP والبطالة ، مؤشر آي أس أم الصناعي ISM ، معدل الفائدة ، إجمالي الناتج المحلي GDP ، ثقة المستهلك ، مؤشر أسعار المستهلكين CPI ، مبيعات التجزئة ، وغيرها .