السلام عليكم، إخواني وأخواتي الأفاضل، سأكون أول الكاتبين في الموضوع الذي قمتُ بفتحة، لأنال ثواب من استعان بما أكتبه على مكابدة مشاق الحياة، حتى وإن كان ما سأكتبه ليس فيه كبير فائدة لغالبكم، إلا أَنّا أُمِرنا بأن لا نحقر من المعروف شيئا، فما كان معروفا عند البعض، قد يكون مجهولا عند آخرين. والله أعلم.
إخواني الأفاضل: من الأهمية بمكان أن يكون من يريد المتاجرة بالذهب ملما بقراءة المؤشرات الفنية، ولو على وجه الاجمال لا التفصيل، لكي لا يدخل إلى السوق في الوقت الذي يخرج منه التجار، ولا يخرج في الوقت الذي يدخل فيه التجار، فيذوق وبال أمره.
ثم يجب على المتاجر بالذهب أن يدخل إلى السوق بأموال فائضة عن حاجته، لكي لا يتعرض لضغط نفسي أثناء المتاجرة فيقدمُ على عملياتٍ شرائيةٍ أو بيعيةٍ اضطراريةٍ غير اختيارية.
ثم يجب على المتاجر أن يقوم بتقسيم أمواله إلى عدد من الأجزاء المتساوية تقريبا، ليشتري بجزء واحد، فإن ارتد السعر اشترى مرة أخرى للتبريد على الشراء الأول، فإن ارتد السعر يقوم بعملية شراء ثالثة ليُبَرِّد على العملية الأولى والثانية، فإن ارتد يشتري بجزء آخر وهكذا بالتدريج على حسب تقسيمه لأمواله، ليساير السوق، فإن ارتفعت الأسعار فإن شاءَ أن يبيع دفعة واحدة فليفعل وهو خير ساقه الله له، وإن شاء أن يبيع بالتدريج ليقتنص الربح بالتدريج فهو أفضل -بالنسبة لي- بشرط أن يملك التاجر ذهبا "يَسْوَى" وأموالا، أما سبب اشتراط الأموال، فلأن السعر قد يرتد فيحتاج لأن يشتري ليساير السوق من جديد، وأما اشتراط ملك الذهب الذي يسوى، فلأن الذهب القليل لا يستحق التجزئة.
وفائدة البيع المجزئ، هو أن صعود الأسعار قد يحصل بالتدريج كما النزول بالتدريج، وبتقسيم البيع على مراحل يكون التاجر قام بجني ربح جزئٍّي في كل مرة، ولو ارتد السعر فيما بعدُ فجأةً، فلن يتضرر التاجر ذلك الضرر الكبير، لأنه قد قام مسبقا بجني جزء من الأرباح مقدما.
وقد حصل هذا معي شخصيا، فقد اشتريت بناء على قراءة للمؤشرات ولتحليلات بعض المتخصصين، لكن حصل ما لم يكن بالحسبان، فنزل السعر ولم يرتفع، وتبرأ المحللون من كلامهم السابق واختلقوا الأعذار، ثم تكررت نفس العملية لعدد من المرات، وفي كل مرة أشتري فينزل السعر بعد الشراء ! والحقيقة أني انفعلت مما وقع، لكني احتفظت بذهبي الخام لأني غير مضطرٍ لبيعه، ثم لم تلبث الأسعار أن عاودت الارتفاع، فاغتبطتُ بما اشتريته قبل بضعة أسابيع أيّما غبطة، فصرت أنظر إلى المؤشر ثم تراني كل كم يوم منطلق إلى السوق لأبيع ما عندي من ذهب مجزأً (: فكسبتُ رزقا طيبا ولله الحمد.
وهنا تظهر مميزة تجارة الذهب الخام "الفيزيكال"، وهي أنك تستيطع الاحتفاظ به إلى الوقت الذي تريده، ثم ترجع فتبيعه مرة أخرى.
وهنا أود أن أقول أن مما استفدته من خلال تجربة غير طويلة، أني أقوم بالبيع مباشرة إن ارتفع السوق أيُّ ارتفاع فيه ربح مقبول، لأقتنص الربح ولا اُطيل انتظار الأرباح المتوهمة المظنونة. لأني لما كنت أنتظر تحقق أهدافٍ متوهمةٍ، ثم تطول مدة تحققها، كنت أضطرب نفسيا بعض الشيء، وذلك أن السعر قد يُقارب الهدف الذي أنتظره ثم ينزل فأعود للترقب من جديد وقد يتكرر هذا الصعود وتلك المقاربة للهدف المتوهم وأنا انتظر بلوغ الهدف، ولو بلغ الهدف ستكون النتيجة في النهاية هو تحقيق "ربح" مضاعف، لكني لو قمت بالبيع مباشرة عند حصول ربح مناسب، ثم الدخول مرة أخرى عند ارتداد السعر ثم الخروج بالبيع مرة أخرى عند مكان مناسب، لاستفدت نفس النتيجة، وكسبت إراحة نفسي من طول الترقب، وربما حققت أرباحا مضاعفة من خلال تكرار عمليات البيع والشراء في نفس مدة الانتظار الطويلة.
إخواني وأخواتي: إن ما كتبته هو ما تجربة شخصية أقوم بسلوكها في الفترة الراهنة، وأنا أنتظر مشاركاتكم لأستفيد من خبراتكم، ودمتم بود. والله أعلم.