عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-2012, 03:47 PM   المشاركة رقم: 9
الكاتب
Napoli
عضو فعال
الصورة الرمزية Napoli

البيانات
تاريخ التسجيل: Aug 2011
رقم العضوية: 4936
العمر: 47
المشاركات: 656
بمعدل : 0.14 يوميا

الإتصالات
الحالة:
Napoli غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Napoli المنتدى : منتدى الاخبار و التحليل الاساسى
7 رد: المفكرة الاقتصادية الأسبوعية و الأخبار اليومية

المصدر:

صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية


يعرف الكثيرون النكتة الأوروبية القديمة عن الفردوس والجحيم. فالفردوس هو المكان الذي يتولى فيه البريطانيون مسؤولية حفظ النظام، ويكون فيه الإيطاليون عشاقاً، والفرنسيون طهاة، ويقوم فيه الألمان بالأعمال الهندسية. أما الجحيم فهو المكان الذي يكون فيه البريطانيون هم الطهاة، والألمان هم العشاق، والفرنسيون هم المهندسون، والإيطاليون هم من يديرون المكان. وبالفعل، هناك أنواع مختلفة من المتغيرات التي تتحول إلى نكات مضحكة في مقاهي بروكسل، ولكن ذلك هو جوهرها.

في الواقع، يعد النظام الأوروبي نظاماً فردوسياً، وذلك على الأقل، لأن الألمان هم المهندسون بلا شك. ففي هذا العالم الذي نشغله في الوقت الحالي، نجد أن السيارات ألمانية، والغسالات ألمانية، والألياف البصرية ألمانية، وأجهزة التصوير الطبية ذات القيمة العالية ألمانية، والأدوات الآلية ألمانية. والمشكلة الوحيدة هي أن النتيجة بعيدة كل البعد عن الفردوس، بالنسبة لمعظم اقتصادات أوروبا. وفي حقيقة الأمر، فإن التجربة برمتها تبدو أقرب إلى الجحيم يوماً بعد يوم. وكانت الصحف الأوروبية مؤخراً، تزخر بالتقارير المؤلمة حول معاناة الشباب العاطلين عن العمل في أوروبا، حيث تصل نسبتهم في إسبانيا إلى 50 في المئة من القوى العاملة التي تتراوح أعمارها بين 18 و24 عاماً. ونحن ننظر إلى مذبحة للأمل والموهبة، وإلى جيل قد لا يستعيد ثقته أبداً، وإلى جحافل من الشباب المحكوم عليهم بالتحسر على الإعانات الحكومية، في الوقت الذي يمكنهم أن يتعلموا كيف يكونون موظفين. والأمر ذاته ينطبق، إلى حد أكبر أو أقل، على جميع البلدان الواقعة على أطراف منطقة اليورو.

ولكن ألقوا نظرة على ألمانيا.. ها نحن نعيش ما يوصف بأنه أسوأ أزمة عالمية منذ 50 عاماً، ومع ذلك فإن ألمانيا تحقق أرقام عمالة قياسية، أعداد قياسية من الأشخاص الذين يعملون ويتسلمون رواتب جيدة.

ما الذي يحدث؟ لا بد من أن هناك شيئاً يتعلق بالوضع الحالي، ويعد رائعاً بالنسبة لألمانيا، وكابوساً بالنسبة للآخرين. ذلك الشيء هو اليورو.

على امتداد السنوات القليلة الماضية، أصبحنا على دراية بالتحليل المالي لهذه المشكلة، إذ يقال لنا إن المسألة برمتها تتعلق بعدم احترام معاهدة ماستريخت، والإنفاق المسرف، والقروض التي حصلت عليها كل من البرتغال وإسبانيا وإيطاليا واليونان. وهذا صحيح بالتأكيد، نظراً لأن معدلات الفائدة المنخفضة على نحو غير مناسب في منطقة اليورو، هي التي سمحت لتلك البلدان بتكديس ديون، بات من الواضح أنها تعجز عن سدادها.

غير أن مشكلة الديون تلك تمثل، ولو جزئياً، جانباً من الطريقة التي يعمل بها اليورو، بصفته اتحاداً نقدياً يستحيل فيه تخفيض قيمة العملة. ويتلخص ذلك كله في تكاليف وحدة العمل، ويتم تحديد تكاليف وحدة العمل، مع الأسف، من خلال الصور النمطية الوطنية، التي تنطوي على قدر ضئيل يؤسف له من الحقيقة.!!



عرض البوم صور Napoli  
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20-02-2012, 03:47 PM
Napoli Napoli غير متواجد حالياً
عضو فعال
7 رد: المفكرة الاقتصادية الأسبوعية و الأخبار اليومية

المصدر:

صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية


يعرف الكثيرون النكتة الأوروبية القديمة عن الفردوس والجحيم. فالفردوس هو المكان الذي يتولى فيه البريطانيون مسؤولية حفظ النظام، ويكون فيه الإيطاليون عشاقاً، والفرنسيون طهاة، ويقوم فيه الألمان بالأعمال الهندسية. أما الجحيم فهو المكان الذي يكون فيه البريطانيون هم الطهاة، والألمان هم العشاق، والفرنسيون هم المهندسون، والإيطاليون هم من يديرون المكان. وبالفعل، هناك أنواع مختلفة من المتغيرات التي تتحول إلى نكات مضحكة في مقاهي بروكسل، ولكن ذلك هو جوهرها.

في الواقع، يعد النظام الأوروبي نظاماً فردوسياً، وذلك على الأقل، لأن الألمان هم المهندسون بلا شك. ففي هذا العالم الذي نشغله في الوقت الحالي، نجد أن السيارات ألمانية، والغسالات ألمانية، والألياف البصرية ألمانية، وأجهزة التصوير الطبية ذات القيمة العالية ألمانية، والأدوات الآلية ألمانية. والمشكلة الوحيدة هي أن النتيجة بعيدة كل البعد عن الفردوس، بالنسبة لمعظم اقتصادات أوروبا. وفي حقيقة الأمر، فإن التجربة برمتها تبدو أقرب إلى الجحيم يوماً بعد يوم. وكانت الصحف الأوروبية مؤخراً، تزخر بالتقارير المؤلمة حول معاناة الشباب العاطلين عن العمل في أوروبا، حيث تصل نسبتهم في إسبانيا إلى 50 في المئة من القوى العاملة التي تتراوح أعمارها بين 18 و24 عاماً. ونحن ننظر إلى مذبحة للأمل والموهبة، وإلى جيل قد لا يستعيد ثقته أبداً، وإلى جحافل من الشباب المحكوم عليهم بالتحسر على الإعانات الحكومية، في الوقت الذي يمكنهم أن يتعلموا كيف يكونون موظفين. والأمر ذاته ينطبق، إلى حد أكبر أو أقل، على جميع البلدان الواقعة على أطراف منطقة اليورو.

ولكن ألقوا نظرة على ألمانيا.. ها نحن نعيش ما يوصف بأنه أسوأ أزمة عالمية منذ 50 عاماً، ومع ذلك فإن ألمانيا تحقق أرقام عمالة قياسية، أعداد قياسية من الأشخاص الذين يعملون ويتسلمون رواتب جيدة.

ما الذي يحدث؟ لا بد من أن هناك شيئاً يتعلق بالوضع الحالي، ويعد رائعاً بالنسبة لألمانيا، وكابوساً بالنسبة للآخرين. ذلك الشيء هو اليورو.

على امتداد السنوات القليلة الماضية، أصبحنا على دراية بالتحليل المالي لهذه المشكلة، إذ يقال لنا إن المسألة برمتها تتعلق بعدم احترام معاهدة ماستريخت، والإنفاق المسرف، والقروض التي حصلت عليها كل من البرتغال وإسبانيا وإيطاليا واليونان. وهذا صحيح بالتأكيد، نظراً لأن معدلات الفائدة المنخفضة على نحو غير مناسب في منطقة اليورو، هي التي سمحت لتلك البلدان بتكديس ديون، بات من الواضح أنها تعجز عن سدادها.

غير أن مشكلة الديون تلك تمثل، ولو جزئياً، جانباً من الطريقة التي يعمل بها اليورو، بصفته اتحاداً نقدياً يستحيل فيه تخفيض قيمة العملة. ويتلخص ذلك كله في تكاليف وحدة العمل، ويتم تحديد تكاليف وحدة العمل، مع الأسف، من خلال الصور النمطية الوطنية، التي تنطوي على قدر ضئيل يؤسف له من الحقيقة.!!




رد مع اقتباس