عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-2014, 11:41 PM   المشاركة رقم: 27
الكاتب
snowwhite
عضو متميز
الصورة الرمزية snowwhite

البيانات
تاريخ التسجيل: Jul 2014
رقم العضوية: 20069
المشاركات: 902
بمعدل : 0.25 يوميا

الإتصالات
الحالة:
snowwhite غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : snowwhite المنتدى : منتدى الاخبار و التحليل الاساسى
افتراضي رد: ~*¤ô§ô¤*~ *مكتبة حلقــــــات اقتصاديــــة فى التحليل الأساسى -*~*¤ô§ô¤*~

سلسلة حلقات اقتصادية – الحلقة 26 : النفط وارتباطه بالعملات ( 1 )



أهمية النفط في حياتنا المعاصرة :

تزداد أهمية النفط في هذا العالم يوماً بعد يوم تبعاً لتعدد وتزايد خدماته واستعمالاته في المجالات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة ، ناهيك عن تصاعد أهميته واستراتيجيته العسكرية حتى بعد انتشار استعمال الطاقة النووية . لذا فالنفط هو الدم الذي يجري في عروق اقتصاد الشعوب والأمم ، خاصة الصناعية منها ، فهو اليوم المحرك الرئيسي لحركة المجتمع وتطوره .


لقد ظل الإنسان منذ وجوده على وجه الأرض حتى قبل حوالى مائة عام يعتمد في إنتاج معظم الطاقة على المصادر النبتية والبشرية ، أما اليوم فإن أكثر من 90 بالمائة منها ينتج من مصادر محدودة وأكثر من ثلثيها يأتي من النفط والغاز الطبيعي . وقليل منا يفكر في اعتمادنا الكلي في معظم نواحي حياتنا على النفط والغاز ومشتقاتهما ، إذ إن النفط يوجد في الطبيعة بكميات اقتصادية في الصخور تحت سطح الأرض ، ولا بد أن يأتي يوم وينفد .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بدأت صناعة النفط في أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر حين قام الكولونيل أدوين ديريك بحفر أول بثر في العالم بالولايات المتحدة الأمريكية في شهر آب أغسطس عام 1859 بولاية بنسلفانيا ، وقد اعتبر ذلك التاريخ بداية صناعة النفط الحديثة ، ولو أنه كانت قبل ذلك تنتج من الزيت كميات صغيرة في روسيا القيصرية منذ عام 1856 وفي رومانيا منذ عام 1857 . ثم توالت الاكتشافات النفطية في أمريكا والشرق الأوسط وروسيا وغيرها ، وراح عصر النفط ينتشر في كل مكان من العالم .

وقد بدأ الإنتاج العالمي في الازدياد بدرجة كبيرة ابتداء من عام 1861 ، وكان من بين العوامل التي أدت إلى هذا النمو السريع هو التحول الكلي نحو استعمال الكيروزين للإضاءة وللاستعمالات المنزلية الأخرى ، وتزايد استخدام زيوت التشحيم للآلات ، واستعمال البنزين بعد اختراع المحرك ذي الاحتراق الداخلي ، واستعمال زيت الوقود بدلاً من الفحم .

ويشكل النفط في المجال الصناعي نسبة عالية جداً من مجال توفير الطاقة لاستمرار حركة الآلات في المصانع والمعامل ، كما أنه المموّل الفعال في تقديم مختلف المنتوجات والمشتقات التي تدخل في عملية التشحيم والدهونات التي تحافظ على استمرار القدرة في الإنتاج ومواصلة العمل في المصانع والمعامل .

ودخول النفط كمادة خام لإنتاج المواد الاستهلاكية والمنتجات الأخرى التي تخدم الحضارة البشرية ، جعله يسهل للإنسان سبل عيشه ومسيرة حياته وانتشار حضارته . ودور النفط في الزراعة على صعيد إنتاج الطاقة والدهون للآلات الزراعية ، وعلى صعيد استعمال مشتقاته في الأسمدة ومكافحة الآفات والحشرات ، جعله يعتبر أحد أهم الدعائم التي تهيئ وتكمل الإنتاج الزراعي .

كما أن حياتنا الاجتماعية أصبحت معتمدة على النفط ومشتقاته إلى درجة لا يمكن لمجتمع متطور أن يعيش بدونه ، وتبلغ نسبة استخدامنا له 62 % من مجمل الطاقة المستخدمة في العالم . فالسيارات والطائرات والبواخر وقسم من الطاقة الكهربائية المنتجة في العالم وكذلك التدفئة والتبريد وتهيئة الطعام وما شابه ذلك من متطلبات الحياة الحديثة ، أصبحت لا يمكن أن تستغني عن النفط ومشتقاته ولو لمدة قصيرة من الزمن .

وكذلك فالنفط سلاح رهيب أثناء الحروب ، فمن الناحية العسكرية ليس بإمكان أي دولة قوية أن تربح حرباً بدونه ، والتاريخ مليئ بالأحداث التي تشهد على ذلك .

من المعروف أن النفط ثروة محدودة سوف تنفد في المستقبل القريب ، لذا فإن الدول اليوم تحاول إيجاد مصادر طاقة بديلة كالطاقة النووية والشمسية . ولكن إنشاء المحطات النووية وتخزين الطاقة الشمسية وإنتاج الهيدروجين المسيّل كلها لم تؤثر على دور وأهمية النفط ، ولا تزال مكانته ترتفع في عصرنا الحاضر وتتصاعد استخداماته اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً ، مما يجعل منه الثروة الهائلة التي لا غنى عنها ، فهو الملقب بالذهب الأسود .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


النفط كمادة أولية:


يضيف زيت النفط إلى قيمته كمصدر للوقود والطاقة قيمته كمادة أولية وقيمته كسلعة استراتيجية لها فاعليتها في سنوات السلم وسنوات الحرب . وتظهر أهمية النفط كمادة خام من ناحية تحويله إلى عدد كبير من المشتقات التي تدخل في كثير من الصناعات البتروكيميائية وتسهم في إنتاج العديد من السلع ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة كزيوت التشحيم التي حلت تماماً محل زيوت التشحيم والنباتية ، ثم صناعات الأصباغ والمواد الطبية والصيدلية والمواد الاستهلاكية كالصابون والعطور ومواد التجميل والورق وبعض المواد الغذائية والأسمدة الكيماوية والأقمشة والألياف الصناعية والمطاط الصناعي وصناعة المفرقعات ورصف الطرق .

ويضيف النفط إلى ذلك أهميته الاستراتيجية التي تستمد من قيمته كوقود ومن قيمته كمادة خام تسهم في إنتاج كثير من السلع الضرورية ، وتظهر هذه القيمة الاقتصادية في الدور الفريد الذي يلعبه البترول في العلاقات الاقتصادية والسياسية والصراع العالمي على مناطق النفط .

صفات النفط وتركيبه :

استمدت كلمة البترول أصلها من الكلمتين اليونانيتين : "بترا" و "ليوم" واللتين تعنيان زيت الصخر ، ويطلق مصطلح "Petroleum" بصورة عامة على جميع المواد الهيدروكربونية Hydrocarbon التي تتكون بصورة طبيعية ، ولكن بالمعنى التجاري الضيق يطلق على المواد السائلة مصطلح "الزيت أو النفط الخام Crude Oil" بينما يطلق على المواد الغازية مصطلح "الغاز الطبيعي Natural Gas".

وتختلف الخواص الطبيعية للنفط الخام باختلاف أنواعه ، فالبعض منها ثقيل ولزج والبعض الآخر خفيف ورائق وله رائحة خاصة ولونه عادة أسود يميل إلى الخضرة ولكن لون بعض أنواعه بني أو أصفر داكن . كما تختلف درجة الوزن النوعي للنفط من خام إلى آخر وتختلف نسبة الكبريت الذي يحويه .

والنفط هو عبارة عن سائل يتكون من مخاليط معقدة وغير متجانسة من مركبات عضوية هيدروكربونية ذات تركيبات جزيئية متنوعة وخواص طبيعية وكيميائية مختلفة . وبالإضافة إلى هذه المركبات يحتوي النفط الخام على بعض الشوائب كالكبريت والأوكسجين والنيتروجين والماء والأملاح المعدنية ، وكذلك على بعض المعادن مثل الفاناديوم والحديد والصوديوم وغيرها ، ووجود هذه الشوائب في النفط الخام غير مرغوب فيه لتأثيرها السلبي على عمليات المعالجة والتكرير .

أما صناعة النفط فتضم عدداً من المراحل تبدأ بعمليات الاستكشاف أو التنقيب ، ثم تنتقل إلى مرحلة السير والتقدير ثم عملية الإنتاج الفعلي ( الاستخراج ) ثم النقل والتكرير والتوزيع .

تكرير النفط :

يقصد بالتكرير العمليات المختلفة التي تجري على النفط الخام لتحويله إلى مشتقات قابلة للاستهلاك . فبعد استخراج النفط الخام ينقل إلى معامل التكرير وهو خليط من عشرات المركبات التي يطلق عليها الهيدروكربونات .

وعملية التكرير هي عبارة عن فصل هذه المركبات بعضها عن بعض بحسب مواصفات معينة ، وأبسط العمليات هي التي تجري في أبراج التقطير حيث يقطر النفط تقطيراً عادياً بواسطة الحرارة . ونظراً لاختلاف درجات الحرارة التي يغلي عندها كل منتج نفطي ، يتحول النفط الخام من خلالها إلى مجموعة من المنتجات النفطية التي تتراوح كثافتها بين مقطرات خفيفة وغازات خفيفة ومواد ثقيلة مثل الإسفلت وغيرها .

ويعتبر الوطن العربي من أهم مناطق إنتاج النفط الخام في العالم ، حيث يخصه أكثر من ثلث ما يتم إنتاجه ، لكن نصيبه في صناعة التكرير لا يتعدى 8 % من طاقة التكرير في العالم .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الاحتياطي النفطي :

بعد أن يتم اكتشاف النفط والحصول على بعض المعلومات عنه من خلال حفر البئر الاستكشافية في حقل ما، يتم احتساب النفط المخزون في باطن الأرض وتحديد الاحتياطي ووضع خطة لتطوير الحقل فيما إذا كان الاحتياطي بالحجم الذي يمكن معه استغلال الحقل بصورة اقتصادية.


ولا بد هنا من تأكيد الفرق بين الاحتياطي والنفط المخزون في الصخور، حيث أن حجم النفط المخزون هو الحجم الكلي للنفط الموجود في مسامات الصخور، بينما الاحتياطي هو ذلك الجزء من النفط المخزون في الصخور والذي من الممكن استخلاصه بالتكاليف الاقتصادية والأسعار المحددة في فترة زمنية معينة وبالطرق التقنية المتوفرة .

التوزيع الجغرافي لإنتاج النفط في العالم :

يظهر هذا الترتيب أولى الدول في إنتاج النفط في العالم ( لعام 2006 ) :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إنتاج النفط في الوطن العربي :

يحتل الوطن العربي مكانة ممتازة في عالم النفط، ولم يأخذ النفط العربي مكانته وأهميته العالمية إلا بعد الحرب العالمية الثانية عندما تبينت للعالم أهمية النفط الاستراتيجية والاقتصادية.

كان مجموع الإنتاج العربي في عام 1945 حوالي 73 مليون برميل، ثم قفز في عام 1950 إلى ما يقرب من ستة أضعاف ما كان عليه في عام 1945، واطّرد في الارتفاع فصار حوالى 5 مليارات برميل في سنة 1971 ، ليصل إلى 6.87 مليار برميل لعام 2005 وبذلك يكون وصل إلى سبع وخمسين ضعفاً .

ومما يزيد من أهمية النفط العربي على الصعيد الدولي أن تلك الزيادة الكبيرة تحققت في وقت أصيبت فيه معدلات زيادة الإنتاج في معظم مناطق الإنتاج الرئيسية بتناقص متواصل، وقد ترتب على ذلك أن ارتفعت نسبة النفط العربي في مجموع إنتاج النفط العالمي من 4 % عام 1946 إلى حوالى 30 % في عام 1971 ثم إلى 34.6 % في عام 2005 .

مزايا النفط العربي :

ينفرد النفط العربي بمزايا عديدة تجعله يحتل مكانة مرموقة في عالم النفط ، وترجع هذه المزايا في المقام الأول إلى تضافر مجموعة من الظروف الجيولوجية والجغرافية ، وأهمها :

· ضخامة احتياطي النفط العربي بالنسبة للاحتياطي العالمي .
· ضخامة إنتاج آبار النفط العربي .
· انخفاض تكاليف إنتاج النفط العربي .
· اشتداد الطلب عليه .

استهلاك النفط العالمي :

مما لا شك فيه أن الطلب العالمي المتزايد على استهلاك النفط ومنتجاته يلعب دوراً كبيراً في الزيادة المطردة في إنتاج النفط العالمي . ويمكن القول بأن التوزيع الجغرافي لاستهلاك النفط العالمي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطور الاقتصادي ، وهو يقدم لنا صورة أكثر وضوحاً للتقدم الاقتصادي مما يعكسه التوزيع الجغرافي للمناطق المنتجة للنفط . وبعبارة أخرى فإن عمران المناطق التي تشتهر بإنتاج النفط في العالم لا يعني بالضرورة أن تكون أكثر المناطق استهلاكاً له .

فالولايات المتحدة الأمريكية والصين نتيجة لتطورهما السريع ونتيجة لتحولهما في اعتمادهما على النفط ومشتقاته في إنتاج الطاقة وفي التطور الصناعي والاجتماعي أصبحتا في مقدمة دول العالم في الاستهلاك النفطي ، وتحتل الولايات المتحدة مركز الصدارة باستهلاك قدره 20.59 مليون برميل يومياً ، أما الصين فتستهلك 7.27 مليون برميل يومياً .

والاستهلاك النفطي بصورة خاصة يعتبر عاملاً فعالاً في تصنيع بعض الدول ، حيث يجلب معه صناعة تكرير النفط ومشتقاته وكذلك الصناعات البتروكيميائية . كما أنه يعتبر بصورة عامة عاملاً مساعداً لتكوين نواة تصنيع شامل ، ويعمل أيضاً على نمو وسائل النقل الخاصة والعامة نمواً سريعاً .

والنفط يعتبر من المواد التي ليس من الصواب خزنها لمدة طويلة ، لذلك فإن مقدار المنتج منه يمكن تحديده للتخلص مما تترتب عليه كلفة التخزين ، وعلى هذا الأساس يرتب الإنتاج ترتيباً دقيقاً في علاقته بالطلب العالمي .

وتعمل بعض الدول ، خاصة الصناعية منها والتي تعتمد في كيانها الصناعي والاقتصادي على المستورد من النفط كدول أوروبا والولايات المتحدة ، تعمل على تخزين كميات كبيرة من النفط الخام ومشتقاته كاحتياطي لصناعاتها واستهلاكها لتلافي ما قد يحصل من أزمات نفطية أو سياسية أو عسكرية في العالم . ولكن هذا الاحتياطي المخزن يسد حاجتها لبضعة أيام أو أسابيع على الأكثر ، وبمرور السنين وباتساع رقعة التطور الاجتماعي والاقتصادي لتلك الدول تزداد هذه الكمية المخزونة كنتيجة لزيادة الاستهلاك سنة بعد أخرى .

وهناك عدد من العوامل التي أثرت في تطور الطلب العالمي على النفط في الماضي تشارك هي ذاتها مع عوامل أخرى جديدة في تحديد حجم الطلب على النفط في المستقبل . ويمكن شرح هذه العوامل بالشكل التالي :

· عوامل اجتماعية تتمثل في نمو السكان وتأثير هذا العامل في تزايد الطلب على النفط ، فكلما تغير حجم السكان أدى ذلك إلى تغيير مقدار الطلب ، وبالتالي مقدار الاستهلاك . ولكن النفط من السلع التي يرتبط استهلاكها أساساً بالتقدم الاقتصادي والارتفاع في مستويات المعيشة ، ولهذا السبب نلاحظ أن الطلب عليه في البلاد النامية لا يتأثر بالزيادات التي تطرأ على حجم السكان بمثل ما يتأثر به استهلاك النفط في البلاد المتقدمة .


· عوامل اقتصادية تختص بالنمو الاقتصادي ، فاتساع نطاق التنمية الاقتصادية في عدد من بلاد العالم يتزايد ، وما اقترن به من تزايد نشاط النقل واستعمال الآلات الحديثة والتصنيع وارتفاع المدخول قد أدى إلى زيادة مطردة في الطلب على مصادر الطاقة وبخاصة المنتجات النفطية منها . ويختلف نمط الطلب على المنتجات النفطية ومقداره باختلاف مرحلة النمو الاقتصادي من بلد لآخر .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عرض البوم صور snowwhite  
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 25-07-2014, 11:41 PM
snowwhite snowwhite غير متواجد حالياً
عضو متميز
افتراضي رد: ~*¤ô§ô¤*~ *مكتبة حلقــــــات اقتصاديــــة فى التحليل الأساسى -*~*¤ô§ô¤*~

سلسلة حلقات اقتصادية – الحلقة 26 : النفط وارتباطه بالعملات ( 1 )



أهمية النفط في حياتنا المعاصرة :

تزداد أهمية النفط في هذا العالم يوماً بعد يوم تبعاً لتعدد وتزايد خدماته واستعمالاته في المجالات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة ، ناهيك عن تصاعد أهميته واستراتيجيته العسكرية حتى بعد انتشار استعمال الطاقة النووية . لذا فالنفط هو الدم الذي يجري في عروق اقتصاد الشعوب والأمم ، خاصة الصناعية منها ، فهو اليوم المحرك الرئيسي لحركة المجتمع وتطوره .


لقد ظل الإنسان منذ وجوده على وجه الأرض حتى قبل حوالى مائة عام يعتمد في إنتاج معظم الطاقة على المصادر النبتية والبشرية ، أما اليوم فإن أكثر من 90 بالمائة منها ينتج من مصادر محدودة وأكثر من ثلثيها يأتي من النفط والغاز الطبيعي . وقليل منا يفكر في اعتمادنا الكلي في معظم نواحي حياتنا على النفط والغاز ومشتقاتهما ، إذ إن النفط يوجد في الطبيعة بكميات اقتصادية في الصخور تحت سطح الأرض ، ولا بد أن يأتي يوم وينفد .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بدأت صناعة النفط في أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر حين قام الكولونيل أدوين ديريك بحفر أول بثر في العالم بالولايات المتحدة الأمريكية في شهر آب أغسطس عام 1859 بولاية بنسلفانيا ، وقد اعتبر ذلك التاريخ بداية صناعة النفط الحديثة ، ولو أنه كانت قبل ذلك تنتج من الزيت كميات صغيرة في روسيا القيصرية منذ عام 1856 وفي رومانيا منذ عام 1857 . ثم توالت الاكتشافات النفطية في أمريكا والشرق الأوسط وروسيا وغيرها ، وراح عصر النفط ينتشر في كل مكان من العالم .

وقد بدأ الإنتاج العالمي في الازدياد بدرجة كبيرة ابتداء من عام 1861 ، وكان من بين العوامل التي أدت إلى هذا النمو السريع هو التحول الكلي نحو استعمال الكيروزين للإضاءة وللاستعمالات المنزلية الأخرى ، وتزايد استخدام زيوت التشحيم للآلات ، واستعمال البنزين بعد اختراع المحرك ذي الاحتراق الداخلي ، واستعمال زيت الوقود بدلاً من الفحم .

ويشكل النفط في المجال الصناعي نسبة عالية جداً من مجال توفير الطاقة لاستمرار حركة الآلات في المصانع والمعامل ، كما أنه المموّل الفعال في تقديم مختلف المنتوجات والمشتقات التي تدخل في عملية التشحيم والدهونات التي تحافظ على استمرار القدرة في الإنتاج ومواصلة العمل في المصانع والمعامل .

ودخول النفط كمادة خام لإنتاج المواد الاستهلاكية والمنتجات الأخرى التي تخدم الحضارة البشرية ، جعله يسهل للإنسان سبل عيشه ومسيرة حياته وانتشار حضارته . ودور النفط في الزراعة على صعيد إنتاج الطاقة والدهون للآلات الزراعية ، وعلى صعيد استعمال مشتقاته في الأسمدة ومكافحة الآفات والحشرات ، جعله يعتبر أحد أهم الدعائم التي تهيئ وتكمل الإنتاج الزراعي .

كما أن حياتنا الاجتماعية أصبحت معتمدة على النفط ومشتقاته إلى درجة لا يمكن لمجتمع متطور أن يعيش بدونه ، وتبلغ نسبة استخدامنا له 62 % من مجمل الطاقة المستخدمة في العالم . فالسيارات والطائرات والبواخر وقسم من الطاقة الكهربائية المنتجة في العالم وكذلك التدفئة والتبريد وتهيئة الطعام وما شابه ذلك من متطلبات الحياة الحديثة ، أصبحت لا يمكن أن تستغني عن النفط ومشتقاته ولو لمدة قصيرة من الزمن .

وكذلك فالنفط سلاح رهيب أثناء الحروب ، فمن الناحية العسكرية ليس بإمكان أي دولة قوية أن تربح حرباً بدونه ، والتاريخ مليئ بالأحداث التي تشهد على ذلك .

من المعروف أن النفط ثروة محدودة سوف تنفد في المستقبل القريب ، لذا فإن الدول اليوم تحاول إيجاد مصادر طاقة بديلة كالطاقة النووية والشمسية . ولكن إنشاء المحطات النووية وتخزين الطاقة الشمسية وإنتاج الهيدروجين المسيّل كلها لم تؤثر على دور وأهمية النفط ، ولا تزال مكانته ترتفع في عصرنا الحاضر وتتصاعد استخداماته اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً ، مما يجعل منه الثروة الهائلة التي لا غنى عنها ، فهو الملقب بالذهب الأسود .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


النفط كمادة أولية:


يضيف زيت النفط إلى قيمته كمصدر للوقود والطاقة قيمته كمادة أولية وقيمته كسلعة استراتيجية لها فاعليتها في سنوات السلم وسنوات الحرب . وتظهر أهمية النفط كمادة خام من ناحية تحويله إلى عدد كبير من المشتقات التي تدخل في كثير من الصناعات البتروكيميائية وتسهم في إنتاج العديد من السلع ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة كزيوت التشحيم التي حلت تماماً محل زيوت التشحيم والنباتية ، ثم صناعات الأصباغ والمواد الطبية والصيدلية والمواد الاستهلاكية كالصابون والعطور ومواد التجميل والورق وبعض المواد الغذائية والأسمدة الكيماوية والأقمشة والألياف الصناعية والمطاط الصناعي وصناعة المفرقعات ورصف الطرق .

ويضيف النفط إلى ذلك أهميته الاستراتيجية التي تستمد من قيمته كوقود ومن قيمته كمادة خام تسهم في إنتاج كثير من السلع الضرورية ، وتظهر هذه القيمة الاقتصادية في الدور الفريد الذي يلعبه البترول في العلاقات الاقتصادية والسياسية والصراع العالمي على مناطق النفط .

صفات النفط وتركيبه :

استمدت كلمة البترول أصلها من الكلمتين اليونانيتين : "بترا" و "ليوم" واللتين تعنيان زيت الصخر ، ويطلق مصطلح "Petroleum" بصورة عامة على جميع المواد الهيدروكربونية Hydrocarbon التي تتكون بصورة طبيعية ، ولكن بالمعنى التجاري الضيق يطلق على المواد السائلة مصطلح "الزيت أو النفط الخام Crude Oil" بينما يطلق على المواد الغازية مصطلح "الغاز الطبيعي Natural Gas".

وتختلف الخواص الطبيعية للنفط الخام باختلاف أنواعه ، فالبعض منها ثقيل ولزج والبعض الآخر خفيف ورائق وله رائحة خاصة ولونه عادة أسود يميل إلى الخضرة ولكن لون بعض أنواعه بني أو أصفر داكن . كما تختلف درجة الوزن النوعي للنفط من خام إلى آخر وتختلف نسبة الكبريت الذي يحويه .

والنفط هو عبارة عن سائل يتكون من مخاليط معقدة وغير متجانسة من مركبات عضوية هيدروكربونية ذات تركيبات جزيئية متنوعة وخواص طبيعية وكيميائية مختلفة . وبالإضافة إلى هذه المركبات يحتوي النفط الخام على بعض الشوائب كالكبريت والأوكسجين والنيتروجين والماء والأملاح المعدنية ، وكذلك على بعض المعادن مثل الفاناديوم والحديد والصوديوم وغيرها ، ووجود هذه الشوائب في النفط الخام غير مرغوب فيه لتأثيرها السلبي على عمليات المعالجة والتكرير .

أما صناعة النفط فتضم عدداً من المراحل تبدأ بعمليات الاستكشاف أو التنقيب ، ثم تنتقل إلى مرحلة السير والتقدير ثم عملية الإنتاج الفعلي ( الاستخراج ) ثم النقل والتكرير والتوزيع .

تكرير النفط :

يقصد بالتكرير العمليات المختلفة التي تجري على النفط الخام لتحويله إلى مشتقات قابلة للاستهلاك . فبعد استخراج النفط الخام ينقل إلى معامل التكرير وهو خليط من عشرات المركبات التي يطلق عليها الهيدروكربونات .

وعملية التكرير هي عبارة عن فصل هذه المركبات بعضها عن بعض بحسب مواصفات معينة ، وأبسط العمليات هي التي تجري في أبراج التقطير حيث يقطر النفط تقطيراً عادياً بواسطة الحرارة . ونظراً لاختلاف درجات الحرارة التي يغلي عندها كل منتج نفطي ، يتحول النفط الخام من خلالها إلى مجموعة من المنتجات النفطية التي تتراوح كثافتها بين مقطرات خفيفة وغازات خفيفة ومواد ثقيلة مثل الإسفلت وغيرها .

ويعتبر الوطن العربي من أهم مناطق إنتاج النفط الخام في العالم ، حيث يخصه أكثر من ثلث ما يتم إنتاجه ، لكن نصيبه في صناعة التكرير لا يتعدى 8 % من طاقة التكرير في العالم .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الاحتياطي النفطي :

بعد أن يتم اكتشاف النفط والحصول على بعض المعلومات عنه من خلال حفر البئر الاستكشافية في حقل ما، يتم احتساب النفط المخزون في باطن الأرض وتحديد الاحتياطي ووضع خطة لتطوير الحقل فيما إذا كان الاحتياطي بالحجم الذي يمكن معه استغلال الحقل بصورة اقتصادية.


ولا بد هنا من تأكيد الفرق بين الاحتياطي والنفط المخزون في الصخور، حيث أن حجم النفط المخزون هو الحجم الكلي للنفط الموجود في مسامات الصخور، بينما الاحتياطي هو ذلك الجزء من النفط المخزون في الصخور والذي من الممكن استخلاصه بالتكاليف الاقتصادية والأسعار المحددة في فترة زمنية معينة وبالطرق التقنية المتوفرة .

التوزيع الجغرافي لإنتاج النفط في العالم :

يظهر هذا الترتيب أولى الدول في إنتاج النفط في العالم ( لعام 2006 ) :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إنتاج النفط في الوطن العربي :

يحتل الوطن العربي مكانة ممتازة في عالم النفط، ولم يأخذ النفط العربي مكانته وأهميته العالمية إلا بعد الحرب العالمية الثانية عندما تبينت للعالم أهمية النفط الاستراتيجية والاقتصادية.

كان مجموع الإنتاج العربي في عام 1945 حوالي 73 مليون برميل، ثم قفز في عام 1950 إلى ما يقرب من ستة أضعاف ما كان عليه في عام 1945، واطّرد في الارتفاع فصار حوالى 5 مليارات برميل في سنة 1971 ، ليصل إلى 6.87 مليار برميل لعام 2005 وبذلك يكون وصل إلى سبع وخمسين ضعفاً .

ومما يزيد من أهمية النفط العربي على الصعيد الدولي أن تلك الزيادة الكبيرة تحققت في وقت أصيبت فيه معدلات زيادة الإنتاج في معظم مناطق الإنتاج الرئيسية بتناقص متواصل، وقد ترتب على ذلك أن ارتفعت نسبة النفط العربي في مجموع إنتاج النفط العالمي من 4 % عام 1946 إلى حوالى 30 % في عام 1971 ثم إلى 34.6 % في عام 2005 .

مزايا النفط العربي :

ينفرد النفط العربي بمزايا عديدة تجعله يحتل مكانة مرموقة في عالم النفط ، وترجع هذه المزايا في المقام الأول إلى تضافر مجموعة من الظروف الجيولوجية والجغرافية ، وأهمها :

· ضخامة احتياطي النفط العربي بالنسبة للاحتياطي العالمي .
· ضخامة إنتاج آبار النفط العربي .
· انخفاض تكاليف إنتاج النفط العربي .
· اشتداد الطلب عليه .

استهلاك النفط العالمي :

مما لا شك فيه أن الطلب العالمي المتزايد على استهلاك النفط ومنتجاته يلعب دوراً كبيراً في الزيادة المطردة في إنتاج النفط العالمي . ويمكن القول بأن التوزيع الجغرافي لاستهلاك النفط العالمي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطور الاقتصادي ، وهو يقدم لنا صورة أكثر وضوحاً للتقدم الاقتصادي مما يعكسه التوزيع الجغرافي للمناطق المنتجة للنفط . وبعبارة أخرى فإن عمران المناطق التي تشتهر بإنتاج النفط في العالم لا يعني بالضرورة أن تكون أكثر المناطق استهلاكاً له .

فالولايات المتحدة الأمريكية والصين نتيجة لتطورهما السريع ونتيجة لتحولهما في اعتمادهما على النفط ومشتقاته في إنتاج الطاقة وفي التطور الصناعي والاجتماعي أصبحتا في مقدمة دول العالم في الاستهلاك النفطي ، وتحتل الولايات المتحدة مركز الصدارة باستهلاك قدره 20.59 مليون برميل يومياً ، أما الصين فتستهلك 7.27 مليون برميل يومياً .

والاستهلاك النفطي بصورة خاصة يعتبر عاملاً فعالاً في تصنيع بعض الدول ، حيث يجلب معه صناعة تكرير النفط ومشتقاته وكذلك الصناعات البتروكيميائية . كما أنه يعتبر بصورة عامة عاملاً مساعداً لتكوين نواة تصنيع شامل ، ويعمل أيضاً على نمو وسائل النقل الخاصة والعامة نمواً سريعاً .

والنفط يعتبر من المواد التي ليس من الصواب خزنها لمدة طويلة ، لذلك فإن مقدار المنتج منه يمكن تحديده للتخلص مما تترتب عليه كلفة التخزين ، وعلى هذا الأساس يرتب الإنتاج ترتيباً دقيقاً في علاقته بالطلب العالمي .

وتعمل بعض الدول ، خاصة الصناعية منها والتي تعتمد في كيانها الصناعي والاقتصادي على المستورد من النفط كدول أوروبا والولايات المتحدة ، تعمل على تخزين كميات كبيرة من النفط الخام ومشتقاته كاحتياطي لصناعاتها واستهلاكها لتلافي ما قد يحصل من أزمات نفطية أو سياسية أو عسكرية في العالم . ولكن هذا الاحتياطي المخزن يسد حاجتها لبضعة أيام أو أسابيع على الأكثر ، وبمرور السنين وباتساع رقعة التطور الاجتماعي والاقتصادي لتلك الدول تزداد هذه الكمية المخزونة كنتيجة لزيادة الاستهلاك سنة بعد أخرى .

وهناك عدد من العوامل التي أثرت في تطور الطلب العالمي على النفط في الماضي تشارك هي ذاتها مع عوامل أخرى جديدة في تحديد حجم الطلب على النفط في المستقبل . ويمكن شرح هذه العوامل بالشكل التالي :

· عوامل اجتماعية تتمثل في نمو السكان وتأثير هذا العامل في تزايد الطلب على النفط ، فكلما تغير حجم السكان أدى ذلك إلى تغيير مقدار الطلب ، وبالتالي مقدار الاستهلاك . ولكن النفط من السلع التي يرتبط استهلاكها أساساً بالتقدم الاقتصادي والارتفاع في مستويات المعيشة ، ولهذا السبب نلاحظ أن الطلب عليه في البلاد النامية لا يتأثر بالزيادات التي تطرأ على حجم السكان بمثل ما يتأثر به استهلاك النفط في البلاد المتقدمة .


· عوامل اقتصادية تختص بالنمو الاقتصادي ، فاتساع نطاق التنمية الاقتصادية في عدد من بلاد العالم يتزايد ، وما اقترن به من تزايد نشاط النقل واستعمال الآلات الحديثة والتصنيع وارتفاع المدخول قد أدى إلى زيادة مطردة في الطلب على مصادر الطاقة وبخاصة المنتجات النفطية منها . ويختلف نمط الطلب على المنتجات النفطية ومقداره باختلاف مرحلة النمو الاقتصادي من بلد لآخر .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




رد مع اقتباس