FX-Arabia

جديد المواضيع











الملاحظات

منتدى الاخبار و التحليل الاساسى تعرض فيه الاخبار المتجددة لحظيا و التحليل الاساسى و تحليلات الشركات المختلفة للاسواق, اخبار فوركس,اخبار السوق,بلومبيرج,رويترز,تحليلات فوركس ، تحليل فنى ، اخر اخبار الفوركس ، اخبار الدولار ، اخبار اليورو ، افضل موقع تحليل ، اخبار السوق ، اخبار البورصة ، اخبار الفوركس ، اخبار العملات ، تحليلات فنية يومية ، تحليل يورو دولار


تباطؤ الصين واقتصاد آسيا - مقال -

منتدى الاخبار و التحليل الاساسى


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21-01-2016, 05:45 PM   المشاركة رقم: 1
الكاتب
م.جمانه
عضو ماسي
الصورة الرمزية م.جمانه

البيانات
تاريخ التسجيل: Jun 2012
رقم العضوية: 9964
المشاركات: 25,024
بمعدل : 5.76 يوميا

الإتصالات
الحالة:
م.جمانه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : منتدى الاخبار و التحليل الاساسى
افتراضي تباطؤ الصين واقتصاد آسيا - مقال -

تباطؤ الصين واقتصاد آسيا - مقال -


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



من الواضح أن التباطؤ الاقتصادي في الصين في عام 2015 سوف يخلف عواقب مهمة على بلدان المنطقة وخارجها.



الواقع أن نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل أقل من 7% كما هو متوقع هذا العام ــ وفي الأعوام المقبلة ــ في الصين، يُعَد سبباً للاحتفال في أغلب البلدان.

ولكن بعد ثلاثة عقود من النمو بمعدل تجاوز 10%، يشكل ضعف أداء الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم مصدراً كبيراً للقلق والانزعاج ــ وليس فقط بالنسبة للصينيين.



ولكن في حين قد يخلف تباطؤ الصين عواقب سلبية على بعض البلدان، فإنه يساعد أيضاً في خلق الفرص لدول أخرى. ويعتمد مصير بلدان المنطقة على بنية اقتصاداتها ــ وكيف يمكنها في المقام الأول أن تتكيف مع التحول الاقتصادي الجاري الذي تشهده الجارة العملاقة.



وبالفعل، تشهد البلدان التي تنتج المواد الخام، مثل النحاس والنفط والمعادن، للتصنيع في الصين أكبر التغيرات. فالتباطؤ الصناعي في الصين يعني انخفاضاً مماثلاً في الطلب العالمي على هذه السلع الأساسية.




والآن يشكل الانكماش تحدياً خطيراً للبلدان التي تتركز اقتصاداتها إلى حد كبير في مثل هذه القطاعات، مثل كازاخستان وشيلي.



كما تستشعر البلدان التي تنتج السلع الوسيطة أيضاً وطأة هذا التحول. فاليابان على سبيل المثال، تصنع أجزاء ومركبات تصدرها إلى الصين لإنتاج الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية.




بعبارة أخرى، تمر صادرات اليابان ذات القيمة المضافة إلى العالم عبر الصين غالبا. ونتيجة لهذا، خلف تباطؤ الصين تأثيراً ملحوظاً على أداء الصادرات اليابانية.



بيد أن مصير الدول المصدرة للسلع الأساسية والسلع الوسيطة ليس قدراً محتما. فالمستهلكون لا يشترون عدداً أقل من الهواتف الذكية، أو الألعاب الإلكترونية، أو أجهزة الكمبيوتر؛ وسوف ينتقل إنتاج هذه السلع ببساطة من الصين إلى منتجين أقل تكلفة. فقد زادت فيتنام على سبيل المثال إلى حد كبير من إنتاجها وصادراتها من الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية ــ وهي المنطقة التي تعودت الصين على الهيمنة عليها بشكل مطلق ــ جزئياً من خلال اجتذاب المزيد من الاستثمارات المباشرة الأجنبية.



وبوسع بلدان أخرى مثل الهند وإندونيسيا من حيث المبدأ أن تظهر كعمالقة جديد في مجال التصدير. ولكن لكي يحدث هذا، يتعين على هذه البلدان أن تستثمر بكثافة في البنية الأساسية والإصلاحات السياسية التي تمكن خدماتها اللوجستية ومناخها الاستثماري من المنافسة على مستوى العالم.



وتبيع مجموعة أخرى من البلدان التي استشعرت تأثير عملية إعادة التوازن في الصين منتجات وخدمات إلى المستهلكين الصينيين. وبرغم تباطؤ النمو فإن الاستهلاك المنزلي في الصين كان في ارتفاع وتظل السوق الصينية واحدة من الأسواق الواعدة على مستوى العالم. وسوف يكون أداء الشركات القادرة على اغتنام فرصة ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي طيبا.



وحتى الآن، كانت البلدان خارج آسيا ــ مثل ألمانيا بصناعة السياسات لديها، والولايات المتحدة بإبداعها في مجال التكنولوجيا الفائقة ــ المستفيدة الرئيسية من ارتفاع الدخول في الصين. ولكن بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ اكتسبت أيضاً بعض الأرض. فالآن تستغل سنغافورة وأستراليا فرصة ارتفاع الطلب على التعليم العالي الجودة في الصين من خلال توسع صادراتها من الخدمات الجامعية. وتستفيد اليابان من عادات الإنفاق القوية التي يتسم بها السائحون الصينيون، حتى أن هذه الظاهرة ــ المعروفة بـ"باكوجاي" ــ اعتبرت "الكلمة الموضة" هذا العام في اليابان.



وتتألف مجموعة ثالثة من الدول التي قد تستفيد من تلك التي تتنافس في المقام الأول مع الصين. فبوسع هذه الاقتصادات أن تزيد من حصتها في السوق العالمية مع تراجع الصين في بعض القطاعات. فبسبب نجاحها على وجه التحديد، ارتفعت تكاليف العمل في الصين بما يزيد على 100% في السنوات العشر الأخيرة، الأمر الذي يجعل تكاليف العمل النسبية أقل كثيراً في العديد من البلدان الأخرى ــ وليس فيتنام أو الهند فحسب، بل وأيضاً غيرهما من البلدان المكتظة بالسكان مثل بنجلاديش وميانمار.



ويعني هذا خسارة العديد من الصناعات في الصين لقدرتها التنافسية، وأن نمو الاقتصاد الصيني في المستقبل لابد أن يأتي من الإبداع ومكاسب الإنتاجية، وليس من العمالة المتدنية الأجور. وبالفعل، بدأت بنجلاديش على سبيل المثال تغتنم فرصة انسحاب الصين من القطاع المتدني من سوق الملابس.




وكان إنتاجها وصادراتها في ارتفاع سريع، واليوم أصبحت الصين الدولة صاحبة ثاني أكبر صادرات من الملابس في العالم (بعد الصين). ليس من المستغرب إذن أن تصبح بنجلاديش وفيتنام الآن الدولتين اللتين تشهدان أسرع نمو اقتصادي في المنطقة على الإطلاق.



بيد أن المكاسب التي قد تتحقق من تباطؤ الصين ليست تلقائية. فبسبب تنافس العديد من البلدان الأخرى لانتزاع الحصة التي تركتها الصين في السوق العالمية، بات لزاماً على الاقتصادات النامية في المنطقة أن تلاحق مجموعة من الإصلاحات وأن تستثمر في الطاقة ووسائل النقل والبنية الأساسية الحضرية لكي يتسنى لها أن تجعل مناخ الاستثمار العام لديها قادراً على المنافسة.



ولأن تباطؤ الصين كان مدفوعاً إلى حد كبير بعوامل جوهرية (وخاصة تقلص قوة العمل وارتفاع تكاليف العمل)، فلابد أن يُفهَم هذا التباطؤ باعتباره جزءاً من حالة معتادة جديدة للاقتصاد العالمي. ولأن الاقتصاد الصيني أصبح أكبر كثيراً الآن، فإن نموه اليوم ولو بمعدل 6% فقط يساهم في الناتج العالمي بأكثر مما ساهم به نموه بمعدل 10% قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية.



وبالنسبة لبلدان أخرى، فلعل أفضل طريقة للتعامل مع تباطؤ الصين تتلخص في تبني الإصلاحات الداخلية اللازمة لتمكينها من تعديل أوضاعها في الاقتصاد العالمي.




عرض البوم صور م.جمانه  
رد مع اقتباس


  #1  
قديم 21-01-2016, 05:45 PM
م.جمانه م.جمانه غير متواجد حالياً
عضو ماسي
افتراضي تباطؤ الصين واقتصاد آسيا - مقال -

تباطؤ الصين واقتصاد آسيا - مقال -


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



من الواضح أن التباطؤ الاقتصادي في الصين في عام 2015 سوف يخلف عواقب مهمة على بلدان المنطقة وخارجها.



الواقع أن نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل أقل من 7% كما هو متوقع هذا العام ــ وفي الأعوام المقبلة ــ في الصين، يُعَد سبباً للاحتفال في أغلب البلدان.

ولكن بعد ثلاثة عقود من النمو بمعدل تجاوز 10%، يشكل ضعف أداء الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم مصدراً كبيراً للقلق والانزعاج ــ وليس فقط بالنسبة للصينيين.



ولكن في حين قد يخلف تباطؤ الصين عواقب سلبية على بعض البلدان، فإنه يساعد أيضاً في خلق الفرص لدول أخرى. ويعتمد مصير بلدان المنطقة على بنية اقتصاداتها ــ وكيف يمكنها في المقام الأول أن تتكيف مع التحول الاقتصادي الجاري الذي تشهده الجارة العملاقة.



وبالفعل، تشهد البلدان التي تنتج المواد الخام، مثل النحاس والنفط والمعادن، للتصنيع في الصين أكبر التغيرات. فالتباطؤ الصناعي في الصين يعني انخفاضاً مماثلاً في الطلب العالمي على هذه السلع الأساسية.




والآن يشكل الانكماش تحدياً خطيراً للبلدان التي تتركز اقتصاداتها إلى حد كبير في مثل هذه القطاعات، مثل كازاخستان وشيلي.



كما تستشعر البلدان التي تنتج السلع الوسيطة أيضاً وطأة هذا التحول. فاليابان على سبيل المثال، تصنع أجزاء ومركبات تصدرها إلى الصين لإنتاج الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية.




بعبارة أخرى، تمر صادرات اليابان ذات القيمة المضافة إلى العالم عبر الصين غالبا. ونتيجة لهذا، خلف تباطؤ الصين تأثيراً ملحوظاً على أداء الصادرات اليابانية.



بيد أن مصير الدول المصدرة للسلع الأساسية والسلع الوسيطة ليس قدراً محتما. فالمستهلكون لا يشترون عدداً أقل من الهواتف الذكية، أو الألعاب الإلكترونية، أو أجهزة الكمبيوتر؛ وسوف ينتقل إنتاج هذه السلع ببساطة من الصين إلى منتجين أقل تكلفة. فقد زادت فيتنام على سبيل المثال إلى حد كبير من إنتاجها وصادراتها من الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية ــ وهي المنطقة التي تعودت الصين على الهيمنة عليها بشكل مطلق ــ جزئياً من خلال اجتذاب المزيد من الاستثمارات المباشرة الأجنبية.



وبوسع بلدان أخرى مثل الهند وإندونيسيا من حيث المبدأ أن تظهر كعمالقة جديد في مجال التصدير. ولكن لكي يحدث هذا، يتعين على هذه البلدان أن تستثمر بكثافة في البنية الأساسية والإصلاحات السياسية التي تمكن خدماتها اللوجستية ومناخها الاستثماري من المنافسة على مستوى العالم.



وتبيع مجموعة أخرى من البلدان التي استشعرت تأثير عملية إعادة التوازن في الصين منتجات وخدمات إلى المستهلكين الصينيين. وبرغم تباطؤ النمو فإن الاستهلاك المنزلي في الصين كان في ارتفاع وتظل السوق الصينية واحدة من الأسواق الواعدة على مستوى العالم. وسوف يكون أداء الشركات القادرة على اغتنام فرصة ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي طيبا.



وحتى الآن، كانت البلدان خارج آسيا ــ مثل ألمانيا بصناعة السياسات لديها، والولايات المتحدة بإبداعها في مجال التكنولوجيا الفائقة ــ المستفيدة الرئيسية من ارتفاع الدخول في الصين. ولكن بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ اكتسبت أيضاً بعض الأرض. فالآن تستغل سنغافورة وأستراليا فرصة ارتفاع الطلب على التعليم العالي الجودة في الصين من خلال توسع صادراتها من الخدمات الجامعية. وتستفيد اليابان من عادات الإنفاق القوية التي يتسم بها السائحون الصينيون، حتى أن هذه الظاهرة ــ المعروفة بـ"باكوجاي" ــ اعتبرت "الكلمة الموضة" هذا العام في اليابان.



وتتألف مجموعة ثالثة من الدول التي قد تستفيد من تلك التي تتنافس في المقام الأول مع الصين. فبوسع هذه الاقتصادات أن تزيد من حصتها في السوق العالمية مع تراجع الصين في بعض القطاعات. فبسبب نجاحها على وجه التحديد، ارتفعت تكاليف العمل في الصين بما يزيد على 100% في السنوات العشر الأخيرة، الأمر الذي يجعل تكاليف العمل النسبية أقل كثيراً في العديد من البلدان الأخرى ــ وليس فيتنام أو الهند فحسب، بل وأيضاً غيرهما من البلدان المكتظة بالسكان مثل بنجلاديش وميانمار.



ويعني هذا خسارة العديد من الصناعات في الصين لقدرتها التنافسية، وأن نمو الاقتصاد الصيني في المستقبل لابد أن يأتي من الإبداع ومكاسب الإنتاجية، وليس من العمالة المتدنية الأجور. وبالفعل، بدأت بنجلاديش على سبيل المثال تغتنم فرصة انسحاب الصين من القطاع المتدني من سوق الملابس.




وكان إنتاجها وصادراتها في ارتفاع سريع، واليوم أصبحت الصين الدولة صاحبة ثاني أكبر صادرات من الملابس في العالم (بعد الصين). ليس من المستغرب إذن أن تصبح بنجلاديش وفيتنام الآن الدولتين اللتين تشهدان أسرع نمو اقتصادي في المنطقة على الإطلاق.



بيد أن المكاسب التي قد تتحقق من تباطؤ الصين ليست تلقائية. فبسبب تنافس العديد من البلدان الأخرى لانتزاع الحصة التي تركتها الصين في السوق العالمية، بات لزاماً على الاقتصادات النامية في المنطقة أن تلاحق مجموعة من الإصلاحات وأن تستثمر في الطاقة ووسائل النقل والبنية الأساسية الحضرية لكي يتسنى لها أن تجعل مناخ الاستثمار العام لديها قادراً على المنافسة.



ولأن تباطؤ الصين كان مدفوعاً إلى حد كبير بعوامل جوهرية (وخاصة تقلص قوة العمل وارتفاع تكاليف العمل)، فلابد أن يُفهَم هذا التباطؤ باعتباره جزءاً من حالة معتادة جديدة للاقتصاد العالمي. ولأن الاقتصاد الصيني أصبح أكبر كثيراً الآن، فإن نموه اليوم ولو بمعدل 6% فقط يساهم في الناتج العالمي بأكثر مما ساهم به نموه بمعدل 10% قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية.



وبالنسبة لبلدان أخرى، فلعل أفضل طريقة للتعامل مع تباطؤ الصين تتلخص في تبني الإصلاحات الداخلية اللازمة لتمكينها من تعديل أوضاعها في الاقتصاد العالمي.






رد مع اقتباس

قديم 21-01-2016, 11:26 PM   المشاركة رقم: 2
الكاتب
Samer Alajlani
عضو متميز

البيانات
تاريخ التسجيل: Aug 2015
رقم العضوية: 26913
المشاركات: 1,087
بمعدل : 0.34 يوميا

الإتصالات
الحالة:
Samer Alajlani غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : م.جمانه المنتدى : منتدى الاخبار و التحليل الاساسى
افتراضي رد: تباطؤ الصين واقتصاد آسيا - مقال -

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م.جمانة عدنان نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تباطؤ الصين واقتصاد آسيا - مقال -


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



من الواضح أن التباطؤ الاقتصادي في الصين في عام 2015 سوف يخلف عواقب مهمة على بلدان المنطقة وخارجها.



الواقع أن نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل أقل من 7% كما هو متوقع هذا العام ــ وفي الأعوام المقبلة ــ في الصين، يُعَد سبباً للاحتفال في أغلب البلدان.

ولكن بعد ثلاثة عقود من النمو بمعدل تجاوز 10%، يشكل ضعف أداء الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم مصدراً كبيراً للقلق والانزعاج ــ وليس فقط بالنسبة للصينيين.



ولكن في حين قد يخلف تباطؤ الصين عواقب سلبية على بعض البلدان، فإنه يساعد أيضاً في خلق الفرص لدول أخرى. ويعتمد مصير بلدان المنطقة على بنية اقتصاداتها ــ وكيف يمكنها في المقام الأول أن تتكيف مع التحول الاقتصادي الجاري الذي تشهده الجارة العملاقة.



وبالفعل، تشهد البلدان التي تنتج المواد الخام، مثل النحاس والنفط والمعادن، للتصنيع في الصين أكبر التغيرات. فالتباطؤ الصناعي في الصين يعني انخفاضاً مماثلاً في الطلب العالمي على هذه السلع الأساسية.




والآن يشكل الانكماش تحدياً خطيراً للبلدان التي تتركز اقتصاداتها إلى حد كبير في مثل هذه القطاعات، مثل كازاخستان وشيلي.



كما تستشعر البلدان التي تنتج السلع الوسيطة أيضاً وطأة هذا التحول. فاليابان على سبيل المثال، تصنع أجزاء ومركبات تصدرها إلى الصين لإنتاج الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية.




بعبارة أخرى، تمر صادرات اليابان ذات القيمة المضافة إلى العالم عبر الصين غالبا. ونتيجة لهذا، خلف تباطؤ الصين تأثيراً ملحوظاً على أداء الصادرات اليابانية.



بيد أن مصير الدول المصدرة للسلع الأساسية والسلع الوسيطة ليس قدراً محتما. فالمستهلكون لا يشترون عدداً أقل من الهواتف الذكية، أو الألعاب الإلكترونية، أو أجهزة الكمبيوتر؛ وسوف ينتقل إنتاج هذه السلع ببساطة من الصين إلى منتجين أقل تكلفة. فقد زادت فيتنام على سبيل المثال إلى حد كبير من إنتاجها وصادراتها من الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية ــ وهي المنطقة التي تعودت الصين على الهيمنة عليها بشكل مطلق ــ جزئياً من خلال اجتذاب المزيد من الاستثمارات المباشرة الأجنبية.



وبوسع بلدان أخرى مثل الهند وإندونيسيا من حيث المبدأ أن تظهر كعمالقة جديد في مجال التصدير. ولكن لكي يحدث هذا، يتعين على هذه البلدان أن تستثمر بكثافة في البنية الأساسية والإصلاحات السياسية التي تمكن خدماتها اللوجستية ومناخها الاستثماري من المنافسة على مستوى العالم.



وتبيع مجموعة أخرى من البلدان التي استشعرت تأثير عملية إعادة التوازن في الصين منتجات وخدمات إلى المستهلكين الصينيين. وبرغم تباطؤ النمو فإن الاستهلاك المنزلي في الصين كان في ارتفاع وتظل السوق الصينية واحدة من الأسواق الواعدة على مستوى العالم. وسوف يكون أداء الشركات القادرة على اغتنام فرصة ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي طيبا.



وحتى الآن، كانت البلدان خارج آسيا ــ مثل ألمانيا بصناعة السياسات لديها، والولايات المتحدة بإبداعها في مجال التكنولوجيا الفائقة ــ المستفيدة الرئيسية من ارتفاع الدخول في الصين. ولكن بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ اكتسبت أيضاً بعض الأرض. فالآن تستغل سنغافورة وأستراليا فرصة ارتفاع الطلب على التعليم العالي الجودة في الصين من خلال توسع صادراتها من الخدمات الجامعية. وتستفيد اليابان من عادات الإنفاق القوية التي يتسم بها السائحون الصينيون، حتى أن هذه الظاهرة ــ المعروفة بـ"باكوجاي" ــ اعتبرت "الكلمة الموضة" هذا العام في اليابان.



وتتألف مجموعة ثالثة من الدول التي قد تستفيد من تلك التي تتنافس في المقام الأول مع الصين. فبوسع هذه الاقتصادات أن تزيد من حصتها في السوق العالمية مع تراجع الصين في بعض القطاعات. فبسبب نجاحها على وجه التحديد، ارتفعت تكاليف العمل في الصين بما يزيد على 100% في السنوات العشر الأخيرة، الأمر الذي يجعل تكاليف العمل النسبية أقل كثيراً في العديد من البلدان الأخرى ــ وليس فيتنام أو الهند فحسب، بل وأيضاً غيرهما من البلدان المكتظة بالسكان مثل بنجلاديش وميانمار.



ويعني هذا خسارة العديد من الصناعات في الصين لقدرتها التنافسية، وأن نمو الاقتصاد الصيني في المستقبل لابد أن يأتي من الإبداع ومكاسب الإنتاجية، وليس من العمالة المتدنية الأجور. وبالفعل، بدأت بنجلاديش على سبيل المثال تغتنم فرصة انسحاب الصين من القطاع المتدني من سوق الملابس.




وكان إنتاجها وصادراتها في ارتفاع سريع، واليوم أصبحت الصين الدولة صاحبة ثاني أكبر صادرات من الملابس في العالم (بعد الصين). ليس من المستغرب إذن أن تصبح بنجلاديش وفيتنام الآن الدولتين اللتين تشهدان أسرع نمو اقتصادي في المنطقة على الإطلاق.



بيد أن المكاسب التي قد تتحقق من تباطؤ الصين ليست تلقائية. فبسبب تنافس العديد من البلدان الأخرى لانتزاع الحصة التي تركتها الصين في السوق العالمية، بات لزاماً على الاقتصادات النامية في المنطقة أن تلاحق مجموعة من الإصلاحات وأن تستثمر في الطاقة ووسائل النقل والبنية الأساسية الحضرية لكي يتسنى لها أن تجعل مناخ الاستثمار العام لديها قادراً على المنافسة.



ولأن تباطؤ الصين كان مدفوعاً إلى حد كبير بعوامل جوهرية (وخاصة تقلص قوة العمل وارتفاع تكاليف العمل)، فلابد أن يُفهَم هذا التباطؤ باعتباره جزءاً من حالة معتادة جديدة للاقتصاد العالمي. ولأن الاقتصاد الصيني أصبح أكبر كثيراً الآن، فإن نموه اليوم ولو بمعدل 6% فقط يساهم في الناتج العالمي بأكثر مما ساهم به نموه بمعدل 10% قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية.



وبالنسبة لبلدان أخرى، فلعل أفضل طريقة للتعامل مع تباطؤ الصين تتلخص في تبني الإصلاحات الداخلية اللازمة لتمكينها من تعديل أوضاعها في الاقتصاد العالمي.

هل انت مع الرأي القائل أن الصين ستجر العالم إلى أزمة جديدة أستاذه جمانة ؟



عرض البوم صور Samer Alajlani  
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-01-2016, 11:26 PM
Samer Alajlani Samer Alajlani غير متواجد حالياً
عضو متميز
افتراضي رد: تباطؤ الصين واقتصاد آسيا - مقال -

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م.جمانة عدنان نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تباطؤ الصين واقتصاد آسيا - مقال -


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



من الواضح أن التباطؤ الاقتصادي في الصين في عام 2015 سوف يخلف عواقب مهمة على بلدان المنطقة وخارجها.



الواقع أن نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل أقل من 7% كما هو متوقع هذا العام ــ وفي الأعوام المقبلة ــ في الصين، يُعَد سبباً للاحتفال في أغلب البلدان.

ولكن بعد ثلاثة عقود من النمو بمعدل تجاوز 10%، يشكل ضعف أداء الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم مصدراً كبيراً للقلق والانزعاج ــ وليس فقط بالنسبة للصينيين.



ولكن في حين قد يخلف تباطؤ الصين عواقب سلبية على بعض البلدان، فإنه يساعد أيضاً في خلق الفرص لدول أخرى. ويعتمد مصير بلدان المنطقة على بنية اقتصاداتها ــ وكيف يمكنها في المقام الأول أن تتكيف مع التحول الاقتصادي الجاري الذي تشهده الجارة العملاقة.



وبالفعل، تشهد البلدان التي تنتج المواد الخام، مثل النحاس والنفط والمعادن، للتصنيع في الصين أكبر التغيرات. فالتباطؤ الصناعي في الصين يعني انخفاضاً مماثلاً في الطلب العالمي على هذه السلع الأساسية.




والآن يشكل الانكماش تحدياً خطيراً للبلدان التي تتركز اقتصاداتها إلى حد كبير في مثل هذه القطاعات، مثل كازاخستان وشيلي.



كما تستشعر البلدان التي تنتج السلع الوسيطة أيضاً وطأة هذا التحول. فاليابان على سبيل المثال، تصنع أجزاء ومركبات تصدرها إلى الصين لإنتاج الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية.




بعبارة أخرى، تمر صادرات اليابان ذات القيمة المضافة إلى العالم عبر الصين غالبا. ونتيجة لهذا، خلف تباطؤ الصين تأثيراً ملحوظاً على أداء الصادرات اليابانية.



بيد أن مصير الدول المصدرة للسلع الأساسية والسلع الوسيطة ليس قدراً محتما. فالمستهلكون لا يشترون عدداً أقل من الهواتف الذكية، أو الألعاب الإلكترونية، أو أجهزة الكمبيوتر؛ وسوف ينتقل إنتاج هذه السلع ببساطة من الصين إلى منتجين أقل تكلفة. فقد زادت فيتنام على سبيل المثال إلى حد كبير من إنتاجها وصادراتها من الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية ــ وهي المنطقة التي تعودت الصين على الهيمنة عليها بشكل مطلق ــ جزئياً من خلال اجتذاب المزيد من الاستثمارات المباشرة الأجنبية.



وبوسع بلدان أخرى مثل الهند وإندونيسيا من حيث المبدأ أن تظهر كعمالقة جديد في مجال التصدير. ولكن لكي يحدث هذا، يتعين على هذه البلدان أن تستثمر بكثافة في البنية الأساسية والإصلاحات السياسية التي تمكن خدماتها اللوجستية ومناخها الاستثماري من المنافسة على مستوى العالم.



وتبيع مجموعة أخرى من البلدان التي استشعرت تأثير عملية إعادة التوازن في الصين منتجات وخدمات إلى المستهلكين الصينيين. وبرغم تباطؤ النمو فإن الاستهلاك المنزلي في الصين كان في ارتفاع وتظل السوق الصينية واحدة من الأسواق الواعدة على مستوى العالم. وسوف يكون أداء الشركات القادرة على اغتنام فرصة ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي طيبا.



وحتى الآن، كانت البلدان خارج آسيا ــ مثل ألمانيا بصناعة السياسات لديها، والولايات المتحدة بإبداعها في مجال التكنولوجيا الفائقة ــ المستفيدة الرئيسية من ارتفاع الدخول في الصين. ولكن بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ اكتسبت أيضاً بعض الأرض. فالآن تستغل سنغافورة وأستراليا فرصة ارتفاع الطلب على التعليم العالي الجودة في الصين من خلال توسع صادراتها من الخدمات الجامعية. وتستفيد اليابان من عادات الإنفاق القوية التي يتسم بها السائحون الصينيون، حتى أن هذه الظاهرة ــ المعروفة بـ"باكوجاي" ــ اعتبرت "الكلمة الموضة" هذا العام في اليابان.



وتتألف مجموعة ثالثة من الدول التي قد تستفيد من تلك التي تتنافس في المقام الأول مع الصين. فبوسع هذه الاقتصادات أن تزيد من حصتها في السوق العالمية مع تراجع الصين في بعض القطاعات. فبسبب نجاحها على وجه التحديد، ارتفعت تكاليف العمل في الصين بما يزيد على 100% في السنوات العشر الأخيرة، الأمر الذي يجعل تكاليف العمل النسبية أقل كثيراً في العديد من البلدان الأخرى ــ وليس فيتنام أو الهند فحسب، بل وأيضاً غيرهما من البلدان المكتظة بالسكان مثل بنجلاديش وميانمار.



ويعني هذا خسارة العديد من الصناعات في الصين لقدرتها التنافسية، وأن نمو الاقتصاد الصيني في المستقبل لابد أن يأتي من الإبداع ومكاسب الإنتاجية، وليس من العمالة المتدنية الأجور. وبالفعل، بدأت بنجلاديش على سبيل المثال تغتنم فرصة انسحاب الصين من القطاع المتدني من سوق الملابس.




وكان إنتاجها وصادراتها في ارتفاع سريع، واليوم أصبحت الصين الدولة صاحبة ثاني أكبر صادرات من الملابس في العالم (بعد الصين). ليس من المستغرب إذن أن تصبح بنجلاديش وفيتنام الآن الدولتين اللتين تشهدان أسرع نمو اقتصادي في المنطقة على الإطلاق.



بيد أن المكاسب التي قد تتحقق من تباطؤ الصين ليست تلقائية. فبسبب تنافس العديد من البلدان الأخرى لانتزاع الحصة التي تركتها الصين في السوق العالمية، بات لزاماً على الاقتصادات النامية في المنطقة أن تلاحق مجموعة من الإصلاحات وأن تستثمر في الطاقة ووسائل النقل والبنية الأساسية الحضرية لكي يتسنى لها أن تجعل مناخ الاستثمار العام لديها قادراً على المنافسة.



ولأن تباطؤ الصين كان مدفوعاً إلى حد كبير بعوامل جوهرية (وخاصة تقلص قوة العمل وارتفاع تكاليف العمل)، فلابد أن يُفهَم هذا التباطؤ باعتباره جزءاً من حالة معتادة جديدة للاقتصاد العالمي. ولأن الاقتصاد الصيني أصبح أكبر كثيراً الآن، فإن نموه اليوم ولو بمعدل 6% فقط يساهم في الناتج العالمي بأكثر مما ساهم به نموه بمعدل 10% قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية.



وبالنسبة لبلدان أخرى، فلعل أفضل طريقة للتعامل مع تباطؤ الصين تتلخص في تبني الإصلاحات الداخلية اللازمة لتمكينها من تعديل أوضاعها في الاقتصاد العالمي.

هل انت مع الرأي القائل أن الصين ستجر العالم إلى أزمة جديدة أستاذه جمانة ؟




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آسيا, لقاء, واقتصاد, الصين, تباطؤ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 09:10 AM



جميع الحقوق محفوظة الى اف اكس ارابيا www.fx-arabia.com

تحذير المخاطرة

التجارة بالعملات الأجنبية تتضمن علي قدر كبير من المخاطر ومن الممكن ألا تكون مناسبة لجميع المضاربين, إستعمال الرافعة المالية في التجاره يزيد من إحتمالات الخطورة و التعرض للخساره, عليك التأكد من قدرتك العلمية و الشخصية على التداول.

تنبيه هام

موقع اف اكس ارابيا هو موقع تعليمي خالص يهدف الي توعية المستثمر العربي مبادئ الاستثمار و التداول الناجح ولا يتحصل علي اي اموال مقابل ذلك ولا يقوم بادارة محافظ مالية وان ادارة الموقع غير مسؤولة عن اي استغلال من قبل اي شخص لاسمها وتحذر من ذلك.

اتصل بنا

البريد الإلكتروني للدعم الفنى : support@fx-arabia.com
جميع الحقوق محفوظة اف اكس ارابيا – احدى مواقع Inwestopedia Sp. Z O.O. للاستشارات و التدريب – جمهورية بولندا الإتحادية.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024 , Designed by Fx-Arabia Team